وروي أنّه وقع على الأرض مكتوفاً
فتكسّرت عظامه وبقي به رمق ، فجاء رجل يُقال له : عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه
، فقيل له في ذلك وعِيبَ عليه ، فقال : أردتُ أن اُريحه.
مع زهير بن
القين
وانتهت قافلة الإمام إلى «زرود» فأقام عليهالسلام فيها بعض الوقت ،
وقد نزل بالقرب منه زهير بن القين البجلي وكان عثمانيّ الهوى ، وقد حجّ بيت الله
في تلك السّنة ، وكان يُساير الإمام في طريقه ولا يُحبّ أن ينزل معه ؛ مخافةَ
الاجتماع به إلاّ إنّه اضطرّ إلى النزول قريباً منه ، فبعث الإمام عليهالسلام إليه رسولاً يدعوه
إليه ، وكان زهير مع جماعته يتناولون الطعام ، فأبلغه الرّسول مقالة الحسين فذُعر
القوم وطرحوا ما في أيديهم من طعام ، وكأنَّ على رؤوسهم الطير. فقالت له امرأته :
سبحانَ الله! أيبعث إليك ابنُ بنت رسول الله ثمّ لا تأتيه؟ لو أتيته فسمعتَ من
كلامه ثمّ انصرفتَ. فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهُه
، فأمر بفسطاطه وثقله وراحلته ومتاعه فقُوِّضَ وحُمِل إلى الحسين عليهالسلام ، ثمّ قال لامرأته
: أنتِ طالق ، الحقي بأهلك ؛ فإنّي لا اُحبّ أن يُصيبَكِ بسببي إلاّ خير. وقال
لأصحابه : مَنْ أحبّ منكم أن يتبعني وإلاّ فهو آخر العهد. إنّي سأحدّثكم حديثاً : إنّا
غزونا البحر ففتح الله علينا وأصبنا غنايم ، فقال لنا سلمان الفارسي (رحمة الله
عليه) : أَفَرِحْتُم بما فتح الله عليكم وأصبتم من الغنائم؟ قلنا : نعم. فقال : إذا
أدركتم سيّد شباب آل محمّد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معه ممّا أصبتم اليوم من
الغنائم. فأمّا