responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 9  صفحه : 1667

باب 248 دعاء المغفرة و الصلاح‌

[1]

8930- 1 الكافي، 2/ 589/ 29/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللَّه ع قال‌ كان من دعائه يقول- يا نور يا قدوس يا أول الأولين و يا آخر الآخرين و يا رحمان يا رحيم- اغفر لي الذنوب التي تغير النعم و اغفر لي الذنوب التي تحل النقم- و اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم و اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء- و اغفر لي الذنوب التي تديل الأعداء و اغفر لي الذنوب التي تعجل الفناء- و اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء و اغفر لي الذنوب التي تظلم الهواء- و اغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء و اغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء- و اغفر لي الذنوب التي ترد غيث السماء.

بيان‌

هذه الفقرات و أمثالها مما يتكرر في أدعيتهم ع على اختلاف في ألفاظها

و قد ورد عن زين العابدين ع في تفسير هذه الذنوب أن الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس و الزوال عن العبادة في الخير و اصطناع المعروف و كفران النعم و ترك الشكر قال اللَّه تعالى‌ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى‌


[1] . لعل المراد بالعبادة في الخير العبادة الّتي يتعدّى نفعها إلى الغير فما عطف عليها تفسير لها «منه» عزّ بهاؤه.

الوافي، ج‌9، ص: 1668

يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ «1»- و الذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم اللَّه قال اللَّه تعالى في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ و ترك صلة الرحم حين يقدر و ترك الصلاة حتى يخرج وقتها و ترك الوصية و رد المظالم- و منع الزكاة حتى يحضر الموت و ينغلق اللسان- و الذنوب التي تزيل النعم عصيان العارف «2» و التطاول على الناس- و الاستهزاء بهم و السخرية منهم و الذنوب التي تدفع القسم إظهار الافتقار- و النوم عن صلاة العتمة و صلاة الغداة و استحقار النعم و شكوى المعبود و الزنا- و الذنوب التي تهتك العصم شرب الخمر و لعب القمار و تعاطي ما يضحك الناس و اللغو و المزاح و ذكر عيوب الناس و مجالسة أهل الريب «3»- و الذنوب التي تنزل البلاء ترك إغاثة الملهوف و ترك معاونة المظلوم- و تضييع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر- و الذنوب التي تديل الأعداء المجاهرة بالظلم و إعلان الفجور و إباحة المحظور و عصيان الأخيار و الانقياد إلى الأشرار- و الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم و اليمين الفاجرة و الأقوال الكاذبة و الزنا و سد طرق المسلمين و ادعاء الإمامة بغير حق- و الذنوب التي تقطع الرجاء اليأس من روح اللَّه و القنوط من رحمة اللَّه- و الثقة بغير اللَّه و التكذيب بوعد اللَّه- و الذنوب التي تظلم الهواء السحر و الكهانة و الإيمان بالنجوم و التكذيب‌


(1). الرّعد/ 11.

(2). عصيان العارف إضافة إلى الفاعل فانّ العصيان من العارف أشدّ. «منه» دام ظلّه.

(3). الرّيب: الشّك و قيل الشكّ مع التّهمة و لعلّ المراد بأهل الرّيب أهل الشّكّ في الدّين و أهل الوسواس و من يسي‌ء الظنّ بالناس «منه» دام بقائه.

الوافي، ج‌9، ص: 1669

بالقدر و عقوق الوالدين و الذنوب التي تكشف الغطاء الاستدانة بغير نية الأداء و الإسراف في النفقة و البخل عن الأهل و الأولاد و ذوي الأرحام و سوء الخلق و قلة الصبر- و استعمال الضجر و الكسل و الاستهانة بأهل الذنوب- و الذنوب التي ترد الدعاء سوء النية و خبث السريرة و النفاق مع الإخوان و ترك التصديق بالإجابة و تأخير الصلاة المفروضة حتى تذهب أوقاتها.

[2]

8931- 2 الكافي، 2/ 589/ 28/ 1 بهذا الإسناد عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللَّه ع أنه كان يقول يا من يشكر اليسير و يعفو عن الكثير- و هو الغفور الرحيم اغفر لي الذنوب التي ذهبت لذتها و بقيت تبعتها.

[3]

8932- 3 الكافي، 2/ 579/ 8/ 1 أحمد عن السراد عن أبان عن عبد الرحمن بن أعين قال قال أبو جعفر ع لقد غفر اللَّه تعالى لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال اللهم إن تعذبني فأهل لذلك أنا- و إن تغفر لي فأهل ذلك أنت «1» فغفر اللَّه له.

[4]

8933- 4 الكافي، 2/ 579/ 10/ 1 الثلاثة عن محمد بن أبي حمزة «2» قال رأيت علي بن الحسين ع في فناء الكعبة في الليل و هو يصلي فأطال القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى و مرة على رجله اليسرى‌


(1). فأهل لذلك انت. كذا في المطبوع و المخطوط «م» من الكافي و في «خ» جعل فاهل ذلك على نسخة «ض. ع».

(2). عن أبي حمزة، عن أبيه قال إلخ كذا في المخطوطين و المطبوع و المرآة و سائر الكتب فكانه سقط من قلم النّساخ «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1670

ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك يا سيدي تعذبني و حبك في قلبي أما و عزتك لئن فعلت لتجمعن بيني و بين قوم طال ما عاديتهم فيك.

[5]

8934- 5 الكافي، 2/ 590/ 30/ 1 بالإسناد المتقدم عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللَّه ع يا عدتي في كربتي و يا صاحبي في شدتي- و يا وليي في نعمتي و يا غايتي في رغبتي قال و كان دعاء أمير المؤمنين ع اللهم كتبت الآثار و علمت الأخبار و اطلعت على الأسرار- فحلت بيننا و بين القلوب فالسر عندك علانية و القلوب إليك مفضاة و إنما أمرك لشي‌ء إذا أردته أن تقول له كن فيكون فقل برحمتك لطاعتك أن تدخل في كل عضو من أعضائي فلا تفارقني حتى ألقاك و قل برحمتك لمعصيتك أن تخرج من كل عضو من أعضائي فلا تقربني حتى ألقاك- و ارزقني من الدنيا و زهدني فيها و لا تزوها عني و ترغبني فيها يا رحمان.

[6]

8935- 6 الكافي، 3/ 323/ 10/ 1 التهذيب، 2/ 300/ 65/ 1 أحمد عن السراد عن أبي جرير الرواسي قال سمعت أبا الحسن موسى ع و هو يقول اللهم إني أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب «1».


(1). فى الكافي المطبوع و العفو عند الحساب. يردّدها. و كذلك في التهذيب المطبوع.

الوافي، ج‌9، ص: 1671

باب 249 أدعية جامعة و أثنية

[1]

8936- 1 الكافي، 2/ 590/ 31/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن العلاء عن عبد الرحمن بن سيابة قال أعطاني أبو عبد اللَّه ع هذا الدعاء- الحمد لله ولي الحمد و أهله و منتهاه و محله أخلص من وحده و اهتدى من عبده و فاز من أطاعه و أمن المعتصم به اللهم يا ذا الجود و المجد و الثناء الجميل و الحمد أسألك مسألة من خضع لك برقبته و رغم لك أنفه و عفر لك وجهه و ذلل لك نفسه و فاضت من خوفك دموعه و ترددت عبرته و اعترف لك بذنوبه ففضحته عندك خطيئته و شانته عندك جريرته فضعفت عند ذلك قوته و قلت حيلته و انقطعت عنه أسباب خدائعه و اضمحل عنه كل باطل و ألجأته ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك- و خضوعه لديك بابتهاله إليك- أسألك اللهم سؤال من هو بمنزلته أرغب إليك كرغبته و أتضرع إليك كتضرعه و أبتهل إليك كأشد ابتهاله اللهم فارحم استكانتي و منطقي- و ذل مقامي و مجلسي و خضوعي إليك برقبتي- أسألك اللهم الهدى من الضلالة و البصيرة من العمى و الرشد من الغواية و أسألك اللهم أكثر الحمد عند الرخاء و أجمل الصبر عند المصيبة

الوافي، ج‌9، ص: 1672

و أفضل الشكر عند موضع الشكر و التسليم عند الشبهات و أسألك القوة في طاعتك و الضعف عند معصيتك و الهرب إليك منك و التقرب إليك رب لترضى و التحري لكل ما يرضيك عني في إسخاط خلقك التماسا لرضاك رب من أرجوه إن لم ترحمني أو من يعود علي إن أقصيتني أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني أو من آمل عطاياه إن حرمتني أو من يملك كرامتي إن أهنتني أو من يضرني هوانه إن أكرمتني رب ما أسوأ فعلي و أقبح عملي و أقسى قلبي و أطول أملي و أقصر أجلي و أجرأني على عصيان من خلقني- رب و ما أحسن بلاءك عندي و أظهر نعماءك «1» علي كثرت علي منك النعم فما أحصيتها و قل مني الشكر فيما أوليتنيه فبطرت بالنعم و تعرضت للنقم و سهوت عن الذكر و ركبت الجهل بعد العلم و جزت من العدل إلى الظلم و جاوزت البر إلى الإثم و صرت إلى اللهو من الخوف و الحزن فما أصغر حسناتي و أقلها في كثرة ذنوبي و ما أكثر ذنوبي و أعظمها على قدر صغر خلقي و ضعف ركني رب و ما أطول أملي في قصر أجلي و أقصر أجلي في بعد أملي و ما أقبح سريرتي في علانيتي رب لا حجة لي إن احتججت و لا عذر لي إن اعتذرت و لا شكر عندي إن أبليت و أوليت إن لم تعني على شكر ما أوليت رب ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه و أزل لساني إن لم تثبته و أسود وجهي إن لم تبيضه رب كيف لي بذنوبي التي سلفت مني قد هدت لها أركاني رب كيف أطلب شهوات الدنيا و أبكي على خيبتي فيها و لا أبكي و تشتد حسراتي على عصياني و تفريطي رب دعتني دواعي الدنيا- فأجبتها سريعا و ركنت إليها طائعا و دعتني دواعي الآخرة فتثبطت عنها


(1). النّعماء: كلمة مفردة بمعنى «النّعمة» و هي بالفتح ممدودة و بالضّمّ مقصورة يقال: نعماءك و نعماك و من زعم أنّها لفظ جمع و أنّها و الآلاء مترادفان. قد سها. «عهد» غفر اللّه له.

الوافي، ج‌9، ص: 1673

و أبطأت بالإجابة و المسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا و حطامها الهامد و هشيمها البائد و سرابها الذاهب- رب خوفتني و شوقتني و احتججت علي و تكفلت لي برزقي فأمنت خوفك و تثبطت عن تشويقك و لم أتكل على ضمانك و تهاونت باحتجاجك اللهم فاجعل أمني منك في هذه الدنيا خوفا و حول تثبطي شوقا و تهاوني بحجتك فرقا منك ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم أسألك باسمك العظيم رضاك عند السخطة و الفرجة عند الكربة و النور عند الظلمة- و البصيرة عند تشبه الفتنة رب اجعل جنتي من خطاياي حصينة و درجاتي في الجنان رفيعة و أعمالي كلها متقبلة و حسناتي مضاعفة زاكية أعوذ بك من الفتن كلها ما ظهر منها و ما بطن و من رفيع المطعم و المشرب و من شر ما أعلم و من شر ما لا أعلم و أعوذ بك من أن أشتري الجهل بالعلم- و الجفاء بالحلم و الجور بالعدل و القطيعة بالبر و الجزع بالصبر و الضلالة بالهدي و الكفر بالإيمان.

[2]

8937- 2 الكافي، 2/ 592/ 31/ 1 السراد عن جميل بن صالح أنه ذكر أيضا مثله و ذكر أنه دعاء علي بن الحسين ع و زاد في آخره آمين يا رب العالمين.

[3]

8938- 3 الكافي، 2/ 592/ 32/ 1 السراد قال حدثنا نوح أبو اليقظان عن أبي عبد اللَّه ع قال ادع بهذا الدعاء اللهم إني أسألك برحمتك- التي لا تنال منك إلا برضاك و الخروج من جميع معاصيك و الدخول في كل ما يرضيك و النجاة من كل ورطة و المخرج من كل كبيرة أتي بها مني عمد أو زل بها مني خطأ أو خطر بها خطرات الشيطان أسألك خوفا توقفني‌

الوافي، ج‌9، ص: 1674

به على حدود رضاك و تشعب به عني كل شهوة خطر بها هواي و استزل بها رأيي ليجاوز حد حلالك أسألك اللهم الأخذ بأحسن ما تعلم و ترك سيئ كل ما تعلم أو أخطئ من حيث لا أعلم أو من حيث أعلم- أسألك السعة في الرزق و الزهد في الكفاف و المخرج بالبيان من كل شبهة- و الصواب في كل حجة و الصدق في جميع المواطن و إنصاف الناس من نفسي فيما علي و لي و التذلل في إعطاء النصف من جميع مواطن السخط و الرضا و ترك قليل البغي و كثيره في القول مني و الفعل و تمام نعمتك في جميع الأشياء و الشكر لك عليها لكي ترضى و بعد الرضا- و أسألك الخيرة في كل ما تكون فيه الخيرة بميسور الأمور كلها لا بمعسورها يا كريم يا كريم يا كريم و افتح لي باب الأمر الذي فيه العافية و الفرج و افتح لي بابه و يسر لي مخرجه و من قدرت له علي مقدرة من خلقك- فخذ عني بسمعه و بصره و لسانه و يده و خذه عن يمينه و عن يساره و من خلفه و من قدامه و امنعه أن يصل إلي بسوء عز جارك و جل ثناؤك و لا إله غيرك أنت ربي و أنا عبدك اللهم أنت رجائي في كل كربة و أنت ثقتي في كل شدة و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد و تقل فيه الحيلة و يشمت به العدو و تعيي فيه الأمور- أنزلته بك و شكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك قد فرجته و كفيته- فأنت ولي كل نعمة و صاحب كل حاجة و منتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا و لك المن فاضلا.

[4]

8939- 4 الكافي، 2/ 585/ 24/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن علي عن كرام عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد اللَّه ع أنه كان يقول اللهم املأ قلبي حبا لك و خشية منك و تصديقا و إيمانا بك و فرقا منك‌

الوافي، ج‌9، ص: 1675

و شوقا إليك يا ذا الجلال و الإكرام اللهم حبب إلي لقاءك و اجعل لي في لقائك خير الرحمة و البركة و ألحقني بالصالحين و لا تؤخرني مع الأشرار- و ألحقني بصالح من مضى و اجعلني من صالح من بقي و خذ بي سبيل الصالحين و أعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم و لا تخزني مع الأشرار و لا تردني في سوء استنقذتني منه يا رب العالمين أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحييني و تميتني عليه و تبعثني عليه إذا بعثتني و أبرئ قلبي من الرياء و السمعة و الشك في دينك- اللهم أعطني نصرا في دينك و قوة في عبادتك و فهما في خلقك و كفلين من رحمتك و بيض وجهي بنورك و اجعل رغبتي فيما عندك و توفني في سبيلك على ملتك و ملة رسولك اللهم إني أعوذ بك من الكسل و الهرم- و الجبن و البخل و الغفلة و القسوة و الفترة و المسكنة و أعوذ بك يا رب من بطن لا يشبع و من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و من صلاة لا تنفع- و أعيذ بك نفسي و أهلي و ذريتي من الشيطان الرجيم اللهم إنه لن يجيرني منك أحد و لا أجد من دونك ملتحدا «1» فلا تخذلني و لا تردني في هلكة و لا تردني بعذاب أسألك الثبات على دينك و التصديق بكتابك و اتباع رسولك اللهم اذكرني برحمتك و لا تذكرني بخطيئتي و تقبل مني و زدني من فضلك إني إليك راغب- اللهم اجعل ثواب منطقي و ثواب مجلسي رضاك عني و اجعل عملي و دعائي خالصا لك و اجعل ثوابي الجنة برحمتك و اجمع لي جميع ما سألتك- و زدني من فضلك إني إليك راغب اللهم غارت النجوم و نامت العيون- و أنت الحي القيوم لا يواري منك ليل ساج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا بحر لجي و لا ظلمات بعضها فوق بعض تدلج‌


(1). إشارة إلى سورة الجن/ 22. و الآية هكذا: قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَ لَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً..

