واختصّ بسلامة الفطرة ، وجمال الخلقة ،
ورجاحة العقل ، وقوّة الجسم ، وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير ،
كالصلاة والحج والجهاد في سبيل الله والإحسان. وكان إذا أقام بالمدينة أو غيرها
مفيداً بعلمه ، مرشداً بعمله ، مهذّباً بكريم أخلاقه ، ومؤدّباً ببليغ بيانه ،
سخيّاً بماله ، متواضعاً للفقراء ، مُعَظّماً عند الخلفاء ، موصِلاً للصدقة على
الأيتام والمساكين ، منتصفاً للمظلومين ، مشتغلاً بعبادته ، مشى من المدينة على
قدميه إلى مكّة حاجّاً خمساً وعشرين مرّة ....
كان الحسين في وقته علم المهتدين ونور
الأرض ، فأخبار حياته فيها هدىً للمسترشدين بأنوار محاسنه المقتفين آثار فضله [١].
٤ ـ قال محمّد رضا المصري : هو ابن بنت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وعلم المهتدين ، ورجاء المؤمنين [٢].
٥ ـ قال عمر رضا كحالة : الحسين بن عليّ
، وهو سيّد أهل العراق فقهاً وحالاً ، وجوداً وبذلاً [٣].
٦ ـ قال عبد الله العلايلي : جاء في
أخبار الحسين : أنّه كان صورة احتبكت ظلالها من أشكال جدّه العظيم ، فأفاض النبيّ صلىاللهعليهوآله إشعاعة غامرة من
حبّه ، وأشياء نفسه ؛ ليتمّ له أيضاً من وراء الصّورة معناها فتكون حقيقة من بعد
كما كانت من قبل ، إنسانيّة ارتقت إلى نبوّة «أنا من حسين» ، ونبوّة هبطت إلى
إنسانيّة «حسين منّي» ، فسلام عليه يوم ولِد [٤].
٧ ـ قال عبّاس محمود العقّاد : مثل
للنّاس في حلّة من النور تخشع لها
[١] راجع كتابه
«الحسين» عليهالسلام
١ / ٦. وراجع أيضاً مجمع الزوائد ٩ / ٢٠١ ، وبحار الأنوار ٤٤ / ١٩٣.
[٢] الحسن والحسين
سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآله
/ ٧٥.