نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش جلد : 1 صفحه : 79
هذه المناقب العالية هي أمرٌ طبيعي
وعادي في سجِّل أهل البيت الأطهار عليهمالسلام
، وهم كتاب الله الناطق ، ألم يقل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : «لكلِّ شيءٍ زكاة ، وزكاةُ
الظفرِ بعَدوِّك العفوُ عنْه»[١].
والإمام الحسين هو شبل الأمير عليّ عليهماالسلام ، ويزيد هو جرو
معاوية ، ورحم الله مَنْ قال : (وكلّ إناء بالذي فيه ينضح).
فالإمام الحسين عليهالسلام ينضح ويفيض بالخير
والنور والهداية ؛ لأنّه منبعها وأصلها ، فيكون كالشمس الضاحية يستفيد منها كلّ
شيء ؛ الجماد والنبات والحيوان ، وكلّ يأخذ منها حاجته ، وتبقى هي في كبد السماء
عالية لا تُطال ولا تُنال حتّى بالعين المبصرة ؛ لأنّها إذا حدقت فيها عميت تماماً
كما أثبت العلم الحديث.
رأفة الحسين عليهالسلام
بالحيوان
ورأفة الإمام عليهالسلام ورحمته تشمل
الحيوانات مع البشر كما مرّ قبل قليل ، ولكنّ القصّة العجيبة كانت مع فرسه في أحلك
الظروف وأدقّها وأرقّها على قلبه الشريف ، وذلك ما ترويه كتب التاريخ والسيرة عنه عليهالسلام.
يروي أبو مخنف عن الجلودي أنّ الإمام
الحسين عليهالسلام
حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ، وكانا في أربعة آلاف رجل على
الشريعة ، وأقحم الفرس على الفرات ، فلمّا أولغ (دخل وخاض) الفرس برأسه ليشرب ، قال
عليهالسلام
: