نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 15 صفحه : 179
بأن مجاري الأمور و الأحكام على أيدي
العلماء بالله الأمناء على حلاله و حرامه- فأنتم المسلوبون تلك المنزلة و ما سلبتم
ذلك إلا بتفرقكم عن الحق و اختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة و لو صبرتم على الأذى
و تحملتم المئونة في ذات اللَّه- كانت أمور اللَّه عليكم ترد و عنكم تصدر و إليكم ترجع
و لكنكم مكنتم الظلمة من منزلتكم و استسلمتم أمور اللَّه في أيديهم يعملون بالشبهات
و يسيرون في الشهوات سلطهم على ذلك فراركم من الموت و إعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم-
فأسلمتم الضعفