كَلاَمٌ،حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا،وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ،ثُمَّ افْتَرَقَا تِلْكَ الْعَشِيَّةَ،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ فِي حَاجَةٍ لِي،فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ،وَ هُوَ يَقُولُ:«قُولِي-يَا جَارِيَةُ-لِأَبِي مُحَمَّدٍ:هَذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَابِ» فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ هُوَ يَقُولُ:يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،مَا بَكَّرَ بِكَ؟قَالَ:«إِنِّي تَلَوْتُ الْبَارِحَةَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَأَقْلَقَتْنِي».
قَالَ:وَ مَا هِيَ؟قَالَ:«قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ ».قَالَ:فَاعْتَنَقَا وَ بَكَيَا جَمِيعاً ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ:صَدَقْتَ-وَ اللَّهِ-يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،كَأَنْ لَمْ تَمُرَّ بِي هَذِهِ الْآيَةُ قَطُّ.
99-/5537 _15- وَ كَتَبَ إِلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ،عَنْ سَالِمَةَ- مَوْلاَةِ أُمِّ وَلَدٍ كَانَتْ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ-قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ،فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ،فَلَمَّا أَفَاقَ،قَالَ:«اعْطُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ-وَ هُوَ الْأَفْطَسُ-سَبْعِينَ دِينَاراً».
قُلْتُ:أَ تُعْطِي رَجُلاً حَمَلَ عَلَيْكَ بِالشَّفْرَةِ [1]؟قَالَ:«وَيْحَكِ،أَ مَا تَقْرَءِينَ الْقُرْآنَ؟».قَالَتْ:بَلَى،قَالَ:«أَ مَا سَمِعْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخٰافُونَ سُوءَ الْحِسٰابِ »قَالَ:«وَ قَالَ: يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ -قَالَ-هُوَ صِلَةُ الْإِمَامِ».
99-/5538 _16- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى قَالَ: رَوَى أَصْحَابُنَا أَنَّهُ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ قَوْلِ تَعَالَى:
وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ .
قَالَ:«هُوَ صِلَةُ الْإِمَامِ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِمَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ»ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«وَ مَا أُرِيدُ بِذَلِكَ إِلاَّ تَزْكِيَتَكُمْ».
99-/5539 _17- عَنْ سَمَاعَةَ،قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ .
فَقَالَ:«هُوَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ فِي الْمَالِ غَيْرَ الزَّكَاةِ،وَ مَنْ أَدَّى مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ،فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ».
99-/5540 _18- عَنْ سَمَاعَةَ،قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ لِلْفُقَرَاءِ مِنْ أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ فَرِيضَةً،لاَ يُحْمَدُونَ بِأَدَائِهَا،وَ هِيَ الزَّكَاةُ،بِهَا حَقَنُوا دِمَاءَهُمْ،وَ بِهَا سُمُّوا مُسْلِمِينَ،وَ لَكِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فِي الْأَمْوَالِ حُقُوقاً غَيْرَ الزَّكَاةِ،وَ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ فِي الْمَالِ غَيْرَ الزَّكَاةِ،قَوْلُهُ: اَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ مَنْ أَدَّى مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَ أَدَّى شُكْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ مَالِهِ،إِذَا هُوَ حَمِدَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ عَلَيْهِ،بِمَا فَضَّلَهُ بِهِ مِنَ السَّعَةِ عَلَى غَيْرِهِ،وَ لِمَا وَفَّقَهُ لِأَدَاءِ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ،وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ.
99-/5541 _19- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُوءَ الْحِسٰابِ :«لاَ تُقْبَلُ حَسَنَاتُهُمْ،وَ يُؤْخَذُونَ
[1] الشّفرة-بالفتح:السكّين العظيم.«الصحاح-شفر-2:701».