responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 105

لأفعالهم قيمة (وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً) [١] ولكن لا قيمة لأعمالهم (وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثوراً) [٢].

وحين يكفر هذا الإنسان بالله العظيم يجعل الله حياته ظلمة لا نور فيها فهو في وحشة الظلام ورعبه ينتابه الخوف من جوانبه ولا ينعم بنور الإيمان وقد ترجمت لنا هاتان الآيتان المباركتان حالة ومصير الكافرين في مثالين واقعيين «مثالي السراب والظلمة» لبيان مصيرهم في الآخرة وحالهم أثناء كفرهم في الحياة الدنيا.

ففي مثال السراب : تذكر الآية المباركة أن الظمآن يعتقد أنّ لمعان السراب هو الذي يروي ظمأه فتراه يسرع إلى ذلك الريّ الموهوم ليأخذ قيمة ما أدّاه من عمل وإذا به يفاجأ ويباغت بانعدام قيمة ما قدّمه وهكذا حال من خالف ربّه وجحده وكفر بأنعمه سوف لن يجد غداً ما يقدمه من عمل إزاء محاسبته على ما فرّط به في حياته وبالنتيجة فالكافر لا يحصل على جزاء لكلّ ما عمله إلاّ العقوبة والعذاب.

أما المثال الثاني : فيترجم لنا حياة الكافرين وكأنها ظلمات ثلاث ظلمة البحر والموج والسحاب وهي ظلمات متراكمة وقد فسّرها البعض بظلمة الاعتقاد والقول والعمل وقال آخرون : هي ظلمة القلب والبصر والسمع حتى قيل : ان الكافر «قلب مظلم في صدر مظلم» وذهب آخرون إلى ان هذه الظلمات الثلاث : كونه لا يدري ولا يدري انه لا يدري ويعتقد انه يدري


[١]سورة الكهف : ١٨ / ١٠٤.

[٢]سورة الفرقان : ٢٥ / ٢٣.

نام کتاب : نور من القرآن نویسنده : الأوسي، علي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست