responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 601

النَّارِ».

99-/8994 _5- الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: بَلىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحٰاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ [1].

قَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«السَّيِّئَةُ الْمُحِيطَةُ بِهِ:هِيَ الَّتِي تُخْرِجُهُ مِنْ جُمْلَةِ دِينِ اللَّهِ،وَ تَنْزِعُهُ عَنْ وَلاَيَةِ اللَّهِ،وَ تَرْمِيهِ فِي سَخَطِ اللَّهِ،وَ هِيَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ،وَ الْكُفْرُ بِهِ،وَ الْكُفْرُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ الْكُفْرُ بِوَلاَيَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ سَيِّئَةٌ مُحِيطَةٌ [2] بِهِ،أَيْ تُحِيطُ بِأَعْمَالِهِ فَتُبْطِلُهَا،وَ تَمْحَقُهَا،فَأُولَئِكَ،الَّذِينَ عَمِلُوا هَذِهِ السَّيِّئَةَ الْمُحِيطَةَ،أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):إِنَّ وَلاَيَةَ عَلِيٍّ حَسَنَةٌ لاَ تَضُرُّ مَعَهَا سَيِّئَةٌ [3] مِنَ السَّيِّئَاتِ وَ إِنْ جَلَّتْ،إِلاَّ مَا يُصِيبُ أَهْلَهَا مِنَ التَّطْهِيرِ مِنْهَا بِمِحَنِ الدُّنْيَا،وَ بِبَعْضِ الْعَذَابِ فِي الْآخِرَةِ إِلَى أَنْ يَنْجُوَ مِنْهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِيهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ،وَ إِنَّ وَلاَيَةَ أَضْدَادِ عَلِيٍّ،وَ مُخَالَفَةَ عَلِيٍّ سَيِّئَةٌ لاَ يَنْفَعُ مَعَهَا شَيْءٌ إِلاَّ مَا يَنْفَعُهُمْ بِطَاعَاتِهِمْ فِي الدُّنْيَا بِالنِّعَمِ، وَ الصِّحَّةِ،وَ السَّعَةِ،فَيَرِدُونَ الْآخِرَةَ وَ لاَ يَكُونُ لَهُمْ إِلاَّ دَائِمُ الْعَذَابِ.

ثُمَّ قَالَ:إِنَّ مَنْ جَحَدَ وَلاَيَةَ عَلِيٍّ لاَ يَرَى الْجَنَّةَ بِعَيْنِهِ أَبَداً،إِلاَّ مَا يَرَاهُ بِمَا يَعْرِفُ بِهِ أَنَّهُ لَوْ كَانَ يُوَالِيهِ لَكَانَ ذَلِكَ مَحَلَّهُ وَ مَأْوَاهُ وَ مَنْزِلَهُ،فَيَزْدَادُ حَسَرَاتٍ وَ نَدَامَاتٍ،وَ أَنَّ مَنْ تَوَالَى عَلِيّاً وَ بَرِىءَ مِنَ أَعْدَائِهِ،وَ سَلَّمَ لِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ،لاَ يَرَى النَّارَ بِعَيْنِهِ أَبَداً،إِلاَّ مَا يَرَاهُ فَيُقَالُ لَهُ:لَوْ كُنْتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَكَانَ ذَلِكَ مَأْوَاكَ،وَ إِلاَّ مَا يُبَاشِرُهُ مِنْهَا إِنْ كَانَ مُسْرِفاً عَلَى نَفْسِهِ بِمَا دُونَ الْكُفْرِ إِلَى أَنْ يُنَظَّفَ بِجَهَنَّمَ كَمَا يُنَظَّفُ الْقَذَرُ مِنْ بَدَنِهِ بِالْحَمَّامِ الْحَامِي،ثُمَّ يَنْتَقِلُ عَنْهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِيهِ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):اِتَّقُوا اللَّهَ-مَعَاشِرَ الشِّيعَةِ-فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَنْ تَفُوتَكُمْ وَ إِنْ أَبْطَأَتْ بِكُمْ عَنْهَا قَبَائِحُ أَعْمَالِكُمْ،فَتَنَافَسُوا فِي دَرَجَاتِهَا.

قِيلَ:فَهَلْ يَدْخُلُ جَهَنَّمَ أَحَدٌ مِنْ مُحِبِّيكَ،وَ مُحِبِّي عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)؟قَالَ:مَنْ قَذَّرَ نَفْسَهُ بِمُخَالَفَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ، وَ وَاقَعَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ ظَلَمَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ،وَ خَالَفَ مَا رَسَمَ لَهُ مِنَ الشَّرْعِيَّاتِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَذِراً،طَفِساً [4]، يَقُولُ لَهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ:يَا فُلاَنُ،أَنْتَ قَذِرٌ طَفِسٌ،لاَ تَصْلُحُ لِمُرَافَقَةِ مَوَالِيكَ الْأَخْيَارِ،وَ لاَ لِمُعَانَقَةِ الْحُورِ الْحِسَانِ،وَ لاَ لِمَلاَئِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ،وَ لاَ تَصِلُ إِلَى مَا هُنَاكَ إِلاَّ أَنْ يُطَهَّرَ مِنْكَ مَا هُنَاكَ [5]-يَعْنِي مَا عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ-فَيَدْخُلُ إِلَى الطَّبَقِ الْأَعْلَى مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ،فَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ.وَ مِنْهُمْ مَنْ تُصِيبُهُ الشَّدَائِدُ فِي الْمَحْشَرِ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِ،ثُمَّ يَلْقِطُهُ مِنْ هُنَا وَ مِنْ هُنَا مَنَ يَبْعَثُهُمْ إِلَيْهِ مَوَالِيهِ مِنْ خِيَارِ شِيعَتِهِمْ كَمَا يَلْقِطُ الطَّيْرُ الْحَبَّ.وَ مِنْهُمْ مَنْ تَكُونُ ذُنُوبُهُ أَقَلَّ وَ أَخَفَّ،


_5) -التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ(عليه السّلام):147/304-149.

[1] البقرة 2:81.

[2] في«ج»و المصدر:تحيط.

[3] في المصدر:لا يضرّ معها شيء.

[4] الطفس:الوسخ و الدرن.«الصحاح-طفس-3:944».

[5] في المصدر:عنك ما هاهنا.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 4  صفحه : 601
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست