responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 25

والاعتقاد والاتّباع.

فالقرآن يصفهم بانهم : مناصرون للنبي مؤمنون بالله ورسالته مسلمون «بالمعنى العام للإسلام وهو حقيقة الدين» وانهم شهود يشهدون ويراقبون مسيرة الآخرين فهم لم يطلبوا أن يكتبوا مع الشاهدين إلاّ بعد أن هيّئوا حقيقة وموضوع هذا «الإشهاد» فهم اسوة وقدوة لغيرهم. هؤلاء الحواريون لم يكتفوا بالعقيدة إيماناً قلبياً بل اتبعوها بالإيمان العملي «الإيمان بما انزل» وبالنصرة وتحمّل كلّ تبعات هذه المناصرة التي جاءت بعد نداء النبي ويأسه من بني إسرائيل «من أنصاري إلى الله؟» .

يا ترى هل إنّ هذه الظاهرة الربّانية تقتصر على خالة ومقطع زمني معين؟ أم تتعدّاها لما نعيشه اليوم وما عاشه الأنبياء والصالحون فلكلّ هؤلاء حواريون وأتباع ومريدون وأنصار ومبرّر هذه الظاهرة وهذا الوجود والملاصقة لرائد أية مسيرة كانت هي الحاجة حاجة القائد نفسه لهذه النماذج المخلصة وحاجة القضية ذاتها لتبليغها وتحقيق أهدافها وحاجة الأمة لرجالات كهؤلاء للتأسّي والاقتداء وبيان الحجّة.

فالحواريون حاجة إذن وضرورة لإدامة التحوّل ودفع عملية التغيير على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية وغيرها شريطة أن تهيئ هذه الصفوف ظروف هذا التبوّء وتجهد نفسها لتحقيق النعوت والأوصاف التي أضفاها عليهم كتاب الله ودستوره الخالد ـ كما بيّناه ـ وبغير هذا التهيّؤ فهذه الحاجة والضرورة لم تعد لازمة وقتئذ.

فانظر إلى نور القرآن الخالد كيف وضّح منهج التعامل والاعتقاد والاتباع ووفّره لسالكيه في كلّ آنٍ وزمان.

نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست