اشتعلت شرارة الشّعور بالإثم في نفوس
النّاس ، وكان يزيدها توهجاً واشتعالاً خطابات الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، وزينب بنت عليّ
بن أبي طالب ، وبقية أفراد عائلة النبيّ صلىاللهعليهوآله
التي ساقها الطّغاة الاُمويّون كسبايا من كربلاء إلى الكوفة فالشام.
فقد وقفت زينب عليهاالسلام في أهل الكوفة حين
احتشدوا يُحدّقون في موكب رؤوس الشهداء والسّبايا ، ويبكون ندماً على ما فرّطوا
وما حصل لآل النبيّ صلىاللهعليهوآله
؛ فأشارت إليهم أن اسكتوا فسكتوا ، فقالت :
أما بعد :
يا
أهل الكوفة أتبكون؟ فلا سكنت العبرة ، ولا هدأت الرّنة ، إنّما مثلكم مثل التي
نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً ، تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم ، ألا ساء ما تزرون
، أي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، فلن
ترحضوها بغسل أبداً ، وكيف ترحضون قتل سبط خاتم النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومدار
حجّتكم ، ومنار محجّتكم ، وهو سيد شباب أهل الجّنة؟».
وتكلّم عليّ بن الحسين عليهماالسلام فقال :
أيّها
النّاس ، ناشدتكم الله ، هل تعلمون أنّكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من
أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه؟ فتبّاً لكم لما قدمتم لأنفسكم ، وسوأة
لرأيكم! بأيّ عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم
حرمتي فلستم من اُمّتي؟ [١].
[١] حياة الإمام
الحسين بن علي عليهماالسلام
٣ / ٣٤١ عن مثير الأحزان.