المستدرك (سورة النور)
قوله تعالى:
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ -إلى قوله تعالى- وَ هُوَ عِنْدَ اللّٰهِ عَظِيمٌ [15]
99- _1- ابْنُ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ(مَنْ لاَ يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ)قَالَ:قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي وَصِيَّتِهِ لاِبْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ(رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ): «يَا بُنَيَّ لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ،بَلْ لاَ تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ،فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،وَ يَسْأَلُكَ عَنْهَا،وَ ذَكَّرَهَا وَ وَعَظَهَا وَ حَذَّرَهَا وَ أَدَّبَهَا وَ لَمْ يَتْرُكْهَا سُدًى،فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لاٰ تَقْفُ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً [1]وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْوٰاهِكُمْ مٰا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللّٰهِ عَظِيمٌ ثُمَّ اسْتَعْبَدَهَا بِطَاعَتِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [2]فَهَذِهِ فَرِيضَةٌ جَامِعَةٌ وَاجِبَةٌ عَلَى الْجَوَارِحِ،وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ أَنَّ الْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اللّٰهِ أَحَداً [3]يَعْنِي بِالْمَسَاجِدِ الْوَجْهَ وَ الْيَدَيْنِ وَ الرُّكْبَتَيْنِ وَ الْإِبْهَامَيْنِ،وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لاٰ أَبْصٰارُكُمْ وَ لاٰ جُلُودُكُمْ [4]يَعْنِي بِالْجُلُودِ الْفُرُوجَ».
[1] الإسراء 17:36.
[2] الحجّ 22:77.
[3] الجنّ 72:18.
[4] فصّلت 41:22.