قَالَ:«نَعَمْ».
قُلْتُ:مَا هُوَ؟قَالَ:«يَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نِعْمَةٍ عَلَيْهِ فِي أَهْلٍ وَ مَالٍ،وَ إِنْ كَانَ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ حَقٌّ أَدَّاهُ، وَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: سُبْحٰانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ ،وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبٰارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ [1]،وَ قَوْلُهُ تَعَالَى: رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطٰاناً نَصِيراً [2]».
99-/9576 _2- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ،عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ،عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ،قَالَ: أَمْسَكْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِالرِّكَابِ،وَ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَرْكَبَ،فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ تَبَسَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،رَأَيْتُكَ رَفَعْتَ رَأْسَكَ،ثُمَّ تَبَسَّمْتَ؟ قَالَ:«نَعَمْ يَا أَصْبَغُ،أَمْسَكْتُ أَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،كَمَا أَمْسَكْتَ أَنْتَ لِي الرِّكَابَ،فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ تَبَسَّمَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ تَبَسُّمِهِ كَمَا سَأَلْتَنِي،وَ سَأُخْبِرُكَ كَمَا أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ).أَمْسَكْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ،فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ تَبَسَّمَ،فَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،رَفَعْتَ رَأْسَكَ[إِلَى السَّمَاءِ]وَ تَبَسَّمْتَ،لِمَا ذَا؟ فَقَالَ:يَا عَلِيُّ،إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَرْكَبُ فَيَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ،ثُمَّ يَقُولُ:أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ،وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ،اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي،فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ،إِلاَّ قَالَ السَّيِّدُ الْكَرِيمُ:يَا مَلاَئِكَتِي،عَبْدِي يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي،اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ذُنُوبَهُ».
/9577 _3-و
عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ،قَالَ: حَمَلْتُ مَتَاعاً إِلَى مَكَّةَ فَكَسَدَ عَلَيَّ،فَجِئْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ،فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاكَ،إِنِّي قَدْ حَمَلْتُ مَتَاعاً إِلَى مَكَّةَ،وَ كَسَدَ عَلَيَّ،وَ أَرَدْتُ مِصْرَ،فَأَرْكَبُ بَرّاً أَوْ بَحْراً؟فَقَالَ:«مِصْرُ الْحُتُوفِ،وَ يُقَيَّضُ إِلَيْهَا أَقْصَرُ النَّاسِ أَعْمَاراً،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):لاَ تَغْسِلُوا رُؤُوسَكُمْ بِطِينِهَا،وَ لاَ تَشْرَبُوا فِي فَخَّارِهَا،فَإِنَّهُ يُورِثُ الذِّلَّةَ،وَ يَذْهَبُ بِالْغَيْرَةِ».
ثُمَّ قَالَ:«لاَ،عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَتُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ،وَ تَسْتَخِيرَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ وَ مَرَّةً، فَإِذَا عَزَمْتَ عَلَى شَيْءٍ،وَ رَكِبْتَ الْبَرَّ،وَ اسْتَوَيْتَ عَلَى رَاحِلَتِكَ،فَقُلْ: سُبْحٰانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا لَمُنْقَلِبُونَ ،فَإِنَّهُ مَا رَكِبَ أَحَدٌ ظَهْراً قَطُّ فَقَالَ هَذَا وَ سَقَطَ،إِلاَّ لَمْ يُصِبْهُ كَسْرٌ وَ لاَ وَبَالٌ [3] وَ لاَ وَهْنٌ.وَ إِنْ رَكِبْتَ بَحْراً،فَقُلْ[حِينَ تَرْكَبُ]: بِسْمِ اللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا [4]،فَإِذَا ضَرَبَتْ بِكَ الْأَمْوَاجُ فَاتَّكِئْ عَلَى يَسَارِكَ،وَ أَشِرْ إِلَى الْمَوْجِ بِيَدِكَ،وَ قُلْ:اُسْكُنْ بِسَكِينَةِ اللَّهِ،وَ قِرَّ بِقَرَارِ اللَّهِ،وَ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».
[1] المؤمنون 23:29.
[2] الإسراء 17:80.
[3] في المصدر:و لا وثى.
[4] هود 11:41.