به القوى الغادرة ،
فلمّا قرأ الرسالة قال عليهالسلام
: «آمنك الله
من الخوف ، وأرواك يوم العطش الأكبر».
ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام
بلغه قتله فَجَزع لذلك ، وذابت نفسه أسىً وحسرات [١].
موقف والي
الكوفة
كان النعمان بن بشير والياً على الكوفة
وقتذاك ، ومع أنّه كان عثماني الهوى واُمويّ الرغبة لكنّه لم يكن راضياً عن خلافة
يزيد ، وبعد موت معاوية انضم إلى عبد الله بن الزبير وقاتل وقُتل معه.
وعليه فإنّه لم يتّخذ موقفاً متشدّداً
من نشاطات مسلم بن عقيل في الكوفة ، ولم يُنقل عنه في تلك المرحلة الحسّاسة سوى
خِطاب ألقاه في جمع الكوفيين ، كان ـ كما يتصوّر ـ لرفع العتب والتظاهر بأنّه يقوم
بواجبه كوال تابع لحكومة الشّام. وقد ذكر في خطابه :
أمّا بعد ، فاتّقوا الله عبادَ الله ولا
تسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيها تَهلِكُ الرجال ، وتُسفَكُ الدماء ، وتُغْصَبُ
الأموال. إنّي لا اُقاتل مَنْ لا يُقاتلني ، ولا آتي على مَنْ لم يأت عليَّ ، ولا
اُنبّه نائمكم ، ولا أتحرّش بكم ، ولا آخُذُ بالقرف ولا الظِنَّة ولا التهمة ، ولكنّكم
إنْ أبديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم ، فوالله الذي لا إله غَيرُه
َلأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن لي منكم ناصر ، أما إنّي أرجو أن
يكون مَنْ يعرف الحقّ منكم أكثرَ مِمَّنْ يرديهِ الباطل [٢].