نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش جلد : 1 صفحه : 291
بالموت ، فإن عاش
حياته بشرف وكرامة كان بها ونعمت ، وسيذكر بالفضل والكرامة بين الناس إلى أمد بعيد
بعد وفاته ، وإن كان العكس أي عاش حياته بدناءة ، وخساسة فإنّها بئس المعيشة وبئس
الرجل صاحبها.
والإمام الحسين عليهالسلام سيد الشهداء ، وأبو
الأحرار ، وشيخ الأوفياء ، ووالد الأولياء ، وأصل الإباء ، فالدناءة تبعد عنه بُعد
المشرقين ، وأخلاقه الفاضلة ملأت الخافقين ، ألا تراه أو تقرأ له ، أو تسمع عنه
هذه الكلمات التي تطفح شموخاً وإباء.
رؤية الحسين عليهالسلام
إلى الدنيا
يُقال أن الإمام الحسين عليهالسلام قام خطيباً في
أصحابه على مشارف نينوى أو على أرض كربلاء ، وكان ممّا قال :
«إنّه
قد نزلَ من الأمر ما قد ترون ، وإنَّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت وأدبر معروفها ، ولم
يبقَ منها إلاّ صُبابةٌ كصبابة الإناء ، وخسيسُ عيشٍ كالمرعى الوبيل.
ألا
ترون إلى الحقِّ لا يُعملُ به ، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمنُ في
لقاء ربّه مُحقاً ؛ فإنّي لا أرى الموتَ إلاّ سعادةً والحياة مع الظالمين إلاّ
برماً.
إنّ
النّاس عبيدُ الدنيا ، والدّين لعقٌ على ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معايشهم ، فإذا
محِّصوا بالبلاء قلَّ الديّانون»[١].
[١]ـ موسوعة البحار
٤٤ ص ٣٨٠ ـ ٣٨٢ ، مقتل الحسين ـ للمقرّم ص ١٩٤.
نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش جلد : 1 صفحه : 291