الوافي، ج‌9، ص: 1676

الرحمة على من تشاء من خلقك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور- أشهد بما شهدت به على نفسك و شهدت ملائكتك و أولوا العلم لا إله إلا أنت العزيز الحكيم و من لم يشهد على ما شهدت على نفسك و شهدت ملائكتك و أولوا العلم فاكتب شهادتي مكان شهادته اللهم أنت السلام و منك السلام أسألك يا ذا الجلال و الإكرام أن تفك رقبتي من النار.

بيان‌

في بعض روايات هذا الدعاء و فهما في حكمك بدل و فهما في خلقك و هو أوضح و العيلة مكان الفترة و أعوذ بك من نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و قلب لا يخشع و دعاء لا يسمع و من صلاة لا ترفع و من عمل لا ينفع و من عين لا تدمع و هو أتم و أظهر و لعل المراد بالفهم في الخلق المعرفة بهم ليتولى ولي اللَّه و يتبرأ من عدوه‌

[5]

8940- 5 الكافي، 2/ 587/ 26/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن هشام بن سالم عن أبي حمزة قال أخذت هذا الدعاء من أبي جعفر محمد بن علي ع قال و كان أبو جعفر يسميه الجامع بسم اللَّه الرحمن الرحيم- أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله- آمنت بالله و بجميع رسله و بجميع ما أنزل به على جميع الرسل و أن وعد اللَّه حق و لقاءه حق و صدق اللَّه و بلغ المرسلون و الحمد لله رب العالمين- و سبحان اللَّه كلما سبح اللَّه شي‌ء و كما يحب اللَّه أن يسبح و الحمد لله كلما حمد اللَّه شي‌ء و كما يحب اللَّه أن يحمد و لا إله إلا اللَّه كلما هلل اللَّه شي‌ء و كما يحب اللَّه أن يهلل و اللَّه أكبر كلما كبر اللَّه شي‌ء و كما يحب اللَّه أن يكبر اللهم إني أسألك مفاتيح الخير و خواتيمه و سوابغه و فوائده و بركاته‌

الوافي، ج‌9، ص: 1677

ما بلغ علمه علمي و ما قصر عن إحصائه حفظي- اللهم أنهج لي أسباب معرفته و افتح لي أبوابه و غشني بركات رحمتك و من علي بعصمة عن الإزالة عن دينك و طهر قلبي من الشك و لا تشغل قلبي بدنياي و عاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي و أشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله و ذلل لكل خير لساني و طهر قلبي من الرياء و لا تجره في مفاصلي و اجعل عملي خالصا لك اللهم إني أعوذ بك من الشر و أنواع الفواحش كلها ظاهرها و باطنها و غفلاتها و جميع ما يريدني به الشيطان الرجيم و ما يريدني به السلطان العنيد مما أحطت بعلمه و أنت القادر على صرفه عني اللهم إني أعوذ بك من طوارق الجن و الانس و زوابعهم و بوائقهم و مكايدهم و مشاهد الفسقة من الجن و الإنس و أن استزل عن ديني فتفسد علي آخرتي و أن يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي أو يعرض بلاء يصيبني منهم لا قوة لي به و لا صبر لي على احتماله فلا تبتلني يا إلهى بمقاساته فيمنعني ذلك من ذكرك و يشغلني عن عبادتك أنت العاصم المانع الدافع الواقي من ذلك كله- أسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني معيشة أقوى بها على طاعتك- و أبلغ بها رضوانك و أصير بمنك [بها] إلى دار الحيوان غدا و لا ترزقني رزقا يطغيني و لا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي أعطني حظا وافرا في آخرتي و معاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي و لا تجعل الدنيا علي سجنا- و لا تجعل فراقها علي حزنا أجرني من فتنتها و اجعل عملي فيها مقبولا و سعيي فيها مشكورا اللهم و من أرادني بسوء فأرده بمثله و من كادني فيها فكده و اصرف عني هم من أدخل همه علي و أمكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين و افقأ عني عيون الكفرة الظلمة الطغاة الحسدة اللهم و أنزل علي منك سكينة و ألبسني درعك الحصينة و احفظني بسترك الواقي و جللني‌

الوافي، ج‌9، ص: 1678

عافيتك النافعة و صدق قولي و فعالي و بارك لي في ولدي و أهلي و مالي- اللهم ما قدمت و ما أخرت و ما أغفلت و ما تعمدت و ما توانيت و ما أعلنت و ما أسررت فاغفره لي يا أرحم الراحمين.

بيان‌

الزوبعة بالزاي و الباء الموحدة و العين المهملة رئيس الجن‌

[6]

8941- 6 الكافي، 2/ 593/ 33/ 1 الثلاثة عن بزرج عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه ع قال قل اللهم إني أسألك قول التوابين و عملهم- و نور الأنبياء و صدقهم و نجاة المجاهدين و ثوابهم و شكر المصطفين و نصحهم و عمل الذاكرين و يقينهم و إيمان العلماء و فقههم و تعبد الخاشعين و تواضعهم و حكم الفقهاء و سيرتهم و خشية المتقين و رغبتهم- و تصديق المؤمنين و توكلهم و رجاء المحسنين و برهم اللهم إني أسألك ثواب الشاكرين و منزلة المقربين و مرافقة النبيين اللهم إني أسألك خوف العاملين لك و عمل الخائفين منك و خشوع العابدين لك و يقين المتوكلين عليك و توكل المؤمنين بك- اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلم و أنت لها واسع غير متكلف و أنت الذي لا يحفيك سائل و لا ينقصك نائل و لا يبلغ مدحتك [مدحك‌] قول قائل أنت كما تقول و فوق ما نقول اللهم اجعل لي فرجا قريبا و أجرا عظيما و سترا جميلا اللهم إنك تعلم أني على ظلمي لنفسي و إسرافي عليها لم اتخذ لك ضدا و لا ندا و لا صاحبة و لا ولدا يا من لا تغلطه المسائل و يا من لا يشغله شي‌ء عن شي‌ء و لا سمع عن سمع و لا بصر عن بصر و لا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تفرج عني في ساعتي هذه‌

الوافي، ج‌9، ص: 1679

من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب إنك تحيي العظام و هي رميم- إنك على كل شي‌ء قدير- يا من قل شكري له فلم يحرمني و عظمت خطيئتي فلم يفضحني و رآني على المعاصي فلم يجبهني و خلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له و ضيعت الذي خلقني له فنعم المولى أنت يا سيدي و بئس العبد أنا- وجدتني و نعم الطالب أنت ربي و بئس المطلوب أنا ألفيتني عبدك ابن عبدك ابن أمتك بين يديك ما شئت صنعت بي- اللهم هدأت الأصوات و سكنت الحركات و خلا كل حبيب بحبيبه- و خلوت بك أنت المحبوب إلي فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار- يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس لمخلوق دونه منعة يا أولا قبل كل شي‌ء و يا آخرا بعد كل شي‌ء يا من ليس له عنصر و يا من ليس لآخره فناء و يا أكمل منعوت و يا أسمح المعطين و يا من يفقه بكل لغة يدعى بها و يا من عفوه قديم و بطشه شديد و ملكه مستقيم أسألك باسمك الذي شافهك به موسى يا اللَّه يا رحمان يا رحيم يا لا إله إلا أنت- اللهم أنت الصمد أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تدخلني الجنة برحمتك.

بيان‌

لا يحفيك سائل بالحاء المهملة لا يستقصيك و لا يفني ما عندك و النائل العطاء و البرم محركة السأمة و الإبرام الإملال فلم يجبهني لم يضرب جبهتي‌

[7]

8942- 7 الكافي، 2/ 583/ 18/ 1 العدة عن البرقي عن أبيه عن‌

الوافي، ج‌9، ص: 1680

خلف بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام قال أملى على هذا الدعاء أبو عبد اللَّه ع و هو جامع للدنيا و الآخرة يقول بعد حمد اللَّه و الثناء عليه اللهم أنت اللَّه لا إله إلا أنت الحليم الكريم و أنت اللَّه لا إله إلا أنت العزيز الحكيم و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الواحد القهار و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الملك الجبار و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الرحيم الغفار و أنت اللَّه لا إلا أنت الشديد المحال و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الكبير المتعال- و أنت اللَّه لا إله إلا أنت السميع البصير و أنت اللَّه لا إله إلا أنت المنيع القدير و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الغفور الشكور و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الحميد المجيد- و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الغني الحميد و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الغفور الودود و أنت اللَّه لا إله أنت الحنان المنان و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الحكيم الديان و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الجواد الماجد و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الواحد الأحد و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الغائب الشاهد و أنت اللَّه لا إله إلا أنت الظاهر الباطن و أنت اللَّه لا إله إلا أنت بكل شي‌ء عليم تم نورك فهديت و بسطت يدك فأعطيت ربنا وجهك أكرم الوجوه و جهتك خير الجهات و عطيتك أفضل العطايا و أهنؤها تطاع ربنا فتشكر و تعصي ربنا فتغفر لمن شئت تجيب المضطر و تكشف السوء- و تقبل التوبة و تعفو عن الذنوب لا تجازى أياديك و لا تحصى نعمك و لا يبلغ مدحتك قول قائل- اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و روحهم و راحتهم و سرورهم و أذقني طعم فرجهم و أهلك أعداءهم من الجن و الإنس و آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ و اجعلنا من الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و اجعلني من الَّذِينَ صَبَرُوا وَ عَلى‌ رَبِّهِمْ‌

الوافي، ج‌9، ص: 1681

يَتَوَكَّلُونَ و ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و بارك لي في المحيا و الممات و الموقف و النشور و الحساب و الميزان و أهوال يوم القيامة- و سلمني على الصراط و أجزني عليه و ارزقني علما نافعا و يقينا صادقا- و تقى و برا و ورعا و خوفا منك و فرقا يبلغني منك زلفى و لا يباعدني عنك و أحببني و لا تبغضني و تولني و لا تخذلني و أعطني من جميع خير الدنيا و الآخرة ما علمت منه و ما لم أعلم و أجرني من السوء كله بحذافيره- ما علمت منه و ما لم أعلم.

بيان‌

بحذافيره أي بجميعه‌

[8]

8943- 8 الكافي، 2/ 581/ 16/ 1 العدة عن البرقي رفعه قال أتى جبرئيل ع إلى النبي ص يوما فقال له إن ربك يقول لك إذا أردت أن تعبدني يوما و ليلة حق عبادتي فارفع يديك إلي و قل- اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك و لك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك و لك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيتك و لك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك اللهم لك الحمد كله و لك المن كله و لك الفخر كله و لك البهاء كله و لك النور كله و لك العز كله و لك الجبروت كلها و لك العظمة كلها و لك الدنيا كلها و لك الآخرة كلها و لك الليل و النهار كله و لك الخلق كله بيدك الخير كله و إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره اللهم لك الحمد حمدا أبدا أنت حسن البلاء جميل الثناء سابغ النعماء عدل القضاء جزيل العطاء حسن الآلاء إله من في الأرض و إله من في السماء

الوافي، ج‌9، ص: 1682

اللهم لك الحمد في السبع الشداد و لك الحمد في الأرض المهاد و لك الحمد طاقة العباد و لك الحمد سعة البلاد و لك الحمد في الجبال الأوتاد و لك الحمد في الليل إذا يغشى و لك الحمد في النهار إذا تجلى- و لك الحمد في الآخرة و الأولى و لك الحمد في المثاني و القرآن العظيم- و سبحان اللَّه و بحمده و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه سُبْحانَهُ وَ تَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ سبحان اللَّه و بحمده كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ سبحانك ربنا و تعاليت و تباركت و تقدست- خلقت كل شي‌ء بقدرتك و قهرت كل شي‌ء بعزتك و علوت فوق كل شي‌ء بارتفاعك و غلبت كل شي‌ء بقوتك و ابتدعت كل شي‌ء بحكمتك و علمك و بعثت الرسل بكتبك و هديت الصالحين بإذنك و أيدت المؤمنين بنصرك و قهرت الخلق بسلطانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك لا نعبد غيرك و لا نسأل إلا إياك و لا نرغب إلا إليك أنت موضع شكوانا و منتهى رغبتنا و إلهنا و مليكنا.

الوافي، ج‌9، ص: 1683

باب 250 الدعاء في السجود

[1]

8944- 1 الكافي، 3/ 323/ 7/ 1 النيسابوريان عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد اللَّه ع قال أقرب ما يكون العبد من ربه إذا دعا ربه و هو ساجد فأي شي‌ء يقول إذا سجد قلت علمني جعلت فداك ما أقول قال قل يا رب الأرباب و يا ملك الملوك و يا سيد السادات و يا جبار الجبابرة و يا إله الآلهة صل على محمد و آل محمد و افعل بي كذا و كذا ثم قل فإني عبدك ناصيتي في قبضتك ثم ادع بما شئت و سله فإنه جواد لا يتعاظمه شي‌ء.

[2]

8945- 2 الكافي، 3/ 323/ 9/ 1 القمي عن أحمد عن السراد عن إسحاق بن عمار قال قال لي أبو عبد اللَّه ع إني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي فإذا أوى إلى فراشه و نام قمت إلى فراشي و إنه أبطأ علي ذات ليلة فأتيت المسجد في طلبه و ذلك بعد ما هدأ الناس فإذا هو في المسجد ساجد و ليس في المسجد غيره فسمعت حنينه و هو يقول- سبحانك اللهم أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك و تب‌

الوافي، ج‌9، ص: 1684

علي إنك أنت التواب الرحيم.

[3]

8946- 3 الفقيه، 1/ 333/ 976 قال الصادق ع إن العبد إذا سجد و قال يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه قال له الرب تبارك و تعالى لبيك ما حاجتك.

[4]

8947- 4 الكافي، 3/ 324/ 12/ 1 جماعة من أصحابنا عن ابن عيسى عن الحسين عن القاسم عن علي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال كان رسول اللَّه ص عند عائشة ذات ليلة فقام يتنفل فاستيقظت عائشة فضربت بيدها فلم تجده فظنت أنه قد قام إلى جاريتها فقامت تطوف عليه فوطئت عنقه ص و هو ساجد باك يقول سجد لك سوادي و خيالي و آمن بك فؤادي أبوء إليك بالنعم و أعترف لك بالذنب العظيم عملت سوءا و ظلمت نفسي- فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت أعوذ بعفوك من عقوبتك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من نقمتمك و أعوذ بك منك لا أبلغ مدحتك [مدحك‌] و الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك- أستغفرك و أتوب إليك فلما انصرف قال يا عائشة لقد أوجعت عنقي أي شي‌ء ظننت خشيت أن أقوم إلى جاريتك.

