إِيَّاهُ،فَمَكَثَتْ عِنْدَ زَيْدٍ مَا شَاءَ اللَّهُ،ثُمَّ إِنَّهُمَا تَشَاجَرَا فِي شَيْءٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،فَنَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فَأَعْجَبَتْهُ،فَقَالَ زَيْدٌ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،ائْذَنْ لِي فِي طَلاَقِهَا،فَإِنَّ فِيهَا كِبْراً،وَ إِنَّهَا لَتُؤْذِينِي بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):«اتَّقِ اللَّهَ،وَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ،وَ أَحْسِنْ إِلَيْهَا».ثُمَّ إِنَّ زَيْداً طَلَّقَهَا،وَ انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ نِكَاحَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ،فَقَالَ: فَلَمّٰا قَضىٰ زَيْدٌ مِنْهٰا وَطَراً زَوَّجْنٰاكَهٰا [1].
قوله تعالى:
وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللّٰهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللّٰهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النّٰاسَ وَ اللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ فَلَمّٰا قَضىٰ زَيْدٌ مِنْهٰا وَطَراً زَوَّجْنٰاكَهٰا لِكَيْ لاٰ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوٰاجِ أَدْعِيٰائِهِمْ إِذٰا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كٰانَ أَمْرُ اللّٰهِ مَفْعُولاً -إلى قوله تعالى- وَ كٰانَ أَمْرُ اللّٰهِ قَدَراً مَقْدُوراً [37-38]
99-/8646 _1- ابْنُ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِيُّ،وَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُكَتِّبُ،وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ)،قَالُوا:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ هَاشِمٍ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْمَكِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ،قَالَ: لَمَّا جَمَعَ الْمَأْمُونُ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أَهْلَ الْمَقَالاَتِ،مِنْ أَهْلِ الْإِسْلاَمِ،وَ الدِّيَانَاتِ:مِنَ الْيَهُودِ،وَ النَّصَارَى،وَ الْمَجُوسِ،وَ الصَّابِئِينَ،وَ سَائِرِ أَهْلِ الْمَقَالاَتِ،فَلَمْ.
يَقُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَلْزَمَهُ حُجَّتَهُ،كَأَنَّهُ أُلْقِمَ حَجَراً،قَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ،فَقَالَ لَهُ:يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ،أَ تَقُولُ بِعِصْمَةِ الْأَنْبِيَاءِ؟قَالَ:«نَعَمْ».قَالَ:فَمَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ [2]؟وَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ [3] ؟وَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي يُوسُفَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا [4]؟وَ قَدْ ذُكِرَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِي مَوْضِعِهَا وَ مَا قَالَهُ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي مَعْنَاهَا-وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي
[1] الأحزاب 33:37.
[2] طه 20:121.
[3] الأنبياء 21:87.
[4] يوسف 12:24.