responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 298

صَوْتِهِ،يُرِيدُ أَنْ لاَ يَأْثَمَ الْأَعْرَابِيُّ بِارْتِفَاعِ صَوْتِهِ.

فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ:أَخْبِرْنِي عَنِ التَّوْبَةِ إِلَى مَتَى تُقْبَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ):يَا أَخَا الْعَرَبِ،إِنَّ بَابَهَا مَفْتُوحٌ لاِبْنِ آدَمَ،لاَ يَنْسَدُّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؛وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاٰئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيٰاتِ رَبِّكَ وَ هُوَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا لاٰ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمٰانُهٰا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمٰانِهٰا خَيْراً [1].

وَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ):وَ كَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ رٰاعِنٰا مِنْ أَلْفَاظِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،يَقُولُونَ:رَاعِنَا،أَيْ ارْعَ أَحْوَالَنَا،وَ اسْمَعْ مِنَّا كَمَا نَسْمَعُ مِنْكَ،وَ كَانَ فِي لُغَةِ الْيَهُودِ مَعْنَاهَا:

اسْمَعْ،لاَ سَمِعْتَ.

فَلَمَّا سَمِعَ الْيَهُودُ الْمُسْلِمِينَ يُخَاطِبُونَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)يَقُولُونَ:رَاعِنَا،وَ يُخَاطِبُونَ بِهَا،قَالُوا [2]:

كُنَّا نَشْتِمُ مُحَمَّداً إِلَى الْآنَ سِرّاً،فَتَعَالَوُا الْآنَ نَشْتِمُهُ جَهْراً،وَ كَانُوا يُخَاطِبُونَ رَسُولَ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ يَقُولُونَ:رَاعِنَا، يُرِيدُونَ شَتْمَهُ.

فَفَطَنَ لَهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيُّ [3]،فَقَالَ:يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ،عَلَيْكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ،أَرَاكُمْ تُرِيدُونَ سَبَّ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،تُوهِمُونَّا أَنَّكُمْ تَجْرُونَ فِي مُخَاطَبَتِهِ مَجْرَانَا،وَ اللَّهِ،لاَ أَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَ لَوْلاَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُقْدِمَ عَلَيْكُمْ قَبْلَ التَّقَدُّمِ وَ الاِسْتِئْذَانِ لَهُ وَ لِأَخِيهِ وَ وَصِيِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،الْقَيِّمِ بِأُمُورِ الْأُمَّةِ نَائِباً عَنْهُ فِيهَا،لَضَرَبْتُ عُنُقَ مَنْ قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْكُمْ يَقُولُ هَذَا.

فَأَنْزَلَ اللَّهُ:يَا مُحَمَّدُ مِنَ الَّذِينَ هٰادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوٰاضِعِهِ وَ يَقُولُونَ سَمِعْنٰا وَ عَصَيْنٰا وَ اسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَ رٰاعِنٰا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ طَعْناً فِي الدِّينِ وَ لَوْ أَنَّهُمْ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ أَطَعْنٰا وَ اسْمَعْ وَ انْظُرْنٰا لَكٰانَ خَيْراً لَهُمْ وَ أَقْوَمَ وَ لٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاٰ يُؤْمِنُونَ إِلاّٰ قَلِيلاً [4].

وَ أَنْزَلَ: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَقُولُوا رٰاعِنٰا فَإِنَّهَا لَفْظَةٌ يَتَوَصَّلُ بِهَا أَعْدَاؤُكُمْ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى سَبِّ رَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ سَبِّكُمْ وَ قُولُوا انْظُرْنٰا أَيْ قُولُوا بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ،لاَ بِلَفْظَةِ رَاعِنَا،فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مَا فِي قَوْلِكُمْ:


[1] الأنعام 6:158.

[2] في المصدر زيادة:إنّا.

[3] سعد بن معاذ بن النّعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج.أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى و الثّانية على يدي مصعب بن عمير،و شهد بدرا و أحدا و الخندق،و رمي يوم الخندق بسهم فعاش بعد ذلك شهرا ثمّ مات على أثر الجرح،و الّذي رماه بالسّهم حبّان بن العرقة،و قال:خذها و أنا ابن العرقة.فقال رسول اللّه(صلّى اللّه عليه و آله):«عرّق اللّه وجهه في النّار».تهذيب الكمال 10:300،سير أعلام النّبلاء 1:279.

[4] النّساء 4:46.

نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست