المحقق السبزواري ( قده ) من المدافعين
عن الخلود في جهنم ودوام العذاب على أهلها ، مع أنه يذهب إلى أن الخلود في
العذاب ليس من ضروريات الدين ، حيث يقول : ليس خلود العذاب مثل خلود الكون
في جهنم من ضروريات الدين ، ولا الكتاب ولا السنة ناصان في دوام الايلام من
الله تعالى ، إلا أن الخلود مطلقاً أدخل في الانزجار وأدعى إلى تكميل
النفس وتعديل النظام ، فيجب القول به. [١]
وفي معرض ردّه لصدرالدين الشيرازي في
كون الهيئات والملكات الردية الناشئة من الكفر قسراً ، وأن القسر لا يكون
دائمياً ولا أكثرياً ، يقول السبزواري : بأن شقاوة الكفر صارت جوهرية
والملكات الرذيلة جوهرية والعادت السوء طبيعة ثانية ، وليس هنا نور إيمان
حتى يكفّرها ويزيلها كما في الفجار من المؤمنين ، فلا جرم لا تزول ،
والفطرة الانسانية التي تميز الخبيث من الطيب باقية غير راضية بهذه القرناء
، فصارت مثل مركب القوى ، إذ ليس إحداهما طبيعية والأخرى عرضية ، بل
كلتاهما طبيعيتان. [٢]
أما في ردّه للمستدلين على انقطاع
العذاب بكون الخلود في العذاب منافياً للرحمة الالهية ، فيقول السبزواري :
البعض قالوا : ( الله أرحم الراحمين وأنه أرحم بالعبد من الوالد بولده ولا
يرضى الوالد بالعذاب الدائم بولده ، ولو كان عاقاً ) وهؤلاء نسوا بـ ( أنه
أرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة وأشد المعاقبين في موضع النكال
والنقمة ) وكذلك غفلوا بأن العذاب من لوازم نفس أعمال المعذب ، وليس من باب
تشفي المنتقم. [٣]