قَالَ:«أَصْحَابُ الْجَمَلِ،وَ صِفِّينَ،وَ النَّهْرَوَانِ» مِنْ فَوْقِهِ سَحٰابٌ ظُلُمٰاتٌ بَعْضُهٰا فَوْقَ بَعْضٍ ،قَالَ:«بَنُو امية» إِذٰا أَخْرَجَ يَدَهُ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي ظُلُمَاتِهِمْ لَمْ يَكَدْ يَرٰاهٰا أَيْ إِذَا نَطَقَ بِالْحِكْمَةِ بَيْنَهُمْ،لَمْ يَقْبَلْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ مَنْ أَقَرَّ بِوَلاَيَتِهِ،ثُمَّ بِإِمَامَتِهِ، وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّٰهُ لَهُ نُوراً أَيْ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ إِمَاماً فِي الدُّنْيَا فَمٰا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نُورٍ إِمَامٍ يُرْشِدُهُ،وَ يُتْبِعُهُ إِلَى الْجَنَّةِ».
قوله تعالى:
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الطَّيْرُ صَافّٰاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاٰتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ بِمٰا يَفْعَلُونَ [41]
99-/7666 _1- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ(رَحِمَهُ اللَّهُ)قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ،عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِيثَمِيِّ،عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الشَّعِيرِيِّ،عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ،عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ،قَالَ: جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقَالَ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،وَ اللَّهِ إِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لآَيَةً قَدْ أَفْسَدَتْ عَلَيَّ قَلْبِي،وَ شَكَّكَتْنِي فِي دِينِي؟فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ عَدِمَتْكَ،وَ مَا تِلْكَ الْآيَةُ؟»قَالَ:قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ الطَّيْرُ صَافّٰاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاٰتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ .
فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«يَا ابْنَ الْكَوَّاءِ،إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى خَلَقَ الْمَلاَئِكَةَ فِي صُوَرٍ شَتَّى،إِلاَّ أَنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَلَكاً فِي صُورَةِ دِيكٍ أَبَحَّ أَشْهَبَ،بَرَاثِنُهُ [1] فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَى،وَ عُرْفُهُ مَثْنِيٌّ،تَحْتَ الْعَرْشِ،لَهُ جَنَاحَانِ:جَنَاحٌ فِي الْمَشْرِقِ،وَ جَنَاحٌ فِي الْمَغْرِبِ،وَاحِدٌ مِنْ نَارٍ،وَ الْآخَرُ مِنْ ثَلْجٍ،فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلاَةِ،قَامَ عَلَى بَرَاثِنِهِ،ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ،ثُمَّ صَفَقَ بِجَنَاحَيْهِ كَمَا تَصْفِقُ الدُّيُوكُ فِي مَنَازِلِكُمْ،فَلاَ الَّذِي مِنَ النَّارِ يُذِيبُ الثَّلْجَ،وَ لاَ الَّذِي مِنَ الثَّلْجِ يُطْفِئُ النَّارَ،فَيُنَادِي:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً سَيِّدُ النَّبِيِّينَ،وَ أَنَّ وَصِيَّهُ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ،وَ أَنَّ اللَّهَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ،رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَ الرُّوحِ-قَالَ-فَتَخْفِقُ الدِّيَكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فِي مَنَازِلِكُمْ،فَتُجِيبُهُ عَنْ قَوْلِهِ،وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ الطَّيْرُ صَافّٰاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاٰتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ مِنَ الدِّيَكَةِ فِي الْأَرْضِ».
/7667 _2-و
عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسْوَارِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعْدَوَيْهِ
[1] البراثن جمع برثن:مخطب الطائر،انظر«المعجم الوسيط 1:46».