/8761 _6-علي بن إبراهيم،قال:لما أوحى اللّه إلى سليمان إنك ميت،أمر الشياطين أن يتخذوا له بيتا من قوارير،و وضعوه في لجة البحر،و دخله فاتكأ على عصاه،و كان يقرأ الزبور و الشياطين حوله ينظرون إليه لا يجسرون أن يبرحوا،فبينما هو كذلك إذ حانت منه التفاتة،فإذا هو برجل معه في القبة،ففزع منه سليمان،فقال له:
«من أنت؟»قال:أنا الذي لا أقبل الرشا،و لا أهاب الملوك.فقبضه و هو متكئ على عصاه سنة و الجن يعملون له، و لا يعلمون بموته،حتى بعث اللّه الأرضة،فأكلت منسأته،فلما خر على وجهه تبينت الإنس أن لو كان الجن [2]يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين،فهكذا نزلت هذه الآية،و ذلك أن الإنس كانوا يقولون:إن الجن يعلمون الغيب،فلما سقط سليمان على وجهه علم الإنس أن لو يعلم الجن الغيب لم يعملوا سنة لسليمان و هو ميت، و يتوهمونه حيا-قال-فالجن تشكر الأرضة بما عملت بعصا سليمان.
قال:فلما هلك سليمان وضع إبليس السحر و كتبه في كتاب،ثمّ طواه و كتب على ظهره:هذا ما وضعه آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز الملك و العلم،من أراد كذا و كذا فليعمل كذا و كذا،ثم دفنه تحت السرير،ثمّ استثاره لهم،فقال الكافرون:ما كان يغلبنا سليمان إلاّ بهذا.و قال المؤمنون:بل هو عبد اللّه و نبيه.