ولمّا استنفد كلّ الإجراءات الممكنة
لتغيير الأوضاع الاجتماعية في الاُمّة تحرّك بثقله وأهل بيته للقيام بعمل قويّ في
مضمونه ودلالته وأثره وعطائه ؛ لينهض بالاُمّة لتغيير واقعها الفاسد.
٣ ـ الاستجابة
لرأي الجماهير الثائرة
لم يكن بوسع الإمام الحسين عليهالسلام أن يقف دون أن يقوم
بحركة قوية ، وقد تكاثرت عليه كتب الرافضين لبيعة يزيد بن معاوية تطلب منه قيادة
زمام اُمورها والنهوض بها ، وقد حمّلته المسؤولية أمام الله إذا لم يستجب لدعواتهم
، وكانت دعوة أهل الكوفة للإمام الحسين عليهالسلام
بمثابة الغطاء السّياسي الذي يُعطي الصّفة الشّرعية لحركته ، فلم تكن حركته بوازع
ذاتي ، ولا مطمع شخصي ، لاسيّما بعد إتمام الحجّة عليه من قبل هؤلاء المسلمين.
٤ ـ محاولة
إرغامه عليهالسلام على الذلّ والمساومة
لقد كان الإمام الحسين عليهالسلام يحمل روحاً صاغها
الله بالمُثل العليا والقيم الرفيعة ، ففاضت إباءً وعزّةً وكرامةً ، وفي المقابل
تدنّت نفسيّة يزيد الشّريرة ونفسيات أزلامه ، فأرادوا من الإمام الحسين عليهالسلام أن يعيش ذليلاً في
ظلّ حكم فاسد ، وقد صرّح عليهالسلام
قائلاً : «ألا وإنّ
الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة!
يأبى الله لنا ذلك ورسوله ، ونفوس أبيّة ، واُنوف حميّة من أن تؤثر طاعة اللئام
على مصارع الكرام».
وفي موقف آخر قال عليهالسلام : «لا أرى الموت إلاّ
سعادةً ، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً».
[١] أنساب الأشراف ق
١ ج ١ ، وتأريخ ابن كثير ٨ / ١٦٢.