responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 763

وَ نٰادىٰ أَصْحٰابُ النّٰارِ أَصْحٰابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنٰا مِنَ الْمٰاءِ أَوْ مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ [1] .قَالَ:فَيُحْبَسُ عَنْهُمُ الْجَوَابُ إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً،ثُمَّ يُجِيبُونَهُمْ بِلِسَانِ الاِحْتِقَارِ وَ التَّهْوِينِ: إِنَّ اللّٰهَ حَرَّمَهُمٰا عَلَى الْكٰافِرِينَ [2]،قَالَ:فَيَرَوْنَ الْخَزَنَةَ عِنْدَهُمْ وَ هُمْ يُشَاهِدُونَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْمُصَابِ فَيُؤَمِّلُونَ أَنْ يَجِدُوا عِنْدَهُمْ فَرَحاً بِسَبَبٍ مِنَ الْأَسْبَابِ،كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ:

وَ قٰالَ الَّذِينَ فِي النّٰارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنّٰا يَوْماً مِنَ الْعَذٰابِ ،قَالَ:فَيُحْبَسُ عَنْهُمُ الْجَوَابُ أَرْبَعِينَ سَنَةً،ثُمَّ يُجِيبُونَهُمْ بَعْدَ خَيْبَةِ الْآمَالِ قٰالُوا فَادْعُوا وَ مٰا دُعٰاءُ الْكٰافِرِينَ إِلاّٰ فِي ضَلاٰلٍ ،قَالَ:فَإِذَا يَئِسُوا مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ،رَجَعُوا إِلَى مَالِكٍ مُقَدَّمِ الْخُزَّانِ،وَ أَمَّلُوا أَنْ يُخَلِّصَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْهَوَانِ،كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: وَ نٰادَوْا يٰا مٰالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنٰا رَبُّكَ [3]قَالَ:فَيُحْبَسُ عَنْهُمُ الْجَوَابُ أَرْبَعِينَ سَنَةً،وَ هُمْ فِي الْعَذَابِ،ثُمَّ يُجِيبُهُمْ،كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْمَكْنُونِ: قٰالَ إِنَّكُمْ مٰاكِثُونَ [4]قَالَ:فَإِذَا يَئِسُوا مِنْ مَوْلاَهُمْ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي كَانَ أَهْوَنَ شَيْءٍ عِنْدَهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ،وَ كَانَ قَدْ آثَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَيْهِ هَوَاهُ مُدَّةَ الْحَيَاةِ،وَ كَانَ قَدْ قَرَّرَ عِنْدَهُمْ [5] بِالْعَقْلِ وَ النَّقْلِ أَنَّهُ وَاضِحٌ [6] لَهُمْ عَلَى يَدِ الْهُدَاةِ سُبُلَ النَّجَاةِ،وَ عَرَّفَهُمْ بِلِسَانِ الْحَالِ أَنَّهُمُ الْمُلْقُونَ بِأَنْفُسِهِمْ إِلَى دَارِ النَّكَالِ وَ الْأَهْوَالِ، وَ أَنَّ بَابَ الْقَبُولِ يُغْلَقُ عَنِ الْكُفَّارِ بِالْمَمَاتِ أَبَدَ الْآبِدِينَ،وَ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ فِي أَوْقَاتٍ كَانُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْمُكَلَّفِينَ بِلِسَانِ الْحَالِ الْوَاضِحِ الْمُبِينِ:هَبْ أَنَّكُمْ مَا صَدَّقْتُمُونِي فِي هَذَا الْمَقَالِ،أَ مَا تُجَوِّزُونَ أَنْ أَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ؟فَكَيْفَ أَعْرَضْتُمْ عَنِّي وَ شَهِدْتُمْ بِتَكْذِيبِي وَ تَكْذِيبِ مَنْ صَدَّقَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْمُؤْمِنِينَ؟فَهَلاَّ تَحَرَّزْتُمْ مِنْ هَذَا الضَّرَرِ الْمُحْذَرِ الْهَائِلِ؟أَ مَا سَمِعْتُمْ بِكَثْرَةِ الْمُرْسَلِينَ،وَ تَكْرَارِ الرَّسَائِلِ.ثُمَّ كَرَّرَ جَلَّ جَلاَلُهُ مَوَاقِفَهُمْ وَ هُمْ فِي النَّارِ بِبَيَانِ الْمَقَالِ،فَقَالَ: أَ لَمْ تَكُنْ آيٰاتِي تُتْلىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهٰا تُكَذِّبُونَ* قٰالُوا رَبَّنٰا غَلَبَتْ عَلَيْنٰا شِقْوَتُنٰا وَ كُنّٰا قَوْماً ضٰالِّينَ* رَبَّنٰا أَخْرِجْنٰا مِنْهٰا فَإِنْ عُدْنٰا فَإِنّٰا ظٰالِمُونَ [7].قَالَ:فَيَبْقُونَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي ذُلِّ الْهَوَانِ لاَ يُجَابُونَ، وَ فِي عَذَابِ النِّيرَانِ لاَ يُكَلَّمُونَ،ثُمَّ يُجِيبُهُمْ اللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ: اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ [8]،قَالَ:فَعِنْدَ ذَلِكَ يَيْأَسُونَ مِنْ كُلِّ فَرَجٍ وَ رَاحَةٍ،وَ تُغْلَقُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ عَلَيْهِمْ،وَ تَدُومُ لَدَيْهِمْ مَآتِمُ الْهَلاَكِ وَ الشَّهِيقِ وَ الزَّفِيرِ وَ الصُّرَاخِ وَ النِّيَاحَةِ.

قوله تعالى:

إِنّٰا لَنَنْصُرُ رُسُلَنٰا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهٰادُ


[1] [2] الأعراف 7:50.

[3] [4] الزخرف 43:77.

[5] في المصدر:قد قررهم،و في البحار:قد قدر عندهم.

[6] في المصدر:أوضح.

[7] المؤمنون 23:105-107.

[8] المؤمنون 23:108.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 763
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست