و أما التوجه ففسره بعضهم بافتتاح
الصلاة بتكبيرة الإحرام المفروض ببعض صيغ الأمر بالتكبيرة الواردة في القرآن و
يحتمل أن يكون المراد بالتوجه صرف وجه القلب عما سوى اللَّه سبحانه إلى اللَّه عز
و جل حين يفتتح الصلاة مخطرا بباله أنه إنما يصلي صلاته هذه لله جل ذكره لا لغيره
إجابة له تعالى في امتثال أمره بالصلاة فيأتي بتكبيرة الافتتاح و دعاء التوجه
مقارنا لهذا الإخطار و الإحضار و بالجملة الأمر الذي يعبر عنه الفقهاء بالنية
[3]
5437- 3 الكافي،
3/ 273/ 8/ 1 الخمسة عن الفقيه، 1/ 33/ 66 أبي عبد اللَّه ع قالالصلاة ثلاثة[2]أثلاث
ثلث طهور و ثلث ركوع و ثلث سجود[3].
بيان
المراد بالطهور الأثر الحاصل من
إحدى الطهارات الثلاث أعني ارتفاع الحدث و استباحة الصلاة لأنه إنما عد من مقومات
الصلاة و أجزائها.
و أما في الحديث الآتي فالأظهر أن
المراد به إحدى الطهارات أنفسها
[1] . اشير
بذلك إلى قوله و القنوت سنّة واجبة من تركها متعمّدا في كلّ صلاة فلا صلاة له قال
اللّه تعالى (وَ
قُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) البقرة/ 238 يعنى مطيعين داعين «عهد».
[2] . قوله «الصلاة ثلاثة» أي العمدة
في أجزائها هذه الأجزاء الثلاثة كأنّ ليس لها جزء آخر، أمّا الطّهارة فلامتناع
تحقّق الصّلاة بدونها و أمّا الرّكوع و السّجود فلأنّهما جزء ان بهما يتميّز
الصّلاة في الحسّ عن غيرها بخلاف باقي الأجزاء و إن كانت أركانا. «مراد» رحمه اللّه.