أجمعت الزيدية على خلود مرتكب الكبيرة
في النار إذا مات من دون توبة ، قال أحمد الصعدي : إن من توعده الله تعالى
من الفساق بالنار كمرتكب الفواحش التي هي غير مخرجة من الملة كالزنا وشرب
الخمر وتارك الصلاة والزكاة ونحو ذلك ، فإنّه إذا مات مصراً على فسقه غير
تائب منه ، فإنه صائر إلى النار ، ومخلد فيها خلوداً دائماً ، [١] وقال
نحوه أحمد الرصاص. [٢]
وقال يحيى بن الحسين ( المتوفى ٢٩٨ ه )
: أن وعده ووعيده حق من أطاعه أدخله الجنة ومن عصاه أدخله النار أبد الأبد ،
لا ما يقول الجاهلون من خروج المعذبين من العذاب المهين إلى دار المتقين
ومحل المؤمنين ، وفي ذلك ما يقول رب العالمين (
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) ، [٣]
ويقول : (
وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا )
، [٤] ففي كل ذلك يخبر أنه من دخل النار فهو مقيم
فيها. [٥]
أدلة الزيدية في
خلود مرتكب الكبيرة في النار
١. الدليل العقلي
إن الفاسق لو لم يستحق العقاب لكان خلق
شهوته للقبيح إغراءً له به ، ويتنزل خلقها بمنزلة قول القائل : إفعل ولا بأس عليك. [٦]
٢. الدليل النقلي
ألف) الآيات القرآنية : تمسك الزيدية
كالمعتزلة بعمومات آيات الوعيد وقالوا : إنها عامّة للعصاة ، ولم يفصل تعالى بين الكافر والفاسق ، وأهم ما تمسكت به