[5]

8948- 5 الكافي، 3/ 327/ 21/ 1 العدة عن البرقي عن محمد بن علي عن سعدان عن رجل عن أبي عبد اللَّه ع قال كان يقول في سجوده- سجد وجهي البالي لوجهك الباقي الدائم العظيم سجد وجهي الذليل لوجهك العزيز سجد وجهي الفقير لوجه ربي الغني الكريم العلي العظيم‌

الوافي، ج‌9، ص: 1685

رب أستغفرك مما كان و أستغفرك مما يكون رب لا تجهد بلائي رب لا تشمت بي أعدائي رب لا تسئ قضائي رب إنه لا دافع و لا مانع إلا أنت صل على محمد و آل محمد بأفضل صلواتك و بارك على محمد و آل محمد بأفضل بركاتك اللهم إني أعوذ بك من سطواتك و أعوذ بك من جميع غضبك و سخطك سبحانك لا إله إلا أنت رب العالمين- و كان أمير المؤمنين ع يقول و هو ساجد ارحم ذلي بين يديك و تضرعي إليك و وحشتي من الناس و أنسي بك يا كريم و كان يقول أيضا وعظتني فلم أتعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر و غمرتني فما شكرت عفوك عفوك يا كريم أسألك الراحة عند الموت و العفو عند الحساب و كان أبو جعفر ع يقول و هو ساجد لا إله إلا أنت حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا يا عظيم إن عملي ضعيف فضاعفه لي- يا كريم يا حنان اغفر لي ذنوبي و جرمي و تقبل عملي يا كريم يا جبار أعوذ بك من أن أخيب أو احمل ظلما اللهم منك النعمة و أنت ترزق شكرها- و عليك يكون ما تفضلت به من ثوابها بفضل طولك و كرم «1» عائدتك.

بيان‌

غمرتني يعني غطيتني أو غطتني أياديك و كأنها سقطت من قلم النساخ لوجودها في روايات هذا الدعاء

[6]

8949- 6 الكافي، 3/ 328/ 22/ 1 علي بن محمد عن سهل عن يعقوب بن يزيد عن زياد بن مروان قال كان أبو الحسن ع يقول في سجوده- أعوذ بك من نار حرها لا يطفأ و أعوذ بك من نار جديدها لا يبلى و أعوذ


(1). فى الكافي المطبوع: و كريم عائدتك.

الوافي، ج‌9، ص: 1686

بك من نار عطشانها لا يروى و أعوذ بك من نار مسلوبها لا يكسى.

[7]

8950- 7 الفقيه، 1/ 333/ 977 كان علي بن الحسين ع يقول في سجوده اللهم إن كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك و هو الإيمان بك منا منك علي لا منا مني عليك- و تركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك و هو أن أدعو لك ولدا أو أدعو لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك و عصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة و لا معاندة و لا استكبار عن عبادتك و لا جحود لربوبيتك- و لكن اتبعت هواي و استزلني الشيطان بعد الحجة علي و البيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي و إن تغفر لي و ترحمني فبجودك و كرمك يا أرحم الراحمين «1».


(1). ثم قال في الفقيه بعد اتمام الحديث: و ينبغي لمن يسجد سجدة الشّكر أن يضع ذراعيه على الأرض و يضع جؤجؤه بالارض انتهى و جؤجؤ كهدهد: عظام الصدر «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1687

باب 251 النوادر

[1]

8951- 1 الكافي، 3/ 344/ 21/ 1 محمد بن الحسن عن سهل بإسناده عن سماعة عن أبي عبد اللَّه ع قال من سبقت أصابعه لسانه حسب له.

بيان‌

يعني من عد الذكر بأصابعه و قد ورد في التسبيح بطين الحسين ع و فضله و ثوابه ما ورد و يأتي في باب فضل تربة الحسين من كتاب الحج إنه أفضل ما يسبح به و أن المسبح ينسى التسبيح و يدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح.

قال في الفقيه من كانت له سبحة من طين قبر الحسين ع كتب مسبحا و إن لم يسبح بها و قال التسبيح بالأصابع أفضل منه بغيرها لأنها مسئولات يوم القيامة

[2]

8952- 2 الكافي، 2/ 674/ 3/ 1 الثلاثة عن حماد بن عثمان عن زرارة قال سئل أبو عبد اللَّه ع عن الاسم من أسماء اللَّه تعالى يمحوه الرجل بالتفل قال امحوه بأطهر ما تجدون.

الوافي، ج‌9، ص: 1688

[3]

8953- 3 الكافي، 2/ 673/ 1/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن عبد الملك بن عتبة عن أبي الحسن ع قال سألته عن القراطيس تجتمع هل تحرق بالنار و فيها شي‌ء من ذكر اللَّه تعالى قال لا تغسل بالماء أولا قبل.

[4]

8954- 4 الكافي، 2/ 674/ 2/ 1 عنه عن الوشاء عن عبد اللَّه بن سنان قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول لا تحرقوا القراطيس و لكن امحوها و حرقوها.

[5]

8955- 5 الكافي، 2/ 674/ 5/ 1 الثلاثة عن محمد بن إسحاق عن «1» عمار عن أبي الحسن موسى ع في الظهور التي فيها ذكر اللَّه قال اغسلها.

بيان‌

يعني ظهور الأوراق حيث تناله الأيدي و يأتي حديث آخر في محو الذكر و القرآن في آخر هذا الجزء إن شاء اللَّه.

آخر أبواب الذكر و الدعاء فضائلهما و الحمد لله أولا و آخرا


(1). في المخطوطين و المطبوع و المرآة كلها إسحاق بن عمّار و الظاهر ان في بعض نسخ الكافي قبل الالف صحف لفظة «بن» ب «عن» فسرى ذلك إلى بعض النسخ لأنّ في نسخة «خ» أورده أوّلا عن عمّار ثمّ صححه و جعله بن عمّار فانتبه «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1691

أبواب القرآن و فضائله‌

الآيات‌

قال اللَّه عز و جل وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا «1».

و قال سبحانه فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى‌ وَ آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ آخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ «2».

و قال تعالى وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ «3» و قال جل ذكره إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ «4».

و قال عز اسمه وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ «5».

و قال جل و عز فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ «6».


(1). المزمّل/ 4- 5.

(2). المزمّل/ 20.

(3). الأعراف/ 204.

(4). السجدة/ 15.

(5). فصّلت/ 41- 42.

(6). النحل/ 98. و في الأصل و إذا قرأت القرآن و أوردناه وفقا للقرآن الكريم.

الوافي، ج‌9، ص: 1692

بيان‌

الترتيل يأتي تفسيره في الأخبار و وجه الثقل إما كون أحكامه شاقة سيما على رسول اللَّه ص فإنه لا بد له أن يعمل به و يأمر و يبلغ و يتحمل الأذى فيه و إما لأنه يثقل في الآخرة في ميزان الأعمال العمل به و فهمه و قراءته و إما لأنه من عند اللَّه العظيم و قول اللَّه العزيز الحكيم و إنما أكد الأمر بما تيسر من قراءته لاغتنام الفرصة لها فإن الموانع و العوائق من التهجد و صلاة الليل و جمعية الخاطر لقراءة القرآن فيها كثيرة كالمرض و السفر للتجارة و الغزوة و غير ذلك كما نبه عليه و الإنصات هو الاستماع مع السكوت.

قال في الصحاح الإنصات السكوت و الاستماع للحديث و في القاموس نصت ينصت و أنصت و انتصت سكت و أنصته و له سكت له و استمع لحديثه.

فَإِذا قَرَأْتَ أي أردت القراءة فَاسْتَعِذْ يعني من أن يوسوس إليك و يغلطك و ينسيك و يوقعك من التأويل في الخطل و من التلاوة في الزلل‌

الوافي، ج‌9، ص: 1693

باب 252 تمثل القرآن و شفاعته لأهله‌

[1]

8956- 1 الكافي، 2/ 596/ 1/ 1 علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري «1» عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبي جعفر ع أنه قال يا سعد تعلموا القرآن فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق و الناس صفوف عشرون و مائة ألف صف ثمانون ألف صف أمة محمد ص و أربعون ألف صف من سائر الأمم فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلم فينظرون إليه ثم يقولون لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم إن هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته و صفته غير أنه كان أشد اجتهادا منا في تلاوة القرآن فمن هناك أعطي من البهاء و الجمال و النور ما لم نعطه ثم يتجاوز حتى يأتي على صف الشهداء فينظر إليه الشهداء فيقولون لا إله إلا اللَّه الرب الرحيم إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه بسمته و صفته غير


(1). سفيان «الحريرى» فيما رأيناه من نسخ الكافي بالمهملات و عندي أنّ كلمة النسبة كانت بالجيم و المثناة التحتانيّة بين الرّائين المهملتين فصحّف و أنّ الرّجل هو ابن إبراهيم بن مزيد بالزّاي بعد الميم و المثناة التحتانية قبل الدّال المهملة الأزدي الكوفيّ و ربما يضبط اسم الجدّ «مرثد» بالرّاء و الثّاء المثلثة و يقال إنّ إبراهيم هذا يكنّى أبا سفيان «عهد» غفر اللّه له.

الوافي، ج‌9، ص: 1694

أنه من شهداء البحر فمن هناك «1» أعطي من البهاء و الفضل ما لم نعطه- قال فيتجاوز حتى يأتي على صف شهداء البحر في صورة شهيد فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبهم و يقولون إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته و صفته غير أن الجزيرة التي أصيب فيها كانت أعظم هولا من الجزائر التي أصبنا فيها فمن هناك أعطي من البهاء و الجمال و النور ما لم نعطه ثم يجاوز حتى يأتي صف النبيين و المرسلين في صورة نبي مرسل فينظر النبيون و المرسلون إليه فيشتد لذلك تعجبهم و يقولون لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم إن هذا لنبي مرسل نعرفه بصفته و سمته غير أنه أعطي فضلا كثيرا- قال فيجتمعون فيأتون رسول اللَّه ص فيسألونه و يقولون يا محمد من هذا فيقول لهم أ و ما تعرفونه فيقولون ما نعرفه هذا ممن لم يغضب اللَّه عليه فيقول رسول اللَّه ص هذا حجة اللَّه على خلقه فيسلم ثم يجاوز حتى يأتي على صف الملائكة في صورة ملك مقرب فينظر إليه الملائكة فيشتد تعجبهم و يكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله و يقولون تعالى ربنا و تقدس إن هذا العبد من الملائكة نعرفه بسمته و صفته غير أنه كان أقرب الملائكة إلى اللَّه تعالى مقاما فمن هناك ألبس من النور و الجمال ما لم نلبس ثم يجاوز حتى ينتهي إلى رب العزة- فيخر تحت العرش فيناديه تعالى يا حجتي في الأرض و كلامي الصادق الناطق ارفع رأسك و سل تعط و اشفع تشفع فيرفع رأسه فيقول اللَّه تعالى كيف رأيت عبادي- فيقول يا رب منهم من صانني و حافظ علي و لم يضيع شيئا و منهم من ضيعني- و استخف بحقي و كذب بي و أنا حجتك على جميع خلقك فيقول اللَّه تعالى‌


(1). في بعض النسخ فمن هنالك في جميع المواضع «عهد».

الوافي، ج‌9، ص: 1695

و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لأثيبن عليك اليوم أحسن الثواب و لأعاقبن عليك اليوم أليم العقاب قال فيرفع القرآن رأسه في صورة أخرى قال فقلت له يا أبا جعفر في أي صورة يرجع قال يرجع في صورة رجل شاحب متغير ينكره أهل الجمع فيأتي الرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه- و يجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول ما تعرفني فينظر إليه الرجل- فيقول ما أعرفك يا عبد اللَّه قال فيرجع في صورته التي كانت في الخلق الأول فيقول ما تعرفني فيقول نعم‌فيقول القرآن أنا الذي أسهرت ليلك و أنصبت عيشك «1» و في سمعت الأذى و رجمت بالقول ألا و إن كل تاجر قد استوفى تجارته و أنا وراءك اليوم قال فينطلق به إلى رب العزة تعالى فيقول يا رب عبدك و أنت أعلم به قد كان نصبا بي مواظبا علي يعادي بسببي و يحب لي و يبغض فيقول اللَّه تعالى أدخلوا عبدي جنتي و اكسوه حلة من حلل الجنة و توجوه بتاج- فإذا فعل به ذلك عرض على القرآن فيقال له هل رضيت بما صنع بوليك- فيقول يا رب إني أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله فيقول و عزتي و جلالي و علوي و ارتفاع مكاني لأنحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له و لمن كان بمنزلته ألا إنهم شباب لا يهرمون و أصحاء لا يسقمون و أغنياء لا يفتقرون و فرحون لا يحزنون و أحياء لا يموتون ثم تلا هذه الآية لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى‌ «2»- قال قلت يا أبا جعفر و هل يتكلم القرآن فتبسم ثم قال رحم اللَّه الضعفاء من شيعتنا إنهم أهل تسليم ثم قال نعم يا سعد و الصلاة تتكلم و لها صورة و خلق تأمر و تنهى قال سعد فتغير لذلك لوني و قلت‌


(1). عينك (خ- ل).

(2). الدّخان/ 56.

الوافي، ج‌9، ص: 1696

هذا شي‌ء لا أستطيع أتكلم به في الناس فقال أبو جعفر ع و هل الناس إلا من شيعتنا فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقنا ثم قال يا سعد أسمعك كلام القرآن قال سعد فقلت بلى صلى اللَّه عليك- فقال إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ فالنهي كلام و الفحشاء و المنكر رجال و نحن ذكر اللَّه و نحن أكبر.

بيان‌

لما كان المؤمن في نيته أن يعبد اللَّه حق عبادته و يتلو كتابه حق تلاوته و يسهر ليله بقراءته و التدبر في آياته و ينصب بدنه بالقيام به في صلواته إلا أنه لا يتيسر له ذلك كما يريد و لا يأتي به كما ينبغي و بالجملة لا يوافق عمله ما في نيته بل يكون أنزل منه‌

كما ورد في الحديث نية المؤمن خير من عمله.

فالقرآن يتجلى لكل طائفة بصورة من جنسهم إلا أنه أحسن في الجمال و البهاء و هي الصورة التي لو كانوا يأتون بما في نيتهم من العمل بالقرآن و زيادة الاجتهاد في الإتيان بمقتضاه لكان لهم تلك الصورة و إنما لا يعرفونه كما ينبغي لأنهم لم يأتوا بذلك كما ينبغي و لم يعملوا بما هو به حري و إنما يعرفونه بنعته و وصفه لأنهم كانوا يتلونه في آناء الليل و أطراف النهار و يقرءونه في الإعلان و الأسرار و إنما وصفوا اللَّه بالحلم و الكرم و الرحمة حين رؤيتهم له لما رأوا في أنفسهم في جنبه من النقص و القصور الناشيين من تقصيرهم في العبادة الذي يرجون له من اللَّه العفو و الكرم و الرحمة و إنما كان حجة اللَّه على خلقه لأنه أتى لهم بما يجب عليهم الائتمار له من الخير و الانتهاء عنه من الشر.

