نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 228
صاحبها لها وغير ذلك
من الأمور ، فليس عَجباً أن يفعل فرس الحسين عليهالسلام
ذلك ، نعم ، يبقى قتله لنفسه منوطاً بفكرة المعجزة أو بصحّة الرواية.
الجهة الثامنة : نقلَ التاريخ عن زيد بن
أرقم وهو أحد الصحابة ـ وقد كان يومئذٍ بالشام ـ أنّه سمعَ رأس الحسين عليهالسلام يتلو قوله تعالى : (أَمْ
حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً)[١]
، فقال زيد بن أرقم : سيدي ، رأسك أعجب وأغرب [٢].
فهل
نُصدِّق هذه الرواية أو نستبعدها باعتبار أنّه من المستحيل طبيعياً أن ينطق الموتى
مطلقاً ، أو قل : أن ينطق الرأس وهو متصل بصاحبه ، فضلاً عمّا إذا كان مقطوعاً ، فضلاً
عمّا إذا كان مرّ على قطعه رَدح من الزمن؟
إلاّ أنّ هذا الاستبعاد في غير محلّه ؛
لعدّة مستويات من التفكير نذكر منها :
المستوى
الأوّل : إنّه من الواضح أنّ مثل هذه الروايات
لا ينبغي أن نعرضها أمام القانون الطبيعي ؛ لأنّها قائمة على خصوص المعجزة ، وليس
لها من القانون الطبيعي أيّ نصيب ، وإذا حَدثت المعجزة أمكنَ ذلك وغيره ، وبالمعجزة
نطقَ رأسان في البشرية المعروفة هما : رأس يحيى بن زكريا عليهماالسلام ، ورأس الحسين عليهالسلام.
المستوى
الثاني : إنّ نُطق الرأس ؛ إنّما كان لإقامة
الحجّة على أهل الشام الذين كانوا يجهلون شأن الحسين وإمامته وصدق قضيته ، بل كان
الحكّام لديهم يغرسون في أذهانهم أنّ هذا الموكب لسبايا غير مسلمين من الروم ، أو
الزنج ، أو الديلم ، أو القبط ونحو ذلك ، وكان لابدّ لهذا الجانب ـ أعني لموكب
الحسين عليهالسلام
ـ أن يُثبّت صِدق قضيّته ، وفي الواقع أنّهم لم يُقصّروا في ذلك بعد أن