البحث الفلسفي حول الخلود في العذاب من
المسائل المستعصية للاشكالات العقلية التي ترد على القول بالخلود في العذاب
، ولوجود خلافات كثيرة بين الفلاسفة والعرفاء وبين العرفاء أنفسهم ، حيث
قال صدرالدين الشيرازي : هذه مسألة عويصة ، وهي موضع خلاف بين علماء الرسوم
وعلماء الكشوف ، وكذا موضع خلاف بين أهل الكشف هل يسرمد العذاب على أهل
النار الذين هم من أهلها إلى ما لانهاية له ، أو يكون لهم نعيم بدار الشقاء
، فينتهي العذاب فيهم إلى أجل مسمّى مع اتفاقهم على عدم خروج الكفار منها ،
وإنهم ماكثون فيها إلى ما لانهاية له ، فان لكل من الدارين عماراً ، ولكل
منهما ملؤها. [١]
وهنا نستعرض آراء عدد من الفلاسفة
للوقوف على آرائهم حول الخلود في جهنم.
١. أبو نصر الفارابي ( المتوفى ٣٣٩ ه )
مذهب الفارابي في خلود النفس مورد خلاف
بين الفلاسفة منذ القدم ، وكذلك مورد خلاف بين مؤرخي الفلسفة ، فالبعض قالوا بأن الفارابي يؤمن بخلود