و أما قوله فمنهم من صانني و حافظ علي و لم يضيع شيئا فمعناه أنه قد أتى بما كان في وسعه من الإتيان به في حقي و مع ذلك كان في نيته أن يأتي بأحسن منه و بما ينبغي و إن لم يتيسر له و إنما يشفع لمن عمل به و إن كان مقصرا لما كان في‌

الوافي، ج‌9، ص: 1697

نيته من العمل بمقتضاه كما هو و لعل رجوعه في صورة الرجل الشاحب المتغير المنكر لسماعة الوعيد الشديد و هو و إن كان لمستحقيه إلا أنه لا يخلو من تأثير لمن يطلع عليه و الشحوب تغير الجسم فالمتغير بيان للشاحب و الرجم بالجيم الشتم و العيب و القذف و تكلم القرآن عبارة عن إلقائه إلى السمع ما يفهم منه المعنى و هذا هو معنى حقيقة الكلام لا يشترط فيه أن يصدر من لسان لحمي و كذا تكلم الصلاة فإن من أتى بالصلاة بحقها و حقيقتها نهته الصلاة عن متابعة أعداء الدين و غاصبي حقوق الأئمة الراشدين و الأوصياء المعصومين الذين من عرفهم عرف اللَّه و من ذكرهم ذكر اللَّه‌

[2]

8957- 2 الكافي، 2/ 601/ 11/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر «1» ع قال يجي‌ء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة فيمر بالمسلمين فيقولون هذا رجل منا فيجاوزهم إلى النبيين فيقولون هو منا فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين فيقولون هو منا حتى ينتهي إلى رب العزة جل و عز- فيقول يا رب فلان بن فلان أظمأت هواجره و أسهرت ليله في دار الدنيا- و فلان بن فلان لم أظمأ هواجره و لم أسهر ليله فيقول تعالى أدخلهم الجنة على منازلهم فيقوم فيتبعونه فيقول للمؤمن اقرأ و ارقه «2» قال فيقرأ و يرقأ حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.

[3]

8958- 3 الكافي، 2/ 602/ 12/ 1 علي عن أبيه و العدة عن أحمد و سهل‌


(1). في الكافي المطبوع أبي عبد اللّه مكان أبي جعفر عليهما السلام و لكن في المخطوطين من الكافي و المرآة أبي جعفر عليه السّلام.

(2). الهاء للوقف.

الوافي، ج‌9، ص: 1698

جميعا عن السراد عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال قال أبو عبد اللَّه ع إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة ديوان فيه النعم- و ديوان فيه الحسنات و ديوان فيه السيئات فيقابل ديوان النعم و ديوان الحسنات فتستغرق النعم عامة الحسنات و يبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول يا رب أنا القرآن و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي و يطيل ليله بترتيلي و تفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضاني قال فيقول العزيز الجبار عبدي ابسط يمينك فيملأها من رضوان اللَّه العزيز الجبار- و يملأ شماله من رحمة اللَّه ثم يقال هذه الجنة مباحة لك فاقرأ و اصعد فإذا قرأ آية صعد درجة.

[4]

8959- 4 الكافي، 2/ 602/ 14/ 1 الثلاثة عن إبراهيم بن عبد الحميد عن إسحاق بن غالب قال قال أبو عبد اللَّه ع إذا جمع اللَّه تعالى الأولين و الآخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم يروا قط أحسن صورة منه فإذا نظر إليه المؤمنون و هو القرآن قالوا هذا منا هذا أحسن شي‌ء رأينا- قال فإذا انتهى إليهم جازهم ثم ينظر إليه الشهداء حتى إذا انتهى إلى آخرهم جازهم فيقولون هذا القرآن فيجوزهم كلهم حتى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولون هذا القرآن فيجوزهم حتى ينتهي إلى الملائكة فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ثم ينتهي حتى يقف عن يمين العرش فيقول الجبار و عزتي و جلالي و ارتفاع مكاني لأكرمن اليوم من أكرمك و لأهينن اليوم من أهانك.

[5]

8960- 5 الكافي، 2/ 603/ 3/ 1 العدة عن أحمد و سهل جميعا عن السراد

الوافي، ج‌9، ص: 1699

عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللَّه ع قال قال رسول اللَّه ص تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له أنا القرآن الذي كنت أسهرت ليلك و أظمأت هواجرك و أجففت ريقك و أسلت دمعتك و أئول معك حيث ما ألت و كل تاجر من وراء تجارته و أنا لك اليوم من وراء تجارة كل تاجر و ستأتيك كرامة اللَّه «1» فأبشر قال فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه و يعطى الأمان بيمينه و الخلد في الجنان بيساره و يكسى حلتين ثم يقال له اقرأ و ارق فكلما قرأ آية صعد درجة و يكسى أبواه حلتين إن كانا مؤمنين ثم يقال لهما هذا لما علمتماه القرآن.

[6]

8961- 6 الكافي، 2/ 603/ 4/ 1 السراد عن مالك بن عطية عن منهال القصاب عن أبي عبد اللَّه ع قال من قرأ القرآن و هو شاب مؤمن- اختلط القرآن بلحمه و دمه و جعله اللَّه تعالى مع السفرة الكرام البررة و كان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة يقول يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاياك- قال فيكسوه اللَّه العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة و يوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له هل أرضيناك فيه فيقول القرآن يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الأمن بيمينه و الخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له اقرأ و اصعد درجة ثم يقال له هل بلغنا به و أرضيناك فيه فيقول نعم قال و من قرأه كثيرا أو تعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه اللَّه تعالى أجر هذا مرتين.


(1). (كرامة من اللّه- خ) في المخطوطين من الكافي كرامة اللّه مثل ما في المتن و في المطبوع جعل من اللّه على نسخة.

الوافي، ج‌9، ص: 1701

باب 253 التمسك بالقرآن و العمل به‌

[1]

8962- 1 الكافي، 2/ 598/ 2/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللَّه ع عن آبائه ع قال قال رسول اللَّه ص أيها الناس إنكم في دار هدنة و أنتم على ظهر سفر و السير بكم سريع و قد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر يبليان كل جديد و يقربان كل بعيد- و يأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز- قال فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول اللَّه و ما دار الهدنة فقال دار بلاغ و انقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع و ماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلفه ساقه إلى النار و هو الدليل يدل على خير سبيل و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل و هو الفصل ليس بالهزل و له ظهر و بطن فظاهره حكم و باطنه علم ظاهره أنيق و باطنه عميق له تخوم و على تخومه تخوم- لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة و دليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره و ليبلغ الصفة نظره ينج من عطب و يخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص و قلة التربص.

الوافي، ج‌9، ص: 1702

بيان‌

ماحل أي يمحل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه أعني يسعى به إلى اللَّه تعالى و قيل معناه خصم مجادل و الأنيق الحسن المعجب و التخوم بالمثناة الفوقانية و المعجمة جمع تخم بالفتح و هو منتهى الشي‌ء و في بعض النسخ بالنون و الجيم لمن عرف الصفة أي صفة التعرف و كيفية الاستنباط و العطب الهلاك و النشب الوقوع فيما لا مخلص منه و قد مضى شرح هذه الكلمات في باب العقل من الجزء الأول من هذا الكتاب‌

[2]

8963- 2 الكافي، 2/ 600/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن أحمد عن طلحة بن زيد عن أبي عبد اللَّه ع قال إن هذا القرآن فيه منار الهدى و مصابيح الدجى فليجل جال بصره و يفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

[3]

8964- 3 الكافي، 2/ 600/ 6/ 1 علي عن العبيدي عن يونس عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللَّه ع كان في وصية أمير المؤمنين ع أصحابه اعلموا أن القرآن هدى النهار و نور الليل المظلم على ما كان من جهد و فاقة.

بيان‌

يعني يهدي بالنهار إلى طريق الحق و سبيل الخير بتعليمه و تبيان أحكامه و مواعظه و ينور بالليل المظلم قلب المتهجد التالي له في قيامه بالصلاة بأنواره و أغواره و إسراره على ما كان عليه المهتدي به و المتنور من المشقة و الفقر فإنهما

الوافي، ج‌9، ص: 1703

لا يمنعانه من ذلك بل يزيدانه رغبة فيما هنالك‌

[4]

8965- 4 الكافي، 2/ 600/ 7/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللَّه عن آبائه ع قال شكا رجل إلى النبي ص وجعا في صدره فقال ص استشف بالقرآن فإن اللَّه عز و جل يقول وَ شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ «1».

[5]

8966- 5 الكافي، 2/ 600/ 8/ 1 القمي عن بعض أصحابه عن الخشاب رفعه قال قال أبو عبد اللَّه ع لا و اللَّه لا يرجع الأمر و الخلافة إلى آل أبي بكر و عمر أبدا و لا إلى بني أمية أبدا و لا في ولد طلحة و الزبير أبدا و ذلك أنهم نبذوا القرآن و أبطلوا السنن و عطلوا الأحكام و قال رسول اللَّه ص القرآن هدى من الضلالة و تبيان من العمى و استقالة من العثرة و نور من الظلمة و ضياء من الأجداث «2» و عصمة من الهلكة و رشد من الغواية و بيان من الفتن و بلاغ من الدنيا إلى الآخرة و فيه كمال دينكم و ما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار.

[6]

8967- 6 الكافي، 2/ 601/ 9/ 1 حميد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول إن القرآن زاجر و آمر يأمر بالجنة و يزجر عن النار.

[7]

8968- 7 الكافي، 2/ 600/ 4/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن‌


(1). يونس/ 57.

(2). الجدث: القبر.

الوافي، ج‌9، ص: 1704

سنان عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر ع قال رسول اللَّه ص أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة- و كتابه و أهل بيتي ثم أمتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب اللَّه و أهل بيتي.

[8]

8969- 8 الكافي، 2/ 606/ 9/ 1 القميان عن التميمي عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللَّه ص يا معاشر قراء القرآن اتقوا اللَّه تعالى فيما حملكم من كتابه فإني مسئول و إنكم مسئولون إني مسئول عن تبليغ الرسالة و أما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب اللَّه و سنتي.

[9]

8970- 9 الفقيه، 2/ 626/ 3215 قال أمير المؤمنين ع في وصاياه لابنه محمد بن الحنفية رضي اللَّه عنه و عليك بتلاوة القرآن و العمل به و لزوم فرائضه و شرائعه و حلاله و حرامه و أمره و نهيه.

و التهجد به و تلاوته في ليلك و نهارك فإنه عهد من اللَّه تعالى إلى خلقه فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده و لو خمسين آية و اعلم أن درجات الجنة على قدر آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن اقرأ و ارق «1» فلا يكون في الجنة بعد النبيين و الصديقين أرفع درجة منه.


(1). في الكافي المخطوط «م» و أرقه. و الهاء للسّكت.

الوافي، ج‌9، ص: 1705

باب 254 فضل حامل القرآن‌

[1]

8971- 1 الكافي، 2/ 603/ 1/ 1 علي عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي عن الجعفري عن السكوني عن أبي عبد اللَّه ع قال قال رسول اللَّه ص إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين و المرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم- فإن لهم من اللَّه العزيز الجبار لمكانا عليا.

بيان‌

لعل المراد بأهل القرآن و حافظه و حامله من يتعلمه و يقرؤه آناء الليل و أطراف النهار إما من ظهر الغيب أو في المصحف في الصلاة أو غيرها مع فهم ظواهره و العمل بمقتضاها أما فهم معانيه الباطنة فلعله ليس بشرط في الأهلية و الحفظ و الحمل أما اشتراط فهم الظواهر و العمل بمقتضاها فإنما يستفاد من بعض الأخبار الآتية

[2]

8972- 2 الكافي، 2/ 603/ 2/ 1 العدة عن أحمد و سهل عن السراد عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللَّه ع قال‌

الوافي، ج‌9، ص: 1706

الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.

[3]

8973- 3 الكافي، 2/ 604/ 5/ 1 القمي عن الكوفي و حميد بن زياد عن الخشاب جميعا عن ابن بقاح عن معاذ بن ثابت عن عمرو بن جميع عن أبي عبد اللَّه ع قال قال رسول اللَّه ص إن أحق الناس بالتخشع في السر و العلانية لحامل القرآن و إن أحق الناس في السر و العلانية بالصلاة و الصوم لحامل القرآن ثم نادى بأعلى صوته يا حامل القرآن تواضع به يرفعك اللَّه و لا تعزز به فيذلك اللَّه يا حامل القرآن تزين به لله يزينك اللَّه به و لا تزين به للناس فيشينك اللَّه به- من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه و لكنه لا يوحى إليه و من جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه و لا يغضب فيمن يغضب عليه- و لا يحد فيمن يحد و لكنه يعفو و يصفح و يغفر و يحلم لتعظيم القرآن و من أوتي القرآن فظن أن أحدا من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر اللَّه و حقر ما عظم اللَّه.

بيان‌

في هذا الخبر دلالة على اعتبار الفهم في حامل القرآن قوله من ختم القرآن يعني بتفهم و تدبر و من جمع القرآن يعني حفظه بتمامه فنوله لا يجهل أي حقه و ما ينبغي له أن لا يجهل أي لا يطيش و لا يشتم و لا يحد من الحدة

[4]

8974- 4 الكافي، 2/ 627/ 1/ 1 العدة عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن عبيس بن هشام عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال قراء القرآن ثلاثة رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة و استدر به الملوك‌

الوافي، ج‌9، ص: 1707

و استطال به على الناس و رجل قرأ القرآن فحفظ حروفه و ضيع حدوده- و أقامه إقامة القدح فلا كثر اللَّه هؤلاء من حملة القرآن و رجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله و أظمأ به نهاره- و قام به في مساجده و تجافى به عن فراشه فبأولئك يدفع اللَّه العزيز الجبار البلاء و بأولئك يديل اللَّه تعالى من الأعداء و بأولئك ينزل اللَّه الغيث من السماء فو الله لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر.

بيان‌

فاتخذه بضاعة يعني لتحصيل الدنيا و أقامه إقامة القدح يعني نبذه وراء ظهره فإن الراكب يعلق قدحه من خلفه كما مر بيانه في باب الصلاة على النبي ص‌

[5]

8975- 5 الكافي، 2/ 604/ 6/ 1 القمي عن الكوفي عن عبيس بن هشام عن صالح القماط عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللَّه ع قال الناس أربعة فقلت جعلت فداك و ما هم فقال رجل أوتي الإيمان و لم يؤت القرآن و رجل أوتي القرآن و لم يؤت الإيمان و رجل أوتي القرآن و أوتي الإيمان و رجل لم يؤت القرآن و لم يؤت الإيمان قال فقلت جعلت فداك فسر لي حالهم قال أما الذي أوتى الإيمان و لم يؤت القرآن فمثله كمثل التمرة طعمها حلو و لا ريح لها و أما الذي أوتي القرآن و لم يؤت الإيمان فمثله كمثل الآس ريحها طيب و طعمها مر و أما الذي أوتي القرآن و الإيمان فمثله كمثل الأترجة ريحها طيب و طعمها طيب و أما الذي لم يؤت الإيمان و لا القرآن فمثله كمثل الحنظلة طعمها مر و لا ريح لها.

