سَمِيعٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ،عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ،فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللّٰهِ ،قَالَ:«فِي قُبُورِهِمْ بِقِيَامِ الْقَائِمِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)».
99-/8317 _4- صَاحِبُ(ثَاقِبِ الْمَنَاقِبِ):أَسْنَدَهُ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْأَرْمَنِيِّ،قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): عَرِّفْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ .
فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْمُرَ،وَ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْمُرَ بِمَا يَشَاءُ».
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي:هَذَا تَأْوِيلُ قَوْلِ اللَّهِ: أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ [1].
فَأَقْبَلَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَلَيَّ،وَ قَالَ:«هُوَ كَمَا أَسْرَرْتَ فِي نَفْسِكَ أَلاٰ لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبٰارَكَ اللّٰهُ رَبُّ الْعٰالَمِينَ ».فَقُلْتُ:
أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ،وَ ابْنُ حُجَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ.
99-/8318 _5- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً،عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ،عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ .
فَقَالَ:«يَا أَبَا عُبَيْدَةَ،إِنَّ لِهَذَا تَأْوِيلاً لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ،وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ أَظْهَرَ الْإِسْلاَمَ،كَتَبَ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ كِتَاباً،وَ بَعَثَ بِهِ مَعَ رَسُولٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلاَمِ،وَ كَتَبَ إِلَى مَلِكِ فَارِسَ كِتَاباً يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلاَمِ،وَ بَعَثَهُ إِلَيْهِ مَعَ رَسُولِهِ،فَأَمَّا مَلِكُ الرُّومِ فَعَظَّمَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ أَكْرَمَ رَسُولَهُ،وَ أَمَّا مَلِكُ فَارِسَ فَإِنَّهُ اسْتَخَفَّ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ مَزَّقَهُ، وَ اسْتَخَفَّ بِرَسُولِهِ.
وَ كَانَ مَلِكُ فَارِسَ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ مَلِكَ الرُّومِ،وَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَهْوَوْنَ أَنْ يَغْلِبَ مَلِكُ الرُّومِ مَلِكَ فَارِسَ،وَ كَانُوا لِنَاحِيَةِ مَلِكِ الرُّومِ أَرْجَى مِنْهُمْ لِمَلِكِ فَارِسَ،فَلَمَّا غَلَبَ مَلِكُ فَارِسَ مَلِكَ الرُّومِ كَرِهَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَ اغْتَمُّوا بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ كِتَاباً قُرْآناً: الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ يَعْنِي غَلَبَتْهَا فَارِسُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ،وَ هِيَ الشَّامَاتُ وَ مَا حَوْلَهَا وَ هُمْ يَعْنِي فَارِسَ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ الرُّومَ سَيَغْلِبُونَ يَعْنِي يَغْلِبُهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللّٰهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشٰاءُ ، فَلَمَّا غَزَا الْمُسْلِمُونَ فَارِسَ وَ افْتَتَحُوهَا فَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ».
قَالَ:قُلْتُ:أَ لَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: فِي بِضْعِ سِنِينَ ،وَ قَدْ مَضَى لِلْمُؤْمِنِينَ سِنُونَ كَثِيرَةٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ فِي إِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ،وَ إِنَّمَا غَلَبَ الْمُؤْمِنُونَ فَارِسَ فِي إِمَارَةِ عُمَرَ؟ فَقَالَ:«أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ لِهَذَا تَأْوِيلاً وَ تَفْسِيراً،وَ الْقُرْآنُ-يَا أَبَا عُبَيْدَةَ-نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ،أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِ
[1] الأعراف 7:54.