بل إنّ يزيدَ جاهر بإلحاده وكفره عندما
تحرّك عبد الله بن الزبير ضدّه في مكة ؛ فقد وجّه جيشاً لإجهاض تحرّك ابن الزبير
وزوّده برسالة إليه ، وردّ فيها البيت الآتي :
ذكر المؤرّخون أنّ يزيد ارتكب خلال فترة
حكمه القصيرة التي لم تتجاوز ثلاث سنين ونصف ثلاث جرائم مروّعة لم يشهد لها
التأريخ نظيراً ، بحيث لم تسوّد تأريخ الاُمويّين إلى الأبد فحسب ، وإنّما شوّهت
تأريخ العالم الإسلامي كذلك.
ومن هذه الجرائم :
١ ـ انتهاك حرمة أهل بيت الوحي بقتل
الإمام الحسين السّبط عليهالسلام
، ومَنْ معه من اُسرته وأصحابه ، وسبي نسائه وأطفاله ، وعرضهم على الجماهير من بلد
إلى بلد سنة (٦١ هـ) وهم ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وملايين المسلمين تقدّسهم ، وتذكر فيهم الرّسول صلىاللهعليهوآله
وكلّ ما في الإسلام من حقّ وخير.
٢ ـ إقدامه بعد ملحمة عاشوراء على
انتهاك حرمة مدينة الرّسول صلىاللهعليهوآله
، وقتل أهلها وإباحة أعراضهم لجيش الشّام ؛ لأنّهم استعظموا قتل الإمام
[١] حياة الإمام
الحسين عليهالسلام
٢ / ١٨٧ ، نقلاً عن البداية والنهاية ٨ / ١٩٢.