الوافي، ج‌9، ص: 1708

[6]

8976- 6 الكافي، 2/ 605/ 7/ 1 علي عن أبيه و القاساني جميعا عن الجوهري عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن الزهري «1» قال قلت لعلي بن الحسين ع أي الأعمال أفضل قال الحال المرتحل قلت و ما الحال المرتحل قال فتح القرآن و ختمه كلما جاء بأوله ارتحل في آخره و قال قال رسول اللَّه ص من أعطاه اللَّه القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد صغر عظيما و عظم صغيرا.

بيان‌

جاء بأوله كأنه كان حل بأوله فصحف‌

[7]

8977- 7 الكافي، 2/ 602/ 13/ 1 بهذا الإسناد عن الزهري قال قال علي بن الحسين ع لو مات من بين المشرق و المغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي و كان ع إذا قرأ ملك [مالِكِ‌] يَوْمِ الدِّينِ يكررها حتى يكاد أن يموت.

[8]

8978- 8 الكافي، 2/ 605/ 8/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن عيسى عن سليمان بن رشيد عن أبيه عن ابن عمار قال قال أبو عبد اللَّه ع من قرأ القرآن فهو الغني و لا فقر بعده و إلا ما به غنى.


(1). الزهري اسمه محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن شهاب بن زهرة بن كلاب القرشيّ مدنى تابعي «عهد». و هو المذكور بعنوان: الزهري محمّد بن مسلم بن شهاب في ج 2 ص 445 جامع الرواة و قد أشار إلى هذا الحديث عنه «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1709

بيان‌

و ذلك لأن في القرآن من المواعظ ما إذا اتعظ به استغنى عن غير اللَّه في كل ما يحتاج إليه و إن لم يستغن بالقرآن فيما يغنيه شي‌ء و هذا أحد معاني قوله ص من لم يتغن بالقرآن فليس منا

[9]

8979- 9 الكافي، 2/ 606/ 11/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللَّه ع قال قال رسول اللَّه ص حملة القرآن عرفاء أهل الجنة- و المجتهدون قواد أهل الجنة و الرسل سادة أهل الجنة.

بيان‌

أريد بالمجتهدين الذين يتعبون أنفسهم في عبادة اللَّه و طاعته و إنما كانوا قوادا لأن الناس يقتدون بهم فيتبعونهم و يحشرون معهم‌

الوافي، ج‌9، ص: 1711

باب 255 تعلم القرآن و مزاولته‌

[1]

8980- 1 الكافي، 2/ 607/ 3/ 1 علي عن أبيه عن أحمد عن سليم الفراء عن رجل عن أبي عبد اللَّه ع قال ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو أن يكون في تعلمه «1».

[2]

8981- 2 الكافي، 2/ 606/ 10/ 1 علي عن أبيه عن الجوهري عن المنقري عن حفص بن غياث قال سمعت موسى بن جعفر ع يقول لرجل أ تحب البقاء في الدنيا فقال نعم فقال و لم قال لقراءة قل هو اللَّه أحد فسكت عنه فقال لي بعد ساعة يا حفص من مات من أوليائنا و شيعتنا و لم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع اللَّه به من درجته- فإن درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن يقال له اقرأ و ارق فيقرأ ثم يرقى قال حفص ما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر ع و لا أرجى الناس منه و كانت قراءته حزنا فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنسانا.


(1). في المخطوطين و المطبوع من الكافي او أن يكون في تعليمه.

الوافي، ج‌9، ص: 1712

[3]

8982- 3 الكافي، 2/ 606/ 1/ 1 العدة عن أحمد و سهل جميعا عن السراد عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعته يقول إن الذي يعالج القرآن و يحفظه بمشقة منه و قلة تحفظ له أجران.

بيان‌

المعالجة المزاولة

[4]

8983- 4 الكافي، 2/ 606/ 2/ 1 الثلاثة عن بزرج عن الصباح بن سيابة قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول من شدد عليه في القرآن كان له أجران و من يسر عليه كان مع الأولين.

[5]

8984- 5 الكافي، 2/ 619/ 1/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللَّه ع قال قال النبي ص إن الرجل الأعجمي من أمتي ليقرأ القرآن بعجمته فترفعه الملائكة على عربيته.

الوافي، ج‌9، ص: 1713

باب 256 من حفظ القرآن ثم نسيه‌

[1]

8985- 1 الكافي، 2/ 607/ 1/ 1 العدة عن أحمد و القميان عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن يعقوب الأحمر قال قلت لأبي عبد اللَّه ع جعلت فداك إني كنت قرأت القرآن فتفلت مني فادع اللَّه تعالى أن يعلمنيه قال فكأنه فزع لذلك فقال علمك اللَّه و إيانا جميعا- قال و نحن نحو من عشرة ثم قال السورة تكون مع الرجل قد قرأها ثم تركها فتأتيه يوم القيامة في أحسن صورة فتسلم عليه فيقول من أنت- فتقول أنا سورة كذا و كذا فلو أنك تمسكت بي و أخذت بي لأنزلتك هذه الدرجة فعليكم بالقرآن ثم قال إن من الناس من يقرأ القرآن ليقال فلان قارئ و منهم من يقرأ القرآن ليطلب به الدنيا و لا خير في ذلك- و منهم من يقرأ القرآن لينتفع به في صلاته و ليله و نهاره.

[2]

8986- 2 الكافي، 2/ 607/ 2/ 1 الثلاثة عن أبي المغراء عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللَّه ع من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة و درجة رفيعة في الجنة فإذا رآها قال ما أنت ما أحسنك ليتك لي فتقول أ ما تعرفني أنا سورة كذا و كذا و لو لم تنسني لرفعتك إلى 1714 هذا.

الوافي، ج‌9، ص: 1714

[3]

8987- 3 الكافي، 2/ 608/ 3/ 1 ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن يعقوب الأحمر قال قلت لأبي عبد اللَّه ع إن علي دينا كثيرا- و قد دخلني ما كاد القرآن أن يتفلت مني فقال أبو عبد اللَّه ع القرآن القرآن إن الآية من القرآن و السورة لتجي‌ء يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة يعني في الجنة فتقول لو حفظتني لبلغت بك هاهنا.

[4]

8988- 4 الكافي، 2/ 608/ 4/ 1 حميد عن ابن سماعة و العدة عن أحمد جميعا عن محسن بن أحمد عن أبان عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللَّه ع يقول إن الرجل إذا كان تعلم السورة ثم نسيها أو تركها و دخل الجنة أشرفت عليه من فوق في أحسن صورة فتقول تعرفني فيقول لا فتقول أنا سورة كذا و كذا لم تعمل بي و تركتني أما و اللَّه لو عملت بي لبلغت بك هذه الدرجة و أشارت بيدها إلى فوقها.

[5]

8989- 5 الكافي، 2/ 608/ 6/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن يعقوب الأحمر قال قلت لأبي عبد اللَّه ع جعلت فداك إنه أصابتني هموم و أشياء لم يبق شي‌ء من الخير إلا و قد تفلت مني منه طائفة- حتى القرآن لقد تفلت مني طائفة منه قال ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ثم قال إن الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة- حتى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات فيقول السلام عليك- فيقول و عليك السلام من أنت فتقول أنا سورة كذا و كذا ضيعتني و تركتني أما لو تمسكت بي لبلغت بك هذه الدرجة

الوافي، ج‌9، ص: 1715

ثم أشار بإصبعه ثم قال عليكم بالقرآن فتعلموه فإن من الناس من يتعلم القرآن ليقال فلان قارئ و منهم من يتعلمه ليطلب به الصوت- ليقال فلان حسن الصوت و ليس في ذلك خير و منهم من يتعلمه فيقوم به في ليله و نهاره و لا يبالي من علم ذلك و من لم يعلمه.

[6]

8990- 6 الكافي، 2/ 633/ 24/ 1 علي عن أبيه عن صفوان عن سعيد بن عبد اللَّه الأعرج قال سألت أبا عبد اللَّه ع عن الرجل يقرأ القرآن ثم ينساه ثم يقرأ ثم ينساه أ عليه فيه حرج قال لا.

[7]

8991- 7 الكافي، 2/ 608/ 5/ 1 القمي عن الكوفي عن العباس بن عامر عن حجاج الخشاب عن أبي كهمس «1» الهيثم بن عبيد قال سألت أبا عبد اللَّه ع عن رجل قرأ القرآن ثم نسيه فرددت عليه ثلاثا أ عليه فيه حرج قال لا.

بيان‌

أريد بنفي الحرج عدم ترتب العقاب عليه فلا ينافي الحرمان به عن الدرجة الرفيعة في الجنة على أن النسيان قسمان فنسيان لا سبيل معه إلى القراءة إلا بتعلم‌


(1). أبو كهمس اثبته بعضهم الهيثم بن عبد اللّه و احتمال التّعدّد منتف و الرجل هو الكوفيّ الشيباني، ثمّ ما ذكره ابن داود نقلا عن النجاشيّ من كونه ممّن لم يرو عن الأئمة سهو نشأ من النسيان او قلّة الدّراية كما تصرّح بخلافه هذه الرواية «عهد».

و أورده جامع الرّواة في باب الكنى ج 2 ص 412 و قال: أبو كهمس كنية لهيثم بن عبد اللّه و القاسم بن عبيد و هيثم بن عبيد الشيباني ثمّ اخذ في ذكر رواياته إلى ان قال: الحجّاج الخشّاب عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد في نسخة و اخرى القاسم بن عبيد عن أبي عبد اللّه عليه السلام في باب من حفظ القرآن، ثمّ نسيه.

انتهى و لا يبعد أن لا يكون الرّجل متعدّدا كما ذهب إليه علم الهدى رحمه اللّه «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1716

جديد و نسيان لا يقدر معه على القراءة عن ظهر القلب و إن أمكنه القراءة في المصحف فيحتمل أن يكون الأخير مما لا حرج فيه دون الأول إلا أن يتركه صاحب الأخير فيكون حكمه حكم الأول كما وقع التصريح به في الأخبار السابقة

الوافي، ج‌9، ص: 1717

باب 257 الدعاء لحفظ القرآن‌

[1]

8992- 1 الكافي، 2/ 577/ 2/ 1 علي عن أبيه عن حماد بن عيسى رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال قال رسول اللَّه ص أعلمك دعاء لا تنسى القرآن قل اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني و ارحمني من تكلف ما لا يعنيني و ارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني و ألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني و ارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني اللهم نور بكتابك بصري و اشرح به صدري- و فرج به قلبي و أطلق به لساني و استعمل به بدني و قوني على ذلك- و أعني عليه إنه لا معين عليه إلا أنت لا إله إلا أنت قال و رواه بعض أصحابنا عن وليد بن صبيح عن حفص الأعور عن أبي عبد اللَّه ع.

[2]

8993- 2 الكافي، 2/ 576/ 1/ 1 العدة عن البرقي عمن ذكره عن عبد اللَّه بن سنان عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللَّه ع قال تقول اللهم إني أسألك و لم يسأل العباد مثلك أسألك بحق نبيك و رسولك و إبراهيم خليلك و صفيك و موسى كليمك و نجيك و عيسى‌

الوافي، ج‌9، ص: 1718

كلمتك و روحك و أسألك بصحف إبراهيم و توراة موسى و زبور داود و إنجيل عيسى و قرآن محمد ص و بكل وحي أوحيته و قضاء أمضيته و حق قضيته و غني أغنيته و ضال هديته و سائل أعطيته و أسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم- و باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار و باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت و دعمت به السماوات فاستقلت و وضعته على الجبال فرست و باسمك الذي ثبتت «1» به الأرزاق و أسألك باسمك الذي تحيي به الموتى و أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك- أسألك أن تصلي على محمد آل محمد و أن ترزقني حفظ القرآن و أصناف العلم و أن تثبتها في قلبي و سمعي و بصري و أن تخالط بها لحمي و دمي و عظامي و مخي و تستعمل بها ليلي و نهاري برحمتك و قدرتك فإنه لا حول و لا قوة إلا بك يا حي يا قيوم.

[3]

8994- 3 الكافي، 2/ 576/ 1/ 1 قال و في حديث آخر زيادة و أسألك باسمك الذي دعاك به عبادك الذي استجبت لهم و أنبياؤك فغفرت لهم و رحمتهم و أسألك بكل اسم أنزلته في كتبك و باسمك الذي استقر به عرشك و باسمك الواحد الأحد الفرد الوتر المتعال الذي يملأ الأركان كلها الطاهر الطهر المبارك المقدس الحي القيوم نور السماوات و الأرض- الرحمن الرحيم الكبير المتعال و كتابك المنزل بالحق و كلماتك التامات- و نورك التام و بعظمتك و أركانك.


(1). ثبتت كذا في النسخ الّتي عندنا. بتقديم المثلثة على الموحّدة و ربما يوجد في بعضها على المضارعة بالمثنّاة الفوقانيّة أوّلا ثمّ المثلّثة ثمّ الموحّدة و الأصوب- بثثت- بالموحّدة أوّلا و بعدها مثلّثتان من البثّ بمعنى النّشر و التّفريق يقال: بثثتك سرّي إذا نشرته له «عهد».

الوافي، ج‌9، ص: 1719

[4]

8995- 4 الكافي، 2/ 577/ 1/ 1 و قال في حديث آخر قال رسول اللَّه ص من أراد أن يوعيه اللَّه القرآن و العلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ماذي ثم يغسله بماء المطر قبل أن يمس الأرض- و يشربه ثلاثة أيام على الريق فإنه يحفظ ذلك إن شاء اللَّه.

بيان‌

الماذي الأبيض من العسل‌

الوافي، ج‌9، ص: 1721

باب 258 الدعاء عند قراءة القرآن‌

[1]

8996- 1 الكافي، 2/ 573/ 1/ 1 قال و كان أبو عبد اللَّه ع يدعو عند قراءة كتاب اللَّه تعالى اللهم ربنا لك الحمد أنت المتوحد بالقدرة و السلطان المبين و لك الحمد أنت المتعال بالعز و الكبرياء و فوق السماوات و العرش العظيم ربنا و لك الحمد أنت المكتفي بعلمك و المحتاج إليك كل ذي علم عليم ربنا و لك الحمد يا منزل الآيات و الذكر الحكيم- ربنا و لك الحمد بما علمتنا من الحكمة و القرآن العظيم المبين اللهم أنت علمتناه قبل رغبتنا في تعلمه و اختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه اللهم فإذا كان ذلك منا منك و فضلا و جودا و لطفا بنا و رحمة لنا و امتنانا علينا من غير حولنا و لا حيلتنا و لا قوتنا اللهم فهب لنا حسن تلاوته و حفظ آياته و إيمانا بمتشابهه و عملا بمحكمه و سببا في تأويله و هدي في تدبيره و بصيرة بنوره- اللهم و كما أنزلته شفاء لأوليائك و شقاء على أعدائك و عمى على أهل معصيتك و نورا لأهل طاعتك اللهم فاجعله لنا حصنا من عذابك و حرزا من غضبك و حاجزا عن معصيتك و عصمة من سخطك و دليلا على طاعتك- و نورا يوم نلقاك نستضي‌ء به في خلقك و نجوز به صراطك و نهتدي به إلى جنتك اللهم إنا نعوذ بك من الشقوة في حمله و العمى عن علمه و الجور في‌

الوافي، ج‌9، ص: 1722

حكمه و الغلو عن قصده و التقصير دون حقه اللهم احمل عنا ثقله و أوجب لنا أجره و أوزعنا شكره و اجعلنا نعيه [نراعيه‌] و نحفظه اللهم اجعلنا نتبع حلاله و نجتنب حرامه و نقيم حدوده و نؤدي فرائضه اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته و نشاطا في قيامه و وجلا في ترتيله و قوة في استعماله في آناء الليل و النهار- اللهم و اسقنا «1» من النوم باليسير و أيقظنا في ساعة الليل من رقاد الراقدين- و أنبهنا عند الأحايين التي يستجاب فيها الدعاء من سنة الوسنانين اللهم اجعل لقلوبنا ذكاء عند عجائبه التي لا تنقضي و لذاذة عند ترديده و عبرة عند ترجيعه و نفعا بينا عند استفهامه اللهم إنا نعوذ بك من تخلفه في قلوبنا و توسده عند رقادنا و نبذه وراء ظهورنا و نعوذ بك من قساوة قلوبنا لما به وعظتنا اللهم انفعنا بما صرفت فيه من الآيات و ذكرنا بما ضربت فيه من المثلات و كفر عنا بتأويله السيئات و ضاعف لنا به جزاء من [في‌] الحسنات و ارفعنا به ثوابا في الدرجات و لقنا به البشرى بعد الممات اللهم اجعله لنا زادا تقوينا به في الموقف بين يديك و طريقا واضحا نسلك به إليك و علما نافعا نشكر به نعماءك و تخشعا صادقا نسبح به أسماءك- اللهم فإنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا و اصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل و دليلا يهدينا لصالح العمل و عونا و هاديا يقومنا من الميل و عونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الأمل اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء و سلاحا يوم الارتقاء و حجيجا يوم القضاء و نورا يوم الظلماء و ريا يوم الظمإ يوم لا


(1). في طائفة من النّسخ «و اشفنا» بالشين المعجمة و الفاء و لعلّ ما اثبته الوالد من اهمال السين و القاف هو الصواب «عهد».

