«صَدَقَ اللَّهُ وَ بَلَّغَتْ رُسُلُهُ،كِتَابُهُ فِي السَّمَاءِ عِلْمُهُ بِهَا،وَ كِتَابُهُ فِي الْأَرْضِ إِعْلاَمُنَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ فِي غَيْرِهَا إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى اللّٰهِ يَسِيرٌ ».
99-/10529 _6- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ:قَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «لَمَّا أُدْخِلَ رَأْسُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَلَى يَزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَ أُدْخِلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)وَ بَنَاتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)مُقَيَّداً مَغْلُولاً،فَقَالَ يَزِيدُ:يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ،الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَتَلَ أَبَاكَ.فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ):لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ أَبِي.قَالَ:فَغَضِبَ يَزِيدُ وَ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ):فَإِذَا قَتَلْتَنِي فَبَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)مَنْ يَرُدُّهُنَّ إِلَى مَنَازِلِهِنَّ،وَ لَيْسَ لَهُنَّ مَحْرَمٌ غَيْرِي؟فَقَالَ:أَنْتَ تَرُدُّهُنَّ إِلَى مَنَازِلِهِنَّ،ثُمَّ دَعَا بِمِبْرَدٍ، فَأَقْبَلَ يَبْرُدُ الْجَامِعَةَ مِنْ عُنُقِهِ بِيَدِهِ.
ثُمَّ قَالَ:يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ،أَ تَدْرِي مَا الَّذِي أُرِيدُ بِذَلِكَ؟قَالَ:بَلَى تُرِيدُ أَنْ لاَ يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مِنَّةٌ غَيْرُكَ.
فَقَالَ يَزِيدُ:هَذَا وَ اللَّهِ[مَا]أَرَدْتُ.
ثُمَّ قَالَ:يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [1]فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ):كَلاَّ مَا هَذِهِ فِينَا نَزَلَتْ،إِنَّمَا نَزَلَتْ فِينَا: مٰا أَصٰابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فِي أَنْفُسِكُمْ الْآيَةِ؛فَنَحْنُ الَّذِينَ لاَ نَأْسَى عَلَى مَا فَاتَنَا،مِنَ الدُّنْيَا [2]وَ لاَ نَفْرَحُ بِمَا آتَانَا مِنْهَا».
99-/10530 _7- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِيُّ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ،عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَدِّهِ،عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)[قَالَ:] «تَعْتَلِجُ [3]النُّطْفَتَانِ فِي الرَّحِمِ،فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ أَكْثَرَ جَاءَتْ تُشْبِهُهَا،فَإِنْ كَانَتْ نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ أَكْثَرَ جَاءَتْ تُشْبِهُ أَخْوَالَهُ،وَ إِنْ كَانَتْ نُطْفَةُ الرَّجُلِ أَكْثَرَ جَاءَتْ تُشْبِهُ أَعْمَامَهُ».
وَ قَالَ:تَحَوَّلُ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً،فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَفِي تِلْكَ الْأَرْبَعِينَ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ،ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَلَكَ الْأَرْحَامِ إِلَيْهَا،فَيَأْخُذُهَا،فَيَصْعَدُ بِهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،فَيَقِفُ حَيْثُ يَشَاءُ اللَّهُ، فَيَقُولُ:يَا إِلَهِي،أَ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟فَيُوحِي اللَّهُ تَعَالَى مَا يَشَاءُ،وَ يَكْتُبُ الْمَلَكُ،ثُمَّ يَقُولُ:يَا إِلَهِي أَ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟فَيُوحِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ،وَ يَكْتُبُ الْمَلَكُ،وَ يَقُولُ اللَّهُمَّ كَمْ رِزْقُهُ،وَ مَا أَجَلُهُ؟ثُمَّ يَكْتُبُهُ وَ يَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ يُصِيبُهُ فِي الدُّنْيَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ،ثُمَّ يَرْجِعُ بِهِ فَيَرُدُّهُ فِي الرَّحِمِ،فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: مٰا أَصٰابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهٰا ».
[1] الشورى 42:30.
[2] (من الدنيا)ليس في«ج»و المصدر.
[3] اعتلجت الأمواج:إذا التطمت.«النهاية 3:286».