الأَرضِ. يَقسِمُ المَالَ صِحَاحاً.
فقال له رجلٌ : ما صِحَاحاً؟
قال : بالسَّوِيَّةِ بين النَّاسِ ، قال :
« ويَملاُ اللّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ غنًى ويَسَعُهُم عَدلُهُ ، حَتَّى يَأمُرَ مُنَادِياًَ ، فَيُنَادِي فَيَقُولُ : مَن لَهُ في المَالِ حاجَةٌ؟
فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَيَقُولُ : أَنَا.
فَيُقَالُ لَهُ : إِيتِ السَّادِن (يَعنِي الخَازِنَ) فَقُل لَهُ : إنَّ المَهدِيَّ يَأمُرُكَ أن تُعطِيَني مَالاً.
فَيقُولُ لَهُ : احثُ. فَيَحثِي ، حَتَّى إذَا جَعله في حِجره وأبرزه في حجره ندم ، فيقول : كنتُ أجشع اُمة محمد نفساً ، أوَ عجز عنّي ما وسعهم ، فيردّه فلا يُقبل منه.
فيقال له : انا لا نأخذ شيئاً أعطيناه.
وفي حديثه الآخر : ويُطاف بالمال في أهل الحِواء (أي البيوت المجتمعة من الناس) ، فلا يوجد أحدٌ يقبله » [١].
وهذه الأحاديث الشريفة ترشدنا الى أعظم غناءٍ اقتصادي رشيد في ذلك المجتمع البشري السعيد.
لا ريب في أن من أعظم اركان الحياة في كل ذي روح وحياة ، هي أقواته ومآكله في غذاءه ودواءه ، في سفره وحضره ، وفي صغره وكبره.
ومن المعلوم أنها لا تحصل الا من الحقل الزراعي والنماء الأرضي الذي يشكّل أعظم جانبٍ من غذاء الانسان ورخاءه ، الى جانب مصادر مالِه وثروته.
[١] عقد الدرر : ص ٢١٩.