99-/296 _29- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَلَبِيِّ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .
99-/297 _30- عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ،قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَقْرَأُ مَا لاَ أُحْصِي:(مَلِكِ [1]يَوْمِ الدِّينِ).
99-/298 _31- عَنِ الزُّهْرِيِّ،قَالَ:قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «لَوْ مَاتَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَمَا اسْتَوْحَشْتُ،بَعْدَ أَنْ يَكُونَ الْقُرْآنُ مَعِي».وَ كَانَ إِذَا قَرَأَ مٰالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يُكَرِّرُهَا،وَ يَكَادُ أَنْ يَمُوتَ.
99-/299 _32- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَمَّالِ،عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا،قَالَ: بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ أَنْ وَجِّهْ إِلَيَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،وَ لاَ تُهَيِّجْهُ،وَ لاَ تُرَوِّعْهُ،وَ اقْضِ [2] لَهُ حَوَائِجَهُ.
وَ قَدْ كَانَ وَرَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ،فَحَضَرَ جَمِيعُ مَنْ كَانَ بِالشَّامِ فَأَعْيَاهُمْ جَمِيعاً،فَقَالَ:مَا لِهَذَا إِلاَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،فَكَتَبَ إِلَى صَاحِبِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَحْمِلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)إِلَيْهِ،فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَدِينَةِ بِكِتَابِهِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ،لاَ أَقْوَى عَلَى الْخُرُوجِ،وَ هَذَا جَعْفَرٌ ابْنِي يَقُومُ مَقَامِي،فَوَجِّهْهُ إِلَيْهِ».
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الْأُمَوِيِّ ازْدَرَاهُ [3] لِصِغَرِهِ،وَ كَرِهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ الْقَدَرِيِّ،مَخَافَةَ أَنْ يَغْلِبَهُ،وَ تَسَامَعَ النَّاسُ بِالشَّامِ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ لِمُخَاصَمَةِ الْقَدَرِيِّ،فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ لِخُصُومَتِهِمَا.فَقَالَ الْأُمَوِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):إِنَّهُ قَدْ أَعْيَانَا أَمْرُ هَذَا الْقَدَرِيِّ،وَ إِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ لِأَجْمَعَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ،فَإِنَّهُ لَمْ يَدَعْ عِنْدَنَا أَحَداً إِلاَّ خَصَمَهُ.فَقَالَ:«إِنَّ اللَّهَ يَكْفِينَاهُ».
قَالَ:فَلَمَّا اجْتَمَعُوا،قَالَ الْقَدَرِيُّ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):سَلْ عَمَّا شِئْتَ.فَقَالَ لَهُ:«اقْرَأْ سُورَةَ الْحَمْدِ».قَالَ:
فَقَرَأَهَا،وَ قَالَ الْأُمَوِيُّ وَ أَنَا مَعَهُ:مَا فِي سُورَةِ الْحَمْدِ عَلَيْنَا!إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! قَالَ:فَجَعَلَ الْقَدَرِيُّ يَقْرَأُ سُورَةَ الْحَمْدِ حَتَّى بَلَغَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«قِفْ،مَنْ تَسْتَعِينُ،وَ مَا حَاجَتُكَ إِلَى الْمَعُونَةِ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ»؟!فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ،وَ اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
99-/300 _33- عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ،عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ: اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ يَعْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ)».
[1] قرأ عاصم و الكسائي و خلف(مالك)و الباقون(ملك)،من قرأ(مالك)معناه أنّه مالك يوم الدّين و الحساب لا يملكه غيره و لا يليه سواه،و من قرأ(ملك)معناه أنّه الملك يومئذ لا ملك غيره.«التبيان للطوسيّ 1:33».
[2] في«ط»:و امض.
[3] ازدريته،أي حقرته.«الصحاح-زري-6:2368».