حيث تعلّقت
قلوبهم بالعقائد الفاسدة ، واشتغلت بسعر الجهل واحترقت بنار آلام الضلال والبعد عن
ساحة الجلال ، وانكدرت نفوسهم بشؤونات الهوى ، فصارت مسلسلة مغلولة بتلك التعلّقات
المبعّدة ، مسعورة بنار الفراق بحيث لا يمكنها بعد ذلك الوصول إلى السعادة الأبدية
الّتي حقيقتها القرب إلى الحقّ تعالى.
بوارق
الأولى
: لا تتوهّم
أيّها الناظر في الكلمة الّتي أسلفناها أنّ مرادنا بها حصر الآلام في الآلام
العقليّة الروحانيّة ، فإنّنا نحن أهل الشريعة المحمّديّة متّفقون على حشر الأجساد
والجنّة والنار الجسمانيّتين على التفصيل المقرّر في الشريعة. كيف وجميع الأنبياء
والأولياء لقد أخبروا بذلك ، بل صار ذلك عندهم ضروريّا ، ومنكره كافرا ؛ كما لا
يخفى.
وعن جماعة نفي
الجسميّة ، وقد أوّلوا كلمات النبيّين عليهم السلام بأنّهم قد قالوها لمصلحة
العوامّ.
ولا يخفى فساد
مذهبهم على أحد بعد اطّلاعه على أدلّتهم الّتي أقاموها على إحالة إعادة المعدوم ،
والتفصيل مذكور في كتب الكلام والحكمة.
الثانية
: ذكر جماعة أنّ
الروح بعد مفارقته عن البدن العنصريّ المحلول لا بدّ له من بدن آخر ؛ إذ لا يبقى
الروح بلا جسد فيكون له جسد مثاليّ يسمّى