نام کتاب : الحسين (ع) والوهّابيّة نویسنده : جلال معاش جلد : 1 صفحه : 209
تكفي المؤونة.
رجال في كربلاء ، العبيد
نموذج
إنّ عادة الرقّ وحياة العبيد كانت سائدة
وبكثرة في تلك الأيّام ، وعندما جاء الإسلام العظيم فإنّه أولى هذه المسألة
اهتماماً كبيراً لتحرير اُولئك العبيد الأرقاء. فهناك الكثير من الكفّارات وغيرها
تحضّ على تحرير الرقاب من رقّ العبوديّة ، ورفع تلك القيود عن كواهلهم.
وفي كربلاء كان للعبيد حضور خاصّ ؛
لأنّهم شاركوا وسطّروا ملاحم بطولية كالسادة تماماً ، وهنا نأخذ صورة العبد (جون) الذي
كان يخدم الصحابي الجليل أبا ذرّ الغفاري (رضوان الله عليه) ، ثمّ انتقل إلى خدمة
الإمام الحسين عليهالسلام
، ورافقه إلى كربلاء ، وتحمّل معه عناء الطريق كلّه ، ولا أحد يعلم ما يفكّر به
هذا الرجل العبد.
وعندما سقط أصحاب الحسين عليهالسلام شهداء ، تقدّم هذا
العبد إلى أبي الأحرار الحسين عليهالسلام
بكلّ تواضع وخشوع يستأذنه للنزول إلى ميدان القتال ، إلاّ إنّ الإمام أراد أن
يردّه ردّاً أخلاقيّاً لطيفاً ؛ لكي لا يجرح شعوره ، فقال له بكلّ حبّ وحنان
وتقدير : «يا جون ، إنّما
تبعتنا طلباً للعافية ، فأنت في إذن منّي»
، أو «فلا تبتلِ
بطريقنا»[١].
فأنت أتيت معنا على الصحة والحياة
والعيش الكريم ، وأمّا الآن فإنّه الموت الزؤام الذي لا بدَّ منه ، فأين ترمي
بنفسك؟ ولعلك خجلت أو استحييت من