وَمَا ( يُؤْمِنُ
أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ )
قال : « هو قول الرجل : لولا فلان لهلكت ، ولولا فلان لأصبت كذا وكذا ،
ولضاع عيالي ، ألا ترى أنه قد جعل لله شريكاً في ملكه يرزقه ويدفع عنه ؟
قال : قلت : فيقول : لولا أن مَنّ الله عليّ بفلان لهلكت ؟ قال : نعم لا
بأس بهذا ». [١]
٣. وفي تفسير العياشي أيضاً مروياً عن
زرارة قال : سالت أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله : (
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ )
قال : « من ذلك قول الرجل : لا وحياتك ». [٢]
ونستنتج من كل ما مرّ بأن الشرك الخفي
كما أشارت إليه الروايات السابقة من قبيل المعاصي أو الاتكال على الآخرين
في دفع الضرر أو كسب المنافع مثل قول بعضهم : لولا فلان لهلكت ، أو القسم
بغير الله عز وجل مثل قوله : لا وحياتك ، كل ذلك لا يوجب خروج صاحبه من
الايمان ، بل يمكن أن يجتمع معه ، وبالنتيجة فلا يكون المشرك شركاً خفياً
مخلداً في النار ، وذلك لبقائه على إيمانه ، على عكس المشرك بالشرك الجلي ،
والمسلوب منه الايمان ، وهو السبب في خلوده الأبدي في النار.
٢. المنافقون
لعظم خطورة المنافقين وضررهم على
الاسلام والمسلمين ، فقد اهتم القرآن الكريم بأمر المنافقين وذكرهم في
العديد من سوره كسورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة
والعنكبوت والأحزاب والفتح والحديد والحشر والمنافقون والتحريم والمجادلة ،
فكشف عن أكاذيبهم قال تعالى : ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) ، [٣]
وقال : (
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