الوافي، ج‌9، ص: 1723

أرض و لا سماء يوم يجزى كل ساع بما سعى اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمإ و نورا يوم الجزاء من نار حامية قليلة البقيا على من بها اصطلى و بحرها تلظى اللهم اجعله لنا برهانا على رءوس الملإ يوم يجمع فيه أهل الأرض و أهل السماء- اللهم ارزقنا منازل الشهداء و عيش السعداء و مرافقة الأنبياء إنك سميع الدعاء.

بيان‌

و نشاطا في قيامه أي في القيام بتلاوته أو في القيام به للصلاة و اسقنا من النوم باليسير شبه السهر بالعطش و النوم بالماء فأستعير له السقي ثم ضمن السقي معنى الإقناع و الإرضاء فعدي بالباء و توسده عند رقادنا أي من أن ننام عنه بالليل غير متهجدين به بأن يكون متوسدا معنا أو من أن نمتهنه و نطرحه عند منامنا غير مبجلين له.

قال ابن الأثير في نهايته ذكر عنده شريح الحضرمي فقال ذاك رجل لا يتوسد القرآن يحتمل أن يكون مدحا و ذما فالمدح معناه أنه لا ينام الليل عن القرآن و لم يتهجد به فيكون القرآن متوسدا معه بل هو يداوم على قراءته و الذم معناه لا يحفظ من القرآن شيئا و لا يديم قراءته فإذا نام لم يتوسد معه القرآن و أراد بالتوسد النوم و من الأول الحديث لا توسدوا القرآن و اتلوه حق تلاوته و الحديث الآخر من قرأ ثلاث آيات في كل ليلة لم يكن متوسدا للقرآن.

و من الثاني حديث أبي الدرداء قال له رجل إني أريد أن أطلب العلم و أخشى أن أضيعه فقال لأن تتوسد العلم خير من أن تتوسد الجهل و قال في القاموس قوله في شريح الحضرمي ذاك رجل لا يتوسد القرآن يحتمل كونه مدحا أي لا يمتهنه و لا يطرح بل يبجله و يعظمه و ذما أي لا يكب على تلاوته إكباب‌

الوافي، ج‌9، ص: 1724

النائم على وساده و من الأول‌

قوله ص لا توسدوا القرآن.

و من الثاني و ذكر حديث أبي الدرداء و البقيا اسم من أبقاه و بقاه‌

الوافي، ج‌9، ص: 1725

باب 259 قراءة القرآن و ثوابها

[1]

8997- 1 الكافي، 2/ 609/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن أبي عبد اللَّه ع قال القرآن عهد اللَّه إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده و أن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية.

[2]

8998- 2 التهذيب، 2/ 138/ 305/ 1 محمد بن أحمد عن معاوية بن حكيم عن معمر بن خلاد عن الرضا ع قال سمعته يقول ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.

[3]

8999- 3 الكافي، 2/ 609/ 2/ 1 علي عن أبيه و القاساني عن الجوهري عن المنقري عن حفص بن غياث عن الزهري «1» قال سمعت علي بن الحسين ع يقول آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها.

[4]

9000- 4 الكافي، 2/ 632/ 19/ 1 الاثنان عن الوشاء عن أبان عن ميمون‌


(1). مرّ التحقيق في الزّهري ذيل رقم المتسلسل 8978 فراجع.

الوافي، ج‌9، ص: 1726

القداح قال قال لي أبو جعفر ع اقرأ قلت من أي شي‌ء أقرأ- قال من السورة التاسعة قال فجعلت ألتمسها فقال اقرأ من سورة يونس قال فقرأت لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‌ وَ زِيادَةٌ وَ لا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَ لا ذِلَّةٌ «1» قال حسبك قال قال رسول اللَّه ص إني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.

بيان‌

لعله ع عد الأنفال و البراءة واحدة كما هو المشهور من عدهما واحدة من السبع الطول «2» لنزولهما جميعا في المغازي و تسميتهما بالقرينتين و ارتفاع البسملة من البين‌

[5]

9001- 5 الكافي، 2/ 611/ 1/ 1 العدة عن أحمد و سهل و علي عن أبيه جميعا عن السراد عن عبد اللَّه بن سنان عن معاذ بن مسلم عن عبد اللَّه بن سليمان عن أبي جعفر ع قال من قرأ القرآن قائما في صلاته- كتب اللَّه له بكل حرف مائة حسنة و من قرأه في صلاته جالسا كتب اللَّه له بكل حرف خمسين حسنة و من قرأه في غير صلاة كتب له بكل حرف عشر حسنات قال السراد و قد سمعته من معاذ على نحو ما رواه ابن سنان.

[6]

9002- 6 الكافي، 2/ 611/ 2/ 1 السراد عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد اللَّه ع قال ما يمنع التاجر منكم‌


(1). يونس/ 26.

(2). كذا في الأصل على زنة صرد و سيجي‌ء عن المصنّف ذيل رقم المتسلسل 9083 في البيان «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1727

المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فيكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات و يمحى عنه عشر سيئات.

[7]

9003- 7 الكافي، 2/ 611/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى عن علي بن الحكم أو غيره عن سيف بن عميرة عن رجل عن جابر عن مسافر عن بشر «1» بن غالب الأسدي عن الحسين بن علي ع قال من قرأ آية من كتاب اللَّه تعالى في صلاته قائما يكتب له بكل حرف مائة حسنة- فإن قرأها في غير صلاة كتب اللَّه له بكل حرف عشر حسنات و إن استمع القرآن كتب اللَّه له بكل حرف حسنة و إن ختم القرآن ليلا صلت عليه الملائكة حتى يصبح و إن ختمه نهارا صلت عليه الحفظة حتى يمسي و كانت له دعوة مجابة و كان خيرا له مما بين السماء و الأرض- قلت هذا لمن قرأ القرآن فمن لم يقرأه قال يا أخا بني أسد إن اللَّه جواد ماجد كريم إذا قرأ ما معه أعطاه اللَّه ذلك.

بيان‌

لعل المراد بختمه ليلا و نهارا فراغه منه فيهما لا ختمه كله فيهما و أما الدعوة المجابة فإنما تترتب على ختمه كله كما يأتي‌

[8]

9004- 8 الكافي، 2/ 621/ 9/ 1 محمد عن أحمد عن الحسن بن علي عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللَّه ع قال من قرأ مائة آية يصلي بها في ليلة كتب اللَّه له بها قنوت ليلة و من قرأ مائتي آية في غير صلاة لم‌


(1). في الكافي المطبوع بشير و الظّاهر انه بشر كما في المتن و المخطوطين من الكافي و المرآة و أورده جامع الرواة ج 1 ص 123 بعنوان بشر بن غالب الأسدى كوفي و أشار الى هذا الحديث عنه «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1728

يحاجه القرآن يوم القيامة و من قرأ خمسمائة آية في يوم و ليلة في صلاة الليل و النهار كتب اللَّه تعالى له في اللوح المحفوظ قنطارا من حسنات و القنطار ألف و مائتا أوقية و الأوقية أعظم من جبل أحد.

[9]

9005- 9 الكافي، 2/ 612/ 5/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد البرقي و الحسين جميعا عن النضر عن يحيى الحلبي عن محمد بن مروان عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال قال رسول اللَّه ص من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين و من قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين و من قرأ مائة آية كتب من القانتين- و من قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين و من قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين و من قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين و من قرأ ألف آية كتب له قنطار من بر القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب و المثقال أربعة و عشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد و أكبرها من السماء إلى الأرض.

[10]

9006- 10 الكافي، 2/ 612/ 6/ 1 القميان و محمد عن أحمد جميعا عن علي بن حديد عن منصور عن محمد بن بشير عن علي بن الحسين ع قال و قد روي هذا الحديث عن أبي عبد اللَّه ع قال من استمع حرفا من كتاب اللَّه من غير قراءة كتب اللَّه تعالى له به حسنة و محا عنه سيئة و رفع له درجة و من قرأ نظرا من غير صوت كتب اللَّه له بكل حرف حسنة و محا عنه سيئة و رفع له درجة و من تعلم منه حرفا ظاهرا- كتب اللَّه له عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات‌

الوافي، ج‌9، ص: 1729

قال لا أقول بكل آية و لكن بكل حرف باء أو ياء أو شبههما قال و من قرأ حرفا و هو جالس في صلاة كتب اللَّه له به خمسين حسنة و محا عنه خمسين سيئة و رفع له خمسين درجة و من قرأ حرفا و هو قائم في صلاته- كتب اللَّه له مائة حسنة و محا عنه مائة سيئة و رفع له مائة درجة و من ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة قال قلت جعلت فداك ختمه كله قال ختمه كله.

[11]

9007- 11 الكافي، 2/ 613/ 7/ 1 منصور عن أبي عبد اللَّه ع قال سمعت أبي يقول قال رسول اللَّه ص ختم القرآن إلى حيث تعلم.

بيان‌

يعني ختمه في حقك أن تقرأ كل ما تعلم منه‌

[12]

9008- 12 الكافي، 2/ 612/ 4/ 1 محمد عن محمد بن الحسين عن النضر «1» عن خالد بن ماد القلانسي عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل من ذلك أو أكثر و ختمه في يوم جمعة كتب له من الأجر و الحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها و إن ختمه في سائر الأيام فكذلك.

[13]

9009- 13 الفقيه، 2/ 226/ 2256 الحديث مرسلا مقطوعا.


(1). اسناده في بعض النّسخ الموثوق بها هكذا: محمّد، عن أحمد، عن الحسين، عن النضر إلى آخره و لعلّه الصّواب «عهد».

الوافي، ج‌9، ص: 1730

بيان‌

في بعض النسخ من ختم القرآن بمكة في جمعة أو أقل يعني في أسبوع و لعله أريد بالأقل و الأكثر ما يقرب منه في القلة و الكثرة و قوله و إن ختمه في سائر الأيام فكذلك يعني كتب اللَّه له من الأجر و الحسنات من ذلك اليوم إلى آخر يوم مثله من الأسبوع يكون في الدنيا

الوافي، ج‌9، ص: 1731

باب 260 قراءة القرآن في المصحف و ثوابها

[1]

9010- 1 الكافي، 2/ 613/ 5/ 1 العدة عن سهل عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة عن ابن وهب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد اللَّه ع قال قلت له جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلبي- فأقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف قال فقال لي لا بل اقرأه و انظر في المصحف فهو أفضل أ ما علمت أن النظر في المصحف عبادة.

[2]

9011- 2 الكافي، 2/ 613/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن يعقوب بن يزيد رفعه إلى أبي عبد اللَّه ع قال من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره- و خفف عن والديه و إن كانا كافرين.

[3]

9012- 3 الكافي، 2/ 613/ 4/ 1 علي بن محمد عن ابن جمهور عن محمد بن عمرو «1» بن مسعدة عن الحسن بن راشد عن جده عن أبي عبد اللَّه‌


(1). في الكافيين المخطوطين عمر بدون الواو و كذلك في أكثر النسخ التي بأيدينا و لكن في المخطوط «خ» اعربه كذا «عمر» و لم نعثر عليه في كتب الرّجال «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1732

ع قال قراءة القرآن في المصحف تخفف العذاب عن الوالدين و لو كانا كافرين.

[4]

9013- 4 الكافي، 3/ 50/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن الحسين «1» عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللَّه ع عمن قرأ في المصحف و هو على غير وضوء قال لا بأس و لا يمس الكتاب.

[5]

9014- 5 التهذيب، 1/ 126/ 33/ 1 المشايخ عن الصفار و إسماعيل بن عبد اللَّه عن أحمد عن الحسين عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد اللَّه ع قال كان إسماعيل بن أبي عبد اللَّه ع عنده فقال يا بني اقرأ المصحف فقال إني لست على وضوء فقال لا تمس الكتاب و مس الورق و اقرأه «2».

[6]

9015- 6 التهذيب، 1/ 127/ 35/ 1 التيملي عن جعفر بن محمد بن حكيم و جعفر بن محمد بن أبي الصباح جميعا عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن ع قال المصحف لا تمسه على غير طهر و لا جنبا- و لا تمس خيطه و لا تعلقه إن اللَّه يقول لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ.


(1). اسناده في الاستبصار مصدر بالحسين «عهد».

(2). في الاستبصار أورده في باب أنّ الجنب لا يمسّ المصحف من كتاب الطّهارة و اسناده فيه هكذا: المشايخ عن الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد إلى آخره و في بعض نسخه و لا تمس الكتابة بدل الكتاب و ليس فيه قوله و اقرأه «عهد».

الوافي، ج‌9، ص: 1733

بيان‌

التعليق و التعلق جعل الشي‌ء معلقا أريد به حمله‌

الوافي، ج‌9، ص: 1735

باب 261 اتخاذ المصحف و كتابته‌

[1]

9016- 1 الكافي، 2/ 613/ 2/ 1 أحمد عن علي بن الحسين بن الحسن الضرير عن حماد بن عيسى عن أبي عبد اللَّه ع عن أبيه ع «1» قال إنه ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد اللَّه به الشياطين.

[2]

9017- 2 الكافي، 2/ 613/ 3/ 1 العدة عن سهل عن ابن فضال عمن ذكره عن أبي عبد اللَّه ع قال ثلاثة يشكون إلى اللَّه العزيز الجبار مسجد خراب لا يصلي فيه أهله و عالم بين جهال و مصحف معلق- قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه.

[3]

9018- 3 الكافي، 2/ 629/ 8/ 1 علي عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن محمد «2» الوراق‌


(1). لفظه «عن أبيه» ليست في الكافي المطبوع و المخطوط «م» و لكن في «خ» موجود مثل ما في المتن.

(2). في المطبوع و المخطوطين من الكافي محمّد بن الورّاق و لكن في التهذيب مثل ما في المتن و حذف لفظة بن في امثال هذا المورد لا يضرّ بشي‌ء و قد يحذفون «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1736

التهذيب، 6/ 367/ 177/ 1 ابن سماعة عن محمد بن زياد عن الخراز عن محمد الوراق قال عرضت على أبي عبد اللَّه ع كتابا فيه قرآن مختم معشر بالذهب و كتبت في آخره سورة بالذهب فأريته إياه فلم يعب منه شيئا إلا كتابة القرآن بالذهب و قال لا يعجبني أن يكتب القرآن إلا بالسواد كما كتب أول مرة.

بيان‌

يأتي خبر آخر في النهي عن تعشير المصاحف بالذهب في باب بيع المصاحف من كتاب المعايش و المكاسب إن شاء اللَّه‌

[4]

9019- 4 التهذيب، 1/ 127/ 36/ 1 سأل علي بن جعفر أخاه موسى ع عن الرجل أ يحل له أن يكتب القرآن في الألواح و الصحيفة و هو على غير وضوء قال لا.

الوافي، ج‌9، ص: 1737

باب 262 قراءة القرآن في البيت و ثوابها

[1]

9020- 1 الكافي، 2/ 610/ 1/ 1 العدة عن أحمد عن علي بن الحكم عن الفضيل بن عثمان عن ليث بن أبي سليم رفعه قال قال النبي ص نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن و لا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود و النصارى صلوا في الكنائس و البيع و عطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره و اتسع أهله و أضاء لأهل السماء كما تضي‌ء نجوم السماء لأهل الدنيا.

[2]

9021- 2 الكافي، 2/ 610/ 3/ 1 محمد عن «1» أحمد و العدة عن سهل جميعا عن الأشعري عن القداح عن أبي عبد اللَّه ع قال قال أمير المؤمنين ع البيت الذي يقرأ فيه القرآن و يذكر اللَّه تعالى فيه تكثر بركته و تحضره الملائكة و تهجره الشياطين و يضي‌ء لأهل السماء كما يضي‌ء الكوكب لأهل الأرض و إن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن و لا


(1). في الكافي المطبوع محمّد بن أحمد و عدة من أصحابنا و كذلك في المخطوط «م» و في المخطوط «خ» ايضا محمّد بن أحمد و عدّة من أصحابنا إلّا أنّه جعل محمّد عن أحمد بن محمّد و عدة من أصحابنا على نسخة و في المرآة مثل ما في المتن محمّد عن أحمد و العدّة إلخ. «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1738

يذكر اللَّه تعالى فيه تقل بركته و تهجره الملائكة و تحضره الشياطين.

[3]

9022- 3 الكافي، 2/ 610/ 2/ 1 محمد عن ابن عيسى عن محمد بن خالد و الحسين جميعا عن النضر عن يحيى بن عمران الحلبي عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد اللَّه ع قال إن البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء.

الوافي، ج‌9، ص: 1739

باب 263 ترتيل القرآن بالصوت الحسن و التدبر

[1]

9023- 1 الكافي، 2/ 614/ 1/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن واصل بن سليمان عن عبد اللَّه بن سنان «1» قال سألت أبا عبد اللَّه ع عن قول اللَّه تعالى وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا «2» قال قال أمير المؤمنين ع بينه تبيانا و لا تهذه هذ الشعر و لا تنثره نثر الرمل- و لكن أفزعوا قلوبكم القاسية و لا يكن هم أحدكم آخر السورة.

بيان‌

في بعض النسخ تبينه تبيانا و قد ورد عن أمير المؤمنين ع أيضا في تفسير الترتيل أنه حفظ الوقوف و بيان الحروف و الهذ سرعة القراءة أي لا تسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر و لا تفرق كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل.

و في حديث ابن مسعود أ هذا كهذا الشعر و نثرا كنثر الدقل بالنصب على‌


(1). عبد اللّه بن سنان موافق لنسخة المخطوطة «م» و لكن في الكافي المخطوط «خ» و المطبوع و المرآة عبد اللّه بن سليمان و أورده جامع الرواة في ج 1 ص 486 بعنوان عبد اللّه بن سليمان النخعيّ الكوفيّ و أشار إلى هذا الحديث عنه. «ض. ع».

(2). المزّمّل/ 4.

الوافي، ج‌9، ص: 1740

المصدر و الاستفهام الإنكاري و الدقل ردي التمر و يابسة و ما ليس له اسم خاص فتراه ليبسه و رداءته لا يجتمع و يكون منثورا و كان المراد به الاقتصاد بين السرعة المفرطة و البطء المفرط

[2]

9024- 2 الكافي، 2/ 614/ 2/ 1 الثلاثة عمن ذكره عن أبي عبد اللَّه ع قال إن القرآن نزل بالحزن فاقرءوه بالحزن.

[3]

9025- 3 الكافي، 2/ 616/ 13/ 1 علي عن أبيه عن السراد عن علي عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال إنما ترائي بهذا أهلك و الناس قال يا أبا محمد اقرأ قراءة بين القراءتين تسمع أهلك و رجع بالقرآن صوتك فإن اللَّه تعالى يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

[4]

9026- 4 الكافي، 2/ 615/ 8/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد اللَّه ع قال قال النبي ص إن من أجمل الجمال الشعر الحسن للمرء و نعم النعمة الصوت الحسن «1».

[5]

9027- 5 الكافي، 2/ 615/ 9/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد اللَّه بن القاسم عن عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه ع قال قال النبي ص لكل شي‌ء حلية و حلية القرآن 1741


(1). في الكافيين المخطوطين و المطبوع و المرآة هكذا: من أجمل الجمال الشعر الحسن للمرء و نغمة الصّوت الحسن.

الوافي، ج‌9، ص: 1741

الصوت الحسن.

[6]

9028- 6 الكافي، 2/ 615/ 7/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللَّه ع قال قال رسول اللَّه ص لم يعط أمتي أقل من ثلاث الجمال و الصوت الحسن و الحفظ.

[7]

9029- 7 الكافي، 2/ 615/ 6/ 1 بهذا الإسناد عن أبي عبد اللَّه ع قال إن اللَّه تعالى أوحى إلى موسى بن عمران إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير و إذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين.

[8]

9030- 8 الكافي، 2/ 616/ 10/ 1 العدة عن سهل عن موسى بن عمر الصيقل عن محمد بن عيسى عن السكوني عن علي الميثمي عن رجل عن أبي عبد اللَّه ع قال ما بعث اللَّه نبيا إلا حسن الصوت.

[9]

9031- 9 الكافي، 2/ 616/ 11/ 1 سهل عن الحجال عن علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد اللَّه ع قال كان علي بن الحسين ع أحسن الناس صوتا بالقرآن و كان السقاءون يمرون فيقفون ببابه يستمعون قراءته و كان أبو جعفر ع أحسن الناس صوتا.

[10]

9032- 10 الكافي، 2/ 615/ 4/ 1 العدة عن سهل عن ابن شمون عن علي بن محمد النوفلي عن أبي الحسن ع قال ذكرت الصوت عنده فقال إن علي بن الحسين ع كان يقرأ [القرآن‌] فربما مر به المار فصعق من حسن صوته و إن الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما

الوافي، ج‌9، ص: 1742

احتمله الناس من حسنه قلت و لم يكن رسول اللَّه ص يصلي بالناس و يرفع صوته بالقرآن فقال إن رسول اللَّه ص كان يحمل الناس من خلقه ما يطيقون.

[11]

9033- 11 الكافي، 2/ 615/ 5/ 1 الثلاثة عن سليم الفراء عمن أخبره عن أبي عبد اللَّه ع قال أعربوا القرآن فإنه عربي.

بيان‌

يعني أفصحوا به و هذبوه عن اللحن‌

[12]

9034- 12 الكافي، 2/ 614/ 3/ 1 علي بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد اللَّه بن حماد عن عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه ع قال قال رسول اللَّه ص اقرءوا القرآن بألحان العرب و أصواتها و إياكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائر فإنه سيجي‌ء بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم.

بيان‌

هذا الحديث روته العامة أيضا عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللَّه ص على اختلاف في بعض ألفاظه فإنهم أوردوا بدل أهل الكبائر أهل الكتابين و مكان مقلوبة مفتونة قال ابن الأثير بعد نقل هذا الحديث إلى قوله و أهل الكتابين اللحون و الألحان جمع لحن و هو التطريب و ترجيع الصوت و تحسين القراءة و الشعر و الغناء و يشبه أن يكون أراد هذا الذي يفعله قراء الزمان‌

الوافي، ج‌9، ص: 1743

من اللحون التي يقرءون بها النظائر في المحافل فإن اليهود و النصارى يقرءون كتبهم نحوا من ذلك انتهى كلامه و لعله كان نحوا من التغني مذموما في شرعنا.

و يأتي بقية الكلام في الغناء في باب كسب المغنية من كتاب المعايش إن شاء اللَّه‌

[13]

9035- 13 الكافي، 2/ 616/ 1/ 1 العدة عن سهل عن يعقوب بن إسحاق الضبي عن أبي عمران الأرمني الكافي، 2/ 617/ 1/ 1 القمي عن محمد [علي‌] بن حسان عن أبي عمران عن عبد اللَّه بن الحكم عن جابر عن أبي جعفر ع قال قلت إن قوما إذا ذكروا شيئا من القرآن أو حدثوا به صعق أحدهم حتى ترى أن أحدهم لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك فقال سبحان اللَّه ذلك من الشيطان ما بهذا نعتوا إنما هو اللين و الرقة و الدمعة و الوجل.

[14]

9036- 14 الكافي، 2/ 631/ 15/ 1 العدة عن سهل عن علي بن الحكم عن ابن جندب عن سفيان بن السمط قال سألت أبا عبد اللَّه ع عن ترتيل «1» القرآن قال اقرءوا كما علمتم.

[15]

9037- 15 الكافي، 3/ 301/ 1/ 1 محمد عن‌


(1). فى المطبوع من الكافي و المخطوط «م» و المرآة «تنزيل» بدل «ترتيل» و لكن في المخطوط «خ» مثل ما في المتن. «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1744

التهذيب، 2/ 286/ 3/ 1 أحمد عن عثمان عن سماعة قال قال أبو عبد اللَّه ع ينبغي لمن قرأ القرآن إذا مر بآية من القرآن فيها مسألة أو تخويف أن يسأل اللَّه عند ذلك خير ما يرجو و يسأله العافية من النار و من العذاب.

الوافي، ج‌9، ص: 1745

باب 264 زمان ختم القرآن‌

[1]

9038- 1 الكافي، 2/ 617/ 1/ 1 علي عن أبيه عن حماد عن الحسين بن المختار عن محمد بن عبد اللَّه قال قلت لأبي عبد اللَّه ع اقرأ القرآن في ليلة قال لا يعجبني أن يقرأ في أقل من شهر.

[2]

9039- 2 الكافي، 2/ 617/ 2/ 1 العدة عن سهل عن بعض أصحابه عن علي بن أبي حمزة قال دخلت على أبي عبد اللَّه ع فقال له أبو بصير جعلت فداك اقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة فقال لا قال ففي ليلتين قال لا قال ففي ثلاث قال ها و أشار بيده ثم قال يا با محمد إن لرمضان حقا و حرمة و لا يشبهه شي‌ء من الشهور و كان أصحاب محمد ص يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل إن القرآن لا يقرأ هذرمة و لكن يرتل ترتيلا و إذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها و اسأل اللَّه تعالى الجنة و إذا مررت بآية فيها ذكر النار- فقف عندها و تعوذ بالله من النار.

بيان‌

ها كلمة إجابة يعني بها نعم ثم علل جواز الختم في الثلاث في شهر

الوافي، ج‌9، ص: 1746

رمضان بحق الشهر و حرمته و اختصاصه من بين الشهور و الهذرمة السرعة في القراءة

[3]

9040- 3 الكافي، 2/ 618/ 5/ 1 محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة قال سأل أبو بصير أبا عبد اللَّه ع و أنا حاضر- فقال له جعلت فداك أ أقرأ القرآن في ليلة فقال لا فقال في ليلتين فقال لا حتى بلغ ست ليال فأشار بيده فقال ها ثم قال أبو عبد اللَّه ع يا با محمد إن من كان قبلكم من أصحاب محمد ص كان يقرأ القرآن في شهر أو أقل إن القرآن لا يقرأ هذرمة و لكن يرتل ترتيلا إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها فتعوذت بالله من النار- فقال أبو بصير اقرأ القرآن في رمضان في ليلة فقال لا فقال في ليلتين فقال لا فقال في ثلاث فقال ها و أومأ بيده فقال نعم شهر رمضان لا يشبهه شي‌ء من الشهور له حق و حرمة أكثر من الصلاة ما استطعت.

[4]

9041- 4 الكافي، 2/ 618/ 4/ 1 العدة عن البرقي عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن علي بن المغيرة عن أبي الحسن ع قال قلت له إن أبي سأل جدك عن ختم القرآن في كل ليلة فقال له جدك في كل ليلة فقال له في شهر رمضان فقال له جدك في شهر رمضان فقال له أبي نعم ما استطعت و كان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان ثم ختمته بعد أبي فربما زدت و ربما نقصت على قدر فراغي و شغلي و نشاطي و كسلي فإذا كان في يوم الفطر جعلت لرسول اللَّه‌

الوافي، ج‌9، ص: 1747

ص ختمة و لعلي ع أخرى و لفاطمة ع أخرى ثم للأئمة ع حتى انتهيت إليك فصيرت لك واحدة منذ صرت في هذه الحال فأي شي‌ء لي بذلك قال لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة قلت اللَّه أكبر فلي بذلك قال نعم ثلاث مرات.

بيان‌

لعله أشار بقوله ما استطعت إلى ما يفوته في بعض الليالي من الختم التام و سكوته ع عن الجواب تقرير له و رخصة أو كان غرضه من السؤال الإعلام خاصة و يحتمل أن يكون قد سقط من الكلام شي‌ء يدل على الجواب.

و أما قول الراوي جعلت لرسول اللَّه ص ختمة و لعلي ع أخرى يعني من تلك الختمات الواقعة في شهر رمضان منذ صرت في هذه الحال يعني منذ أخذت في ختم القرآن في شهر رمضان بهذا المنوال منذ عرفتكم و دخلت في شيعتكم‌

[5]

9042- 5 الكافي، 2/ 630/ 10/ 1 القمي عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال لكل شي‌ء ربيع و ربيع القرآن شهر رمضان.

[6]

9043- 6 الكافي، 2/ 617/ 3/ 1 محمد عن ابن عيسى «1» عن علي بن‌


(1). في الكافيين المخطوطين و المطبوع و المرآة كلّها هكذا: محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عليّ بن النعمان ... الخ.

الوافي، ج‌9، ص: 1748

النعمان عن يعقوب بن شعيب عن الحسين بن خالد عن أبي عبد اللَّه ع قال قلت له في كم أقرأ القرآن فقال اقرأه أخماسا اقرأه أسباعا أما إن عندي مصحفا مجزى أربعة عشر جزء.

