مِنْهُنَّ جُزْءاً،وَ جَعَلَ مَنَاقِيرَهُنَّ بَيْنَ أَصَابِعِهِ،ثُمَّ دَعَاهُنَّ بِأَسْمَائِهِنَّ،وَ وَضَعَ عِنْدَهُ حَبّاً وَ مَاءً،فَتَطَايَرَتْ تِلْكَ الْأَجْزَاءُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ حَتَّى اسْتَوَتِ الْأَبْدَانُ،وَ جَاءَ كُلُّ بَدَنٍ حَتَّى انْضَمَّ إِلَى رَقَبَتِهِ وَ رَأْسِهِ،فَخَلَّى إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)عَنْ مَنَاقِيرِهِنَّ فَطِرْنَ،ثُمَّ وَقَعْنَ وَ شَرِبْنَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ،وَ الْتَقَطْنَ مِنْ ذَلِكَ الْحَبِّ،وَ قُلْنَ:يَا نَبِيَّ اللَّهِ،أَحْيَيْتَنَا أَحْيَاكَ اللَّهُ.
فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):بَلِ اللَّهُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ،وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
قَالَ الْمَأْمُونُ:بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ.
99-/1446 _3- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنْ أَبِي أَيُّوبَ،عَنْ أَبِي بَصِيرٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)نَظَرَ إِلَى جِيفَةٍ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ تَأْكُلُهَا سِبَاعُ الْبَرِّ وَ سِبَاعُ الْبَحْرِ،ثُمَّ تَثِبُ [1] السِّبَاعُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ،فَيَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً،فَتَعَجَّبَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقَالَ:يَا رَبِّ،أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى؟فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ ؟قَالَ: بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي .قَالَ: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اعْلَمْ أَنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)الطَّاوُسَ وَ الدِّيكَ وَ الْحَمَامَ وَ الْغُرَابَ،فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ أَيْ قَطِّعْهُنَّ،ثُمَّ اخْلِطْ لَحْمَهُنَّ وَ فَرِّقْهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَالٍ،ثُمَّ خُذْ مَنَاقِيرَهُنَّ وَ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً.فَفَعَلَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)ذَلِكَ،وَ فَرَّقَهُنَّ عَلَى عَشَرَةِ جِبَالٍ،ثُمَّ دَعَاهُنَّ،فَقَالَ:أَجِيبِينِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى.فَكَانَتْ تَجْتَمِعُ وَ تَتَأَلَّفُ لَحْمُ كُلِّ وَاحِدٍ وَ عَظْمُهُ إِلَى رَأْسِهِ،فَطَارَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».
99-/1447 _4- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى،عَنْ يُونُسَ،عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَكَمِ،قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)أُخْبِرُهُ أَنِّي شَاكٌّ،وَ قَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُرِيَنِي شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ.
فَكَتَبَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَيْهِ:«إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ مُؤْمِناً وَ أَحَبَّ أَنْ يَزْدَادَ إِيمَاناً،وَ أَنْتَ شَاكٌّ وَ الشَّاكُّ لاَ خَيْرَ فِيهِ».
وَ كَتَبَ إِلَيْهِ:«إِنَّمَا الشَّكُّ مَا لَمْ يَأْتِ الْيَقِينُ،فَإِذَا جَاءَ الْيَقِينُ لَمْ يَجُزِ الشَّكُّ».
وَ كَتَبَ:«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنٰا أَكْثَرَهُمْ لَفٰاسِقِينَ [2]-قَالَ- نَزَلَتْ فِي الشَّاكِّ».
99-/1448 _5- عَنْهُ:عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ،عَنْ أَبِيهِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ،عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ،عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ،قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «إِذَا أَحْبَبْتَ أَحَداً مِنْ إِخْوَانِكَ فَأَعْلِمْهُ ذَلِكَ،فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ».
[1] في المصدر:تحمل.
[2] الأعراف 7:102.