خرج الإمام الحسين عليهالسلام من المدينة
متوجّهاً إلى مكة بأهله وإخوته ، وبني عمومته وبعض الخواصّ من شيعته ، ولم يبقَ
إلاّ أخوه محمّد بن الحنفيّة ، وأفادت بعض المصادر التأريخية بأنّ الإمام عليهالسلام أقام في بيت العباس
بن عبد المطلب [١]
، فيما تحدّثت مصادر اُخرى عن إقامته عليهالسلام
في شِعْب عليّ [٢].
وأقام الإمام عليهالسلام
في مكة أربعة أشهر وأياماً من ذي الحجّة ، كان فيها مهوى القلوب ، فالتفّ حوله
المسلمون يأخذون عنه الأحكام ، ويتعلّمون منه الحلال والحرام ، ولم يتعرّض له أمير
مكة يحيى بن حكيم بسوء ، وحيث ترك الإمام عليهالسلام
وشأنَه ؛ فقد عزله يزيد بن معاوية عنها ، واستعمل عليها عمرو بن سعيد بن العاص. وفي
شهر رمضان من تلك السنة (٦٠ هـ) ضمّ إليه المدينة ، وعزل عنها الوليد بن عتبة ؛
لأنّه كان معتدلاً في موقفه من الإمام عليهالسلام
، ولم يستجب لطلب مروان [٣].
رسائل أهل
الكوفة إلى الإمام عليهالسلام
وقد عرف النّاس في مختلف الأقطار امتناع
الإمام الحسين عليهالسلام
عن البيعة ، فاتّجهت إليه الأنظار ، وبخاصّة أهل الكوفة ، فقد كانوا يومذاك من
أشدّ النّاس نقمةً على يزيد ، وأكثرِهم ميلاً إلى الإمام عليهالسلام ؛ فاجتمعوا في دار
سليمان بن صرد الخزاعي ، فقام فيهم خطيباً فقال : إنَّ معاوية قد هلك ، وإنّ حسيناً
قد تقبّض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه ، فإن كنتم