responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء نویسنده : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    جلد : 1  صفحه : 74

وكان يبرز إلى ساحة القتال بنفسه المقدّسة كلّما اقتضى الأمر وسمح له والده عليه‌السلام. وقد سجّل المؤرّخون خطاباً للإمام الحسين عليه‌السلام وجّهه لأهل الكوفة لدى تحركهم إلى صفّين ، جاء فيه ـ بعد حمد الله تعالى والثناء عليه ـ : «يا أهل الكوفة ، أنتم الأحبّة الكرماء ، والشعار دون الدثار ، جدّوا في إطفاء ما وتر بينكم ، وتسهيل ما توعّر عليكم. ألا إنّ الحرب شرّها وريع ، وطعمها فظيع ، فمَنْ أخذ لها اُهبتها ، واستعدّ لها عُدّتها ، ولم يألم كُلومها قبل حلولها فذاك صاحبها ، ومَنْ عاجلها قبل أوان فرصتها ، واستبصار سعيه فيها فذاك قَمِن أن لا ينفع قومَه وإن يهلك نفسه ، نسأل الله بقوّته أن يدعمكم بالفيئة» [١].

حرص الإمام عليّ عليه‌السلام على سلامة الحسنين عليهما‌السلام :

قاتل الإمام الحسين عليه‌السلام في معركة صفّين كما قاتل في معركة الجمل ، مع أنّ بعض الروايات أفادت بأنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يمنع الحسنين عليهما‌السلام من النزول إلى ساحة القتال خشية أن ينقطع نسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ إذ كان عليه‌السلام يقول : «املكوا عنّي هذا الغلام لا يَهُدَّني ، فإنّني أنفسُ بهذين ـ يعني الحسن والحسين عليهما‌السلام ـ على الموت لئلاّ ينقطع بهما نسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» [٢].

وجاء في نصوص اُخرى أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام كان يبعث ابنه محمّد ابن الحنفيّة إلى ساحات القتال مرّات عديدة دون أن يسمح للحسنين عليهما‌السلام بذلك ، وقد سُئل ابن الحنفيّة عن سرّ ذلك فأجاب : «إنّهما عيناه وأنا يمينه فهو يدفع عن عينه بيمينه» [٣]. ويعكس هذا الجواب مدى ما كان يحظى به


[١] شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ١ / ٢٨٤.

[٢] نهج البلاغة ، من كلام له عليه‌السلام في بعض أيام صفّين ، وقد رأى ابنه الحسن عليه‌السلام يتسرّع إلى الحرب ، باب خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام / ٢٠٧.

[٣] شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ١ / ١١٨.

نام کتاب : أعلام الهداية الإمام الحسين سيد الشهداء نویسنده : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست