responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 63

وأثر النور المتولّد عنها في واقع الحياة لتجسيد حالة شعورية وتشخيص مواقف يستبطنها النفاق فالذي يعيش وسط الظلام وتنعدم في ناظريه مشخصات الطريق يلتمس له نوراً فيطلب إيقاد النار أو يوقد ها لينتفع بها في تبديدها للظلمات بالمقدار الذي يكشف له الطريق ولكن هذه الاستفادة لم تدم إذ سرعان ما ستنطفي النار ويخيّم الظلام عليهم من جديد وهذا هو حال المنافقين في دار الدنيا الذين لم يبصروا الهدى وفقدوا وسائل تحصيله فانهم سيبقون هكذا في ظلمات لا يبصرون فيها فيعيشون الحيرة والتيه وتضلّ مواقفهم وتضطرب لذلك مشاعرهم وتتفرّق قواهم بين نقيض أعمالهم ودهشة الظلمات التي تغطّي آفاقهم فمن يفقد النور سيتخبط في سيره خبط عشواء ويتعثّر.

وهؤلاء المنافقون حين أظهروا الإسلام تمتّعوا بحقوق المجتمع المسلم كغيرهم من المسلمين فحفظت حقوقهم وحرمت دماؤهم وتناكحوا وتعاونوا وحين ماتوا انتقلوا الى ظلمات وعذاب وغضب الجبار وأحيطوا بظلمات منقلبهم بسوء أفعالهم. فما أبههم إذن بمن استضاء من الظلام بنار ثم انطفأت عنه فعاد إلى عماه وحيرته!

عن ابن عباس قال : «هذا مثل ضربه الله للمنافقين إنهم كانوا يغترون بالإسلام فينا كحهم المسلون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ما توا سلبهم الله ذلك العز كما سلب صاحب النار ضوءها» [١].

ومن الصور البلاغية في الآية استعمل القرآن عبارة (ذهب الله


[١]تفسير ابن كثير ٥٤ : ١.

نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست