قَدْ صُرِفَ إِلَى الْكَعْبَةِ،فَتَحَوَّلَ النِّسَاءُ مَكَانَ الرِّجَالِ،وَ الرِّجَالُ مَكَانَ النِّسَاءِ،وَ صَلَّوُا الرَّكْعَتَيْنِ الْبَاقِيَتَيْنِ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَصَلَّوْا صَلاَةً وَاحِدَةً إِلَى قِبْلَتَيْنِ،فَلِذَلِكَ سُمِّيَ مَسْجِدُهُمْ مَسْجِدَ الْقِبْلَتَيْنِ».
99-/664 _2- أَبُو عَلِيٍّ الطَّبْرِسِيُّ؛عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: «تَحَوَّلَتِ الْقِبْلَةُ إِلَى الْكَعْبَةِ بَعْدَ مَا صَلَّى النَّبِيُّ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)بِمَكَّةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ،وَ بَعْدَ مُهَاجَرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ-قَالَ-:ثُمَّ وَجَّهَهُ اللَّهُ إِلَى الْكَعْبَةِ،وَ ذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يُعَيِّرُونَ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ يَقُولُونَ لَهُ:أَنْتَ تَابِعٌ لَنَا،تُصَلِّي إِلَى قِبْلَتِنَا؛فَاغْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)مِنْ ذَلِكَ غَمّاً شَدِيداً، وَ خَرَجَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يَنْظُرُ إِلَى آفَاقِ السَّمَاءِ،يَنْتَظِرُ مِنَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ أَمْراً،فَلَمَّا أَصْبَحَ وَ حَضَرَ وَقْتُ صَلاَةِ الظُّهْرِ، كَانَ فِي مَسْجِدِ بَنِي سَالِمٍ قَدْ صَلَّى مِنَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ،فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ وَ أَخَذَ بِعَضُدَيْهِ وَ حَوَّلَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ،وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ: قَدْ نَرىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمٰاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضٰاهٰا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ [1]وَ كَانَ قَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ،وَ رَكْعَتَيْنِ إِلَى الْكَعْبَةِ،فَقَالَتِ الْيَهُودُ وَ السُّفَهَاءُ: مٰا وَلاّٰهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كٰانُوا عَلَيْهٰا ».
99-/665 _3- الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لَمَّا كَانَ بِمَكَّةَ أَمَرَهُ أَنْ يَتَوَجَّهَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي صَلاَتِهِ،وَ يَجْعَلَ الْكَعْبَةَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا إِذَا أَمْكَنَ،وَ إِذَا لَمْ يَكُنْ [2]اسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ كَيْفَ كَانَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَفْعَلُ ذَلِكَ طُولَ مُقَامِهِ بِهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
فَلَمَّا كَانَ بِالْمَدِينَةِ،وَ كَانَ مُتَعَبِّداً بِاسْتِقْبَالِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ اسْتَقْبَلَهُ وَ انْحَرَفَ عَنِ الْكَعْبَةِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، وَ جَعَلَ قَوْمٌ مِنْ مَرَدَةِ الْيَهُودِ يَقُولُونَ:وَ اللَّهِ،مَا دَرَى مُحَمَّدٌ كَيْفَ صَلَّى حَتَّى صَارَ يَتَوَجَّهُ إِلَى قِبْلَتِنَا،وَ يَأْخُذُ فِي صَلاَتِهِ بِهَدْيِنَا وَ نُسُكِنَا؛فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)لَمَّا اتَّصَلَ بِهِ عَنْهُمْ،وَ كَرِهَ قِبْلَتَهُمْ وَ أَحَبَّ الْكَعْبَةَ،فَجَاءَهُ جَبْرَئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):يَا جَبْرَئِيلُ،لَوَدِدْتُ لَوْ صَرَفَنِيَ اللَّهُ عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَدْ تَأَذَّيْتُ بِمَا يَتَّصِلُ بِي مِنْ قِبَلِ الْيَهُودِ مِنْ قِبْلَتِهِمْ.فَقَالَ جَبْرَئِيلُ:فَاسْأَلْ رَبَّكَ أَنْ يُحَوِّلَكَ إِلَيْهَا،فَإِنَّهُ لاَ يَرُدُّكَ عَنْ طَلِبَتِكَ،وَ لاَ يُخَيِّبُكَ مِنْ بُغْيَتِكَ.
فَلَمَّا اسْتَتَمَّ دُعَاءَهُ صَعِدَ جَبْرَئِيلُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،ثُمَّ عَادَ مِنْ سَاعَتِهِ،فَقَالَ:اِقْرَأْ،يَا مُحَمَّدُ: قَدْ نَرىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمٰاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضٰاهٰا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ وَ حَيْثُ مٰا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [3]الْآيَاتِ.فَقَالَ الْيَهُودُ عِنْدَ ذَلِكَ: مٰا وَلاّٰهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كٰانُوا عَلَيْهٰا .فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ جَوَابٍ، فَقَالَ: قُلْ لِلّٰهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ وَ هُوَ يَمْلِكُهُمَا،وَ تَكْلِيفُهُ التَّحَوُّلَ إِلَى جَانِبٍ كَتَحْوِيلِهِ لَكُمْ إِلَى جَانِبٍ آخَرَ
[1] البقرة 2:144.
[2] في المصدر:يتمّكن.
[3] البقرة 2:144.