responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 663

ذَكَرَهُ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى ابْتَلَى أَيُّوبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)بِلاَ ذَنْبٍ،فَصَبَرَ حَتَّى عُيِّرَ،وَ أَنْتُمْ لاَ تَصْبِرُونَ [1] عَلَى التَّعْيِيرِ».

/9115 _7

عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِي(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)،قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْبَصْرِيِّ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ،عَنْ أَبِي بَصِيرٍ،قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَاضِيَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ بَلِيَّةِ أَيُّوبَ،الَّتِي ابْتُلِيَ بِهَا فِي الدُّنْيَا،لِأَيَّةِ عِلَّةٍ كَانَتْ؟ قَالَ:«لِنِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا فِي الدُّنْيَا فَأَدَّى شُكْرَهَا،وَ كَانَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لاَ يُحْجَبُ إِبْلِيسُ دُونَ الْعَرْشِ، فَلَمَّا صَعِدَ أَدَاءُ شُكْرِ نِعْمَةِ أَيُّوبَ،حَسَدَهُ إِبْلِيسُ،فَقَالَ:يَا رَبِّ،إِنَّ أَيُّوبَ لَمْ يُؤَدِّ إِلَيْكَ شُكْرَ هَذِهِ النِّعْمَةِ إِلاَّ بِمَا أَعْطَيْتَهُ مِنَ الدُّنْيَا،وَ لَوْ حَرَمْتَهُ دُنْيَاهُ مَا أَدَّى إِلَيْكَ شُكْرَ نِعْمَةٍ أَبَداً.قَالَ:فَقِيلَ لَهُ:إِنِّي قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى مَالِهِ،وَ وُلْدِهِ.

قَالَ:فَانْحَدَرَ إِبْلِيسُ،فَلَمْ يُبْقِ لَهُ مَالاً وَ لاَ وَلَداً إِلاَّ أَعْطَبَهُ،فَلَمَّا رَأَى إِبْلِيسُ أَنَّهُ لاَ يَصِلُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ،قَالَ:يَا رَبِّ، إِنَّ أَيُّوبَ يَعْلَمُ أَنَّكَ سَتَرُدُّ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ الَّتِي أَخَذْتَهَا مِنْهُ،فَسَلِّطْنِي عَلَى بَدَنِهِ.قَالَ:فَقِيلَ لَهُ:إِنِّي قَدْ سَلَّطْتُكَ عَلَى بَدَنِهِ، مَا خَلاَ قَلْبَهُ،وَ لِسَانَهُ،وَ عَيْنَيْهِ وَ سَمْعَهُ.قَالَ:فَانْحَدَرَ إِبْلِيسُ مُسْتَعْجِلاً مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ رَحْمَةُ الرَّبِّ عَزَّ وَ جَلَّ،فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَيُّوبَ.

فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهِ الْبَلاَءُ،وَ كَانَ فِي آخِرِ بَلِيَّتِهِ جَاءَهُ أَصْحَابُهُ،فَقَالُوا لَهُ:يَا أَيُّوبُ،مَا نَعْلَمُ أَحَداً ابْتُلِيَ بِمِثْلِ هَذِهِ الْبَلِيَّةِ إِلاَّ لِسَرِيرَةٍ سَوْءٍ،فَلَعَلَّكَ أَسْرَرْتَ سُوءاً فِي الَّذِي تُبْدِي لَنَا.قَالَ:فَعِنْدَ ذَلِكَ نَاجَى أَيُّوبُ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ،فَقَالَ:

رَبِّ ابْتَلَيْتَنِي بِهَذِهِ الْبَلِيَّةِ،وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لِي أَمْرَانِ قَطُّ إِلاَّ لَزِمْتُ أَخْشَنَهُمَا عَلَى بَدَنِي،وَ لَمْ آكُلْ أَكْلَةً قَطُّ إِلاَّ وَ عَلَى خِوَانِي يَتِيمٌ،فَلَوْ أَنَّ لِي مِنْكَ مَقْعَدَ الْخَصْمِ لَأَدْلَيْتُ بِحُجَّتِي:قَالَ:فَعَرَضَتْ لَهُ سَحَابَةٌ،فَنَطَقَ فِيهَا نَاطِقٌ،فَقَالَ:

يَا أَيُّوبُ،أَدْلِ بِحُجَّتِكَ!قَالَ:فَشَدَّ عَلَيْهِ مِئْزَرَهُ،وَ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ،فَقَالَ:اِبْتَلَيْتَنِي بِهَذِهِ الْبَلِيَّةِ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لِي أَمْرَانِ قَطُّ إِلاَّ لَزِمْتُ أَخْشَنَهُمَا عَلَى بَدَنِي،وَ لَمْ آكُلْ أَكْلَةً مِنْ طَعَامٍ إِلاَّ وَ عَلَى خِوَانِي يَتِيمٌ.قَالَ:فَقِيلَ لَهُ:يَا أَيُّوبُ،مَنْ حَبَّبَ إِلَيْكَ الطَّاعَةَ؟قَالَ:فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ تُرَابٍ فَوَضَعَهُ فِي فِيهِ،ثُمَّ قَالَ:أَنْتَ،يَا رَبِّ».

/9116 _8

عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّكَّرِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ أَبِيهِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ)،قَالَ: إِنَّ أَيُّوبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)ابْتُلِيَ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ،وَ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لاَ يُذْنِبُونَ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ،لاَ يُذْنِبُونَ،وَ لاَ يَزِيغُونَ،وَ لاَ يَرْتَكِبُونَ ذَنْباً صَغِيراً وَ لاَ كَبِيراً».

وَ قَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنَّ أَيُّوبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)مَعَ جَمِيعِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ لَمْ تُنْتِنْ لَهُ رَائِحَةٌ،وَ لاَ قَبُحَتْ لَهُ صُورَةٌ،وَ لاَ خَرَجَتْ مِنْهُ مِدَّةٌ [2] مِنْ دَمٍ،وَ لاَ قَيْحٍ،وَ لاَ اسْتَقْذَرَهُ أَحَدٌ رَآهُ،وَ لاَ اسْتَوْحَشَ مِنْهُ أَحَدٌ شَاهَدَهُ،وَ لاَ تَدَوَّدَ شَيْءٌ مِنْ جَسَدِهِ،


_7) -علل الشرائع:5/76.
_8) -الخصال:108/399.

[1] في المصدر:عيّر،و إن الأنبياء لا يصبرون.

[2] المدّة:ما يجتمع في الجرح من القيح.«الصحاح-مدد-2:537».

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 663
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست