مصيرهم إلى النار ، والمنع
من دخول الجنة هنا مطلق ، كما في الآية السابقة غير مقيد بزمان معين ، فهو منع دائمي ، فيكون بقاؤهم في النار أيضاً دائمياً
وأبدياً.
أدلة
النافين للخلود في جهنم
١. محدودية العذاب
قول بعضهم : إن أهل النار يعذبون فيها
إلى وقت محدود ، أو أياماً معدودة ، ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوماً آخرين ، وقد نسب ابن القيم الجوزية [١] هذا القول إلى اليهود.
أما الشيخ صدر الدين الشيرازي [٢]
فقد قال : إعلم أن بعض الممكورين بالعقل ـ من ضلال الملاحدة وجهال
الفلاسفة والطباعية وغيرهم ـ لفرط غفلتهم وغلبة مغاليط ظنونهم ، قد ظنوا أن
قبائح أعمالهم وفضائح أفعالهم لا تؤثر في صفاء أحوالهم ، فاذا فارقت
الأرواح الأجساد يرجع كل شيء إلى أصله ، فالأجساد ترجع إلى العناصر ،
والأرواح ترجع إلى حظائر القدس ولايزاحمها شيء من نتائج الأعمال إلا أياماً
معدودة ، كما حكى الله عنهم في قوله : (
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً )[٣]
وقد كذبهم القرآن بقوله : ( بَلَىٰ مَن
كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )
، [٤] أي أن ارتكاب السيئة وكبائر
المعاصي ليس هو الموجب لخلود الانسان في نار جهنم ، بل أن تكون تلك المعاصي
محيطة بوجود الانسان بحيث لاتدع له مجالاً للهداية وطريقاً إلى النجاة ،
فتسوق الانسان إلى الكفر والشرك بالله تعالى. فالاصرار على السيئة وعدم