responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 65

يعرض هذا المثل القرآني صورة مليئة بالحركة والقلق والاضطراب فالقرآن بريشته المقدّسة يرسم حركة النفس المنافقة فيستعين بظاهرة كونية وهي المطر الهاطل الغزير من كلّ أنحاء السماء يصاحبه ظلمات ورعد وبرق فهذا والبرق يمنعهم من الفرار فيضطربون في حيرة ثم يجعلون أصابعهم في آذانهم خوفاً من أصوات الرعد المحيطة بهم والمهدّدة لهم بالموت والفناء ويظنّون بوضعهم أصابعهم في آذانهم أنهم سيتخلّصون من الصواعق ولكن أصابعهم لا تمنع عنهم الموت والهلاك ومثل ذلك المنافق يظنّ أن في إظهاره الإيمان نفعاً يدفع عنه الضرر والأخطار ولكن أنّى لهم ذلك فأثر الظاهرة الكونية لا يندفع حقّاً بحركة إصبع.

وقد يخيل للبعض ان البرق يكشف الظلمة ولكن الآية تصرّح بأن هذا البرق من القوة يكاد يخطف أبصارهم ويأخذ نور أعينهم ومن خلال هذا البرق الخاطف تكتشف الآية عن حالة نفسانية للمنافقين وهي تردّدهم وحبّهم للمصلحة فمتى تحقّقت مصالحهم (كلّما أضاء لهم) [١] رضوا ورغبوا في الدين (وإذا أظلم) [٢] بانتهاء هذا البرق الخاطف ثبتوا وتوقفوا عن إبداء تلك الرغبة المنحرفة وهكذا حين نلحظ هذه الحركة القلقة لدى المنتفعين بهذا البرق الخاطف السريع الزوال نقف على شدة الانهيار في نفوس المنافقين الناجمة من حالة التردّد والتمزّق بين مصالح الذات وبين حالات الامتحان والابتلاء.


[١]و (٢) سورة البقرة : ٢ / ٢٠.

نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست