الْوَاحِدَةِ،لِأَنَّ النَّظْرَةَ الْوَاحِدَةَ لاَ تُوجِبُ الْخَطَأَ [1] إِلاَّ بَعْدَ النَّظْرَةِ الثَّانِيَةِ،بِدَلاَلَةِ قَوْلِ النَّبِيِّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لَمَّا قَالَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):يَا عَلِيُّ أَوَّلُ النَّظْرَةِ لَكَ،وَ الثَّانِيَةُ عَلَيْكَ لاَ لَكَ».
قوله تعالى:
فَرٰاغَ إِلىٰ آلِهَتِهِمْ فَقٰالَ أَ لاٰ تَأْكُلُونَ* مٰا لَكُمْ لاٰ تَنْطِقُونَ* فَرٰاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ* فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ* قٰالَ أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ* وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ [91-96]
99-/9005 _1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،عَنْ أَبِيهِ،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ،عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ،عَنْ أَبِي بَصِيرٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: «إِنَّ آزَرَ أَبَا إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)كَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ،وَ لَمْ يَكُنْ يَصْدُرُ إِلاَّ عَنْ أَمْرِهِ،فَنَظَرَ لَيْلَةً فِي النُّجُومِ،فَأَصْبَحَ وَ هُوَ يَقُولُ لِنُمْرُودَ:لَقَدْ رَأَيْتُ عَجَباً.قَالَ:وَ مَا هُوَ؟قَالَ:رَأَيْتُ مَوْلُوداً يُولَدُ فِي أَرْضِنَا،يَكُونُ هَلاَكُنَا عَلَى يَدَيْهِ،وَ لاَ يَلْبَثُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى يُحْمَلَ بِهِ.فَقَالَ:فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ،وَ قَالَ:
هَلْ حَمَلَتْ بِهِ النِّسَاءُ؟قَالَ:لاَ.فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ،فَلَمْ يَدَعِ امْرَأَةً إِلاَّ جَعَلَهَا فِي الْمَدِينَةِ لاَ يَخْلُصُ إِلَيْهَا، وَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهْلِهِ،فَعَلِقَتْ بِإِبْرَاهِيمَ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ)فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ،فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَاءٍ مِنَ الْقَوَابِلِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لاَ يَكُونُ فِي الرَّحِمِ شَيْءٌ إِلاَّ عَلِمْنَ بِهِ،فَنَظَرْنَ،فَأَلْزَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فِي الرَّحِمِ إِلَى الظَّهْرِ،فَقُلْنَ:مَا نَرَى فِي بَطْنِهَا شَيْئاً،وَ كَانَ فِيمَا أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ:أَنَّهُ سَيُحْرَقُ بِالنَّارِ،وَ لَمْ يُؤْتَ عِلْمَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيُنْجِيهِ.
قَالَ:فَلَمَّا وَضَعَتْ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ أَرَادَ آزَرُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ إِلَى نُمْرُودَ لِيَقْتُلَهُ،فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ:لاَ تَذْهَبِ بِابْنِكَ إِلَى نُمْرُودَ فَيَقْتُلُهُ،دَعْنِي أَذْهَبْ بِهِ إِلَى بَعْضِ الْغِيرَانِ،أَجْعَلُهُ فِيهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيْهِ أَجَلُهُ،وَ لاَ تَكُونَ أَنْتَ الَّذِي تَقْتُلُ ابْنَكَ.
فَقَالَ لَهَا:فَامْضِي بِهِ.قَالَ:فَذَهَبَتْ بِهِ إِلَى غَارٍ،ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ،ثُمَّ جَعَلَتْ عَلَى بَابِ الْغَارِ صَخْرَةً،ثُمَّ انْصَرَفَتْ عَنْهُ.قَالَ:
فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِزْقَهُ فِي إِبْهَامِهِ،فَجَعَلَ يَمَصُّهَا فَتَشْخَبُ لَبَناً،وَ جَعَلَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي الْجُمْعَةِ،وَ يَشِبُّ فِي الْجُمْعَةِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي الشَّهْرِ،وَ يَشِبُّ فِي الشَّهْرِ كَمَا يَشِبُّ غَيْرُهُ فِي السَّنَةِ،فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ.
ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ قَالَتْ لِأَبِيهِ:لَوْ أَذِنْتَ لِي حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى ذَلِكَ الصَّبِيِّ،فَعَلْتُ.قَالَ:فَافْعَلِي.فَذَهَبَتْ،فَإِذَا هِيَ بِإِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ إِذَا عَيْنَاهُ تَزْهَرَانِ كَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ.قَالَ:فَأَخَذَتْهُ،وَ ضَمَّتْهُ إِلَى صَدْرِهَا،وَ أَرْضَعَتْهُ،ثُمَّ انْصَرَفَتْ
[1] في«ج»:الخطايا.