الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام قائد مبدئي ، وأحد
أعلام الهداية الربّانية الذين اختارهم الله لحفظ دينه وشريعته ، وجعلهم اُمناء
على تطبيقها ، وطهّرهم من كلّ رجس ليصونوها من أيّ تحريف أو تحوير.
إنّ المحنة التي عاشها الأئمّة الثلاثة
عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام
كانت أكبر محنة للعقيدة والأُمّة ؛ لأنّها قد بدأت بانحراف القيادة عن خطّ الرسالة
، ولكنها لم تقتصر على الانحراف عن المبدأ الشّرعي في ممارسة الحكم فحسب ، وإنّما
كانت تمتد أبعادها إلى أعماق الأُمّة والشّريعة.
إنّ هذا الانحراف الخطير قد زاد في
عزيمة هؤلاء الأئمّة الهداة ، ممّا جعلهم يهتمّون بإحكام قواعد الشّريعة في
الاُمّة وتعليمها وتربيتها بما يحول دون تسرّب الانحراف إليها بسرعة ، وبما يحول
دون تفتيتها وتمزيق قواها.
ومن هنا كانت تربية الجماعة الصّالحة ، والسّهر
على تنشئتها والاهتمام بقضاياها أمراً في غاية الأهمّية ، ويظهر للمتتبع والمحقّق
عظمة ذلك فيما لو أراد أن يقارن بين مواقف المسلمين تجاه أهل بيت الرّسول صلىاللهعليهوآله خلال