responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 107

الناس ، وفيه بعدُ أشياء تعالج به الأبدان ، واُخرى تدبغ به الجلود ، واُخرى تصبغ به الأمتعة ، وأشباه هذا من المصالح.

ألست تعلم أنّ أخسّ النبات وأحقره هذا البردي [١] وما أشبهها ؛ ففيها مع هذا من ضروب المنافع فقد يتّخذ من البردي القراطيس التي يحتاج إليها الملوك والسوقة ، والحُصُر التي يستعملها كلّ صنف من الناس ، وليعمل منه الغلف التي يوقى بها الأواني ، ويجعل حشوا بين الظروف في الاسفاط لكيلا تعيب وتنكسر ، وأشباه هذا من المنافع» [٢].

وهذه الآيات الجليلة التي بيّنها الإمام الصادق عليه‌السلام تنبئ بصدقٍ وتدلّ بحقّ على أنّ اللّه تعالى الذي خلقها وصنعها عليم حكيم ، أحكم وأتقن جزئياتها وكليّاتها ودقائق صنعتها وخلقتها.

وعليه فلا يمكن المساعدة مع قول الحكماء بنفي العلم بالجزئيات عن اللّه تعالى ، بناءا منهم على أنّ علم اللّه تعالى حصوليٌّ ، كما تلاحظ نقله عنهم في البحار [٣].

فانّه يردّهم العموميّة الوضعيّة المفيدة علم اللّه تعالى بكلّ شيء في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّه بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [٤].


[١] البردي : نبات كالقصب ينبت في المستنقعات والشواطئ ، في اُصول سيقانه زغب ناعم كالقطن ذو حلاوة قليلة.

[٢] بحار الأنوار : (ج٣ ص١٣٥).

[٣] بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٧).

[٤] سورة البقرة : (الآية ٢٣١).

نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست