احترام الإمام
الحسين عليهالسلام لبنود صلح الإمام الحسن عليهالسلام :
استشهد الإمام الحسن عليهالسلام سنة (٤٩) أو (٥٠)
للهجرة ، ومات معاوية سنة (٦٠) للهجرة ، وفي هذه المدّة كانت الإمامة والقيادة
للإمام الحسين عليهالسلام
، ولم تجب عليه طاعة أحد ، لكنّه عليهالسلام
ظلّ ملتزماً ببنود معاهدة الصلح التي عقدها أخوه الإمام الحسن عليهالسلام مع معاوية ، فلم
يصدر عنه أيّ موقف ينتهك به بنود المعاهدة المذكورة ، بل لمّا طالبه بعض الشيعة
بالقيام والثورة على معاوية ، أوصاهم بالصبر والتقية مُشيراً إلى التزامه بالمعاهدة
، وأنّه سيكون في حِلٍّ من المعاهدة بموت معاوية.
رسالة جعدة بن
هبيرة إلى الإمام الحسين عليهالسلام :
كان جعدة بن هبيرة بن أبي وهب من أخلص
النّاس للإمام الحسين عليهالسلام
وأكثرهم مودّة له ، وقد اجتمعت عنده الشيعة وأخذوا يلحّون عليه في مراسلة الإمام
للقدوم إلى مصرهم الكوفة ؛ ليعلن الثورة على حكومة معاوية ، فدفع جعدة رسالة إلى
الإمام الحسين عليهالسلام
هذا نصها : «أمّا بعد ، فإن من قبلنا من شيعتك متطلّعة أنفسهم إليك ، لا يعدلون بك
أحداً ، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في الحرب ، وعرفوك باللين لأوليائك والغلظة
على أعدائك والشدّة في أمر الله ، فإن كنت تحبّ أن تطلب هذا الأمر فاقدم علينا ، فقد
وطنّا أنفسنا على الموت معك» [١].
فأجابه الإمام الحسين عليهالسلام بقوله : «أمّا أخي فإنّي أرجو
أن يكون الله قد