وَ قٰارُونَ وَ فِرْعَوْنَ وَ هٰامٰانَ وَ لَقَدْ جٰاءَهُمْ مُوسىٰ بِالْبَيِّنٰاتِ -إلى قوله تعالى- وَ مٰا يَعْقِلُهٰا إِلاَّ الْعٰالِمُونَ [39-43] /8272 _1-و قال عليّ بن إبراهيم،في قوله: وَ قٰارُونَ وَ فِرْعَوْنَ وَ هٰامٰانَ وَ لَقَدْ جٰاءَهُمْ مُوسىٰ بِالْبَيِّنٰاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا كٰانُوا سٰابِقِينَ :فهذا ردّ على المجبرة الذين زعموا أن الأفعال لله عزّ و جلّ و لا صنع لهم فيها و لا اكتساب،فرد اللّه عليهم،فقال: فَكُلاًّ أَخَذْنٰا بِذَنْبِهِ ،و لم يقل بفعلنا به،لأن اللّه عزّ و جلّ أعدل من أن يعذب العبد على فعله الذي يجبره عليه.فقال اللّه: فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنٰا عَلَيْهِ حٰاصِباً ،و هم قوم لوط وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ،و هم قوم شعيب و صالح وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنٰا بِهِ الْأَرْضَ ،و هم قوم هود وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنٰا ،و هم فرعون و أصحابه.
ثمّ قال:قال اللّه عزّ و جلّ تأكيدا و ردا على المجبرة: وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ،ثمّ ضرب اللّه مثلا فيمن اتخذ من دون اللّه أولياء،فقال: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّٰهِ أَوْلِيٰاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً ،و هو الذي نسجته العنكبوت على باب الغار الذي دخله رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله)،و هو أوهن البيوت-قال-فكذلك من اتخذ من دون اللّه أولياء.
ثمّ قال: وَ تِلْكَ الْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ وَ مٰا يَعْقِلُهٰا إِلاَّ الْعٰالِمُونَ ،يعني آل محمد(عليهم السلام).