الوافي، ج‌9، ص: 1749

باب 265 سجدات القرآن و ذكرها

[1]

9044- 1 الكافي، 3/ 317/ 1/ 1 جماعة عن ابن عيسى عن التهذيب، 2/ 291/ 26/ 1 الحسين عن النضر عن عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه ع قال إذا قرأت شيئا من العزائم التي يسجد فيها فلا تكبر قبل سجودك و لكن تكبر حين ترفع رأسك- و العزائم أربع حم السجدة و تنزيل و النجم و اقرأ باسم ربك.

[2]

9045- 2 الكافي، 3/ 318/ 2/ 1 محمد عن أحمد عن التهذيب، 2/ 291/ 27/ 1 الحسين عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير قال قال إذا قرئ شي‌ء من العزائم الأربع فسمعتها فاسجد و إن كنت على غير وضوء و إن كنت جنبا- و إن كانت المرأة لا تصلي و سائر القرآن أنت فيه بالخيار إن شئت سجدت و إن شئت لم تسجد.

[3]

9046- 3 الكافي، 3/ 318/ 3/ 1 التهذيب، 2/ 291/ 25/ 1 علي عن‌

الوافي، ج‌9، ص: 1750

العبيدي عن يونس عن عبد اللَّه بن سنان قال سألت أبا عبد اللَّه ع عن رجل سمع السجدة تقرأ قال لا تسجد إلا أن تكون منصتا لقراءته مستمعا لها أو تصلي بصلاته فإما أن يكون يصلي في ناحية و أنت تصلي في ناحية أخرى فلا تسجد لما [إذا] سمعت.

[4]

9047- 4 التهذيب، 2/ 292/ 31/ 1 الحسين عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال قال أبو عبد اللَّه ع إذا قرأت السجدة فاسجد و لا تكبر حتى ترفع رأسك.

[5]

9048- 5 التهذيب، 2/ 293/ 33/ 1 سعد عن الفطحية عن أبي عبد اللَّه ع في الرجل يسمع السجدة في الساعة التي لا تستقيم الصلاة فيها قبل غروب الشمس و بعد صلاة الفجر فقال لا يسجد.

[6]

9049- 6 التهذيب، 2/ 293/ 35/ 1 أحمد عن السراد عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر ع قال سألته عن الرجل يعلم السورة من العزائم فتعاد عليه مرارا في المقعد الواحد قال عليه أن يسجد كلما سمعها و على الذي يعلمه أن يسجد.

[7]

9050- 7 الكافي، 3/ 328/ 23/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن الحذاء عن أبي عبد اللَّه ع قال إذا قرأ أحدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده سجدت لك يا رب تعبدا و رقا- لا مستكبرا عن عبادتك و لا مستنكفا و لا متعظما بل أنا عبد ذليل خائف مستجير.

الوافي، ج‌9، ص: 1751

بيان‌

قال في الفقيه «1» و يستحب أن يسجد الإنسان في كل سورة فيها سجدة إلا أن الواجب في هذه العزائم الأربع قال و من قرأ شيئا من هذه العزائم الأربع فليسجد فليقل إلهي آمنا بما كفروا و عرفنا منك ما أنكروا و أجبناك إلى ما دعوا إلهي فالعفو العفو ثم يرفع رأسه و يكبر

[8]

9051- 8 الفقيه، 1/ 306/ 922 و قد روي أنه يقول في سجدة العزائم لا إله إلا اللَّه حقا حقا لا إله إلا اللَّه إيمانا و تصديقا لا إله إلا اللَّه عبودية و رقا سجدت لك يا رب تعبدا و رقا لا مستنكفا و لا مستكبرا- بل أنا عبد ذليل خائف مستجير ثم يرفع رأسه ثم يكبر.

بيان‌

قد مضت أخبار أخر تناسب هذا الباب في باب أحكام الحائض من كتاب الطهارة و في باب قراءة العزائم من هذا الكتاب.

و في تفسير العياشي عن حماد بن عثمان عن أبي عبد اللَّه ع قال سألته عن رجل يقرأ السجدة و هو على ظهر دابته قال تسجد حيث توجهت- فإن رسول اللَّه ص كان يصلي على ناقته النافلة و هو مستقبل المدينة يقول فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ «2».


(1). الفقيه 1: 307 و 306.

(2). البقرة/ 115.

الوافي، ج‌9، ص: 1753

باب 266 فضائل بعض سور القرآن‌

[1]

9052- 1 الكافي، 2/ 619/ 1/ 2 محمد عن ابن عيسى عن بدر عن محمد بن مروان عن أبي جعفر ع قال من قرأ قل هو اللَّه أحد مرة بورك عليه و من قرأها مرتين بورك عليه و على أهله و من قرأها ثلاث مرات بورك عليه و على أهله و على جيرانه و من قرأها اثنتي عشرة مرة بني اللَّه له اثني عشر قصرا في الجنة فيقول الحفظة اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها و من قرأها مائة مرة غفرت له ذنوب خمسة و عشرين سنة- ما خلا الدماء و الأموال و من قرأها أربع مائة مرة كان له أجر أربعمائة شهيد كلهم قد عقر جواده و أريق دمه و من قرأها ألف مرة في يوم أو ليلة- لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له «1».

[2]

9053- 2 الكافي، 2/ 622/ 13/ 1 الأربعة عن أبي عبد اللَّه ع أن النبي ص صلى على سعد بن معاذ فقال لقد وافى‌


(1). و في رواية اخرى ما من أحد يقرأها إلّا وكّل اللّه عزّ و جلّ به مائة ألف ملك يحفظونه من بين يديه و من خلفه و يستغفرون له و يكتبون له الحسنات إلى أن يموت- إلى أن قال: و إذا قام بين يدي اللّه تعالى قال له ابشر قرير العين بما لك عندي من الكرامة فتعجب الملائكة لقربه من اللّه عزّ و جلّ «عهد» غفر اللّه له.

الوافي، ج‌9، ص: 1754

من الملائكة سبعون ألفا و فيهم جبرئيل يصلون عليه فقلت له يا جبرئيل بما يستحق صلاتكم عليه فقال بقراءته قل هو اللَّه أحد قائما و قاعدا- و راكبا و ماشيا و ذاهبا و جائيا.

[3]

9054- 3 الكافي، 2/ 621/ 7/ 1 القميان عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد اللَّه ع قال كان أبي ع يقول قل هو اللَّه أحد ثلث القرآن و قل يا أيها الكافرون ربع القرآن.

بيان‌

أما الوجه في كون قل هو اللَّه أحد ثلث القرآن فقد مضى في باب ما يقرأ في النوافل و أما كون قل يا أيها الكافرون ربع القرآن فلعل الوجه فيه أن مقاصد القرآن ترجع إلى معرفة ما يجب اعتقاده نفيا أو إثباتا و ما يجب العمل به فعلا أو تركا و هذه السورة يشتمل على المقصد الأول خاصة فهي بمنزلة الربع‌

[4]

9055- 4 الكافي، 2/ 624/ 20/ 1 العدة عن سهل عن إدريس الحارثي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد اللَّه ع يا مفضل احتجز من الناس كلهم ببسم اللَّه الرحمن الرحيم و بقل هو اللَّه أحد اقرأها عن يمينك و عن شمالك و من بين يديك و من خلفك و من فوقك و من تحتك و إذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات و اعقد بيدك اليسرى ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده.

بيان‌

الاحتجاز الامتناع و اعقد بيدك اليسرى أي عدد المرات ثم‌

الوافي، ج‌9، ص: 1755

لا تفارقها يعني دم على قراءتها و سيأتي خبر آخر في الامتناع بها في الباب الآتي و قد مضت أخبار أخر في فضل هذه السورة و غيرها من السور في باب ما يقرأ بعد الفاتحة في الصلاة و في باب التعقيب و في باب ما يقال عند المنام‌

[5]

9056- 5 الكافي، 2/ 623/ 15/ 1 محمد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن عبد اللَّه بن الفضل النوفلي رفعه قال ما قرأت الحمد على وجع سبعين مرة إلا سكن.

[6]

9057- 6 الكافي، 2/ 626/ 22/ 1 محمد عن أحمد عن محمد بن سنان عن سلمة بن محرز قال سمعت أبا جعفر ع يقول من لم تبرئه الحمد لم يبرأه شي‌ء.

[7]

9058- 7 الكافي، 2/ 623/ 16/ 1 الثلاثة عن ابن عمار عن أبي عبد اللَّه ع قال لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجبا.

[8]

9059- 8 الكافي، 2/ 621/ 6/ 1 محمد عن أحمد عن السراد عن سيف بن عميرة عن رجل عن أبي جعفر ع قال من قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر يجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل اللَّه و من قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل اللَّه و من قرأها عشر مرات غفرت له على نحو ألف ذنب من ذنوبه.

بيان‌

التشحط بالمعجمة ثم المهملتين الاضطراب في الدم‌

الوافي، ج‌9، ص: 1756

[9]

9060- 9 الكافي، 2/ 623/ 19/ 1 الحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق و علي عن أبيه جميعا عن الأزدي عن رجل عن أبي عبد اللَّه ع في العوذة قال تأخذ قلة جديدة فتجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها إنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاثين مرة ثم تعلق و تشرب منها و تتوضأ منها و يزاد فيها ماء إن شاء اللَّه.

بيان‌

القلة بالضم الكوز

[10]

9061- 10 الكافي، 2/ 620/ 3/ 1 القمي عن محمد بن حسان عن إسماعيل بن مهران عن ابن أبي حمزة عن محمد بن سكين عن عمرو بن شمر عن جابر قال سمعت أبا جعفر ع يقول من قرأ بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم و إن مات كان في جوار النبي ص.

بيان‌

المسبحات من السور ما افتتح بسبح أو يسبح‌

[11]

9062- 11 الكافي، 2/ 622/ 12/ 1 بهذا الإسناد عن ابن أبي حمزة رفعه قال قال أبو عبد اللَّه ع إن سورة الأنعام نزلت جملة شيعها سبعون ألف ملك حتى أنزلت على محمد ص فعظموها و بجلوها فإن اسم اللَّه تعالى فيها في سبعين موضعا و لو يعلم الناس‌

الوافي، ج‌9، ص: 1757

ما في قراءتها ما تركوها.

[12]

9063- 12 الكافي، 2/ 626/ 24/ 1 علي عن أبيه عن علي بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد اللَّه ع أنه قال لا تملوا من قراءة إذا زلزلت الأرض زلزالها فإنه من كان قراءته بها في نوافله لم يصبه اللَّه تعالى بزلزلة أبدا و لم يمت بها و لا بصاعقة و لا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت و إذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه- فيقول يا ملك الموت ارفق بولي اللَّه فإنه كان كثيرا ما يذكرني و يذكر تلاوة هذه السورة و تقول له السورة مثل ذلك فيقول ملك الموت قد أمرني ربي أن أسمع له و أطيع و لا أخرج روحه حتى يأمرني بذلك فإذا أمرني أخرجت روحه و لا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه إذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج ثم يشيع روحه إلى الجنة سبعون ألف ملك يبتدرون بها إلى الجنة.

[13]

9064- 13 الكافي، 2/ 623/ 17/ 1 محمد عن أحمد عن بكر بن صالح «1» عن الجعفري عن أبي الحسن ع قال سمعته يقول ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس كل واحدة ثلاث مرات و قل هو اللَّه أحد مائة مرة فإن لم يقدر فخمسين إلا صرف اللَّه تعالى عنه كل لمم أو عرض من أعراض الصبيان- و العطاش و فساد المعدة و بدرة الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب‌


(1). فى نسخ الكافي و المرأة هكذا: عنه، عن أحمد بن بكر عن صالح فانتبه. «ض. ع».

الوافي، ج‌9، ص: 1758

فإن تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظا إلى يوم يقبض اللَّه تعالى نفسه.

بيان‌

أريد بتعهد القراءة تفقدها و إحداث العهد بها و مراعاتها و لمة الجن مسه و العرض بالتحريك ما يعرض الإنسان من مرض و نحوه.

و العطاش بالضم داء لا يروي صاحبه ما تعوهد بهذا ما روعيت قراءتها له سواء قرأها بنفسه أو قرأها له غيره كما صرح به‌

[14]

9065- 14 الكافي، 2/ 633/ 26/ 1 العدة عن سهل و محمد عن ابن عيسى جميعا عن السراد عن جميل عن سدير عن أبي جعفر ع قال سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر و هي مكتوبة في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر و أطاب و لم يكتب من الغافلين و إني لأركع بها بعد عشاء الآخرة و أنا جالس و إن والدي ع كان يقرؤها في يومه و ليلته و من قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر و نكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم علي فيقرأ سورة الملك في كل يوم و ليلة و إذا أتياه من قبل جوفه قال لهما- ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أوعاني سورة الملك و إذا أتياه من قبل لسانه قال لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد- يقرأ بي في كل يوم و ليلة سورة الملك.

الوافي، ج‌9، ص: 1759

باب 267 فضائل بعض آيات القرآن‌

[1]

9066- 1 الكافي، 2/ 621/ 5/ 1 حميد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ «1» عن عمرو بن جميع رفعه إلى علي بن الحسين ع قال قال رسول اللَّه ص من قرأ أربع آيات من أول البقرة و آية الكرسي و آيتين بعدها و ثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه و ماله شيئا يكرهه و لا يقربه الشيطان و لا ينسى القرآن.

[2]

9067- 2 الكافي، 2/ 621/ 8/ 1 العدة عن أحمد عن الحسن بن علي عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن ع يقول من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء اللَّه و من قرأها دبر كل صلاة لم يضره ذو حمة و قال من قدم قل هو اللَّه أحد بينه و بين جبار منعه اللَّه تعالى منه يقرؤها من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله فإذا فعل ذلك رزقه اللَّه تعالى خيره و منعه شره و قال إذا خفت أمرا فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل اللهم اكشف عني البلاء ثلاث مرات.


(1). هو معاذ بن ثابت بالثّاء المثلّثة قبل الالف و الباء المفردة بعدها الجوهريّ. له كتاب «عهد».

الوافي، ج‌9، ص: 1760

بيان‌

الحمة بضم المهملة السم أو الإبرة يضرب بها الزنبور و الحية و نحو ذلك يلدغ بها

[3]

9068- 3 التهذيب، 6/ 170/ 7/ 1 الصفار عن الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد اللَّه ع قال أربع لأربع فواحدة للقتل و الهزيمة حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ «1» إن اللَّه يقول الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ «2» و أخرى للمكر و السوء وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ «3» و فوضت أمري إلى اللَّه قال اللَّه تعالى فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَ حاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ «4» و الثالثة للحرق و الغرق ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ «5» و ذلك أنه يقول- وَ لَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ «6» و الرابعة للغم و الهم لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ «7» قال اللَّه سبحانه فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ نَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ «8».

[4]

9069- 4 الفقيه، 4/ 392/ 5835 ابن أبي عمير عن أبان و هشام بن سالم و محمد بن حمران عن الصادق ع قال عجبت لمن‌


(1). آل عمران/ 173.

(2). آل عمران/ 174.

(3). غافر/ 44.

(4). غافر/ 45.

(5- 6). كهف/ 39.

(7). الأنبياء/ 87.

(8). الأنبياء/ 88.

نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 9  صفحه : 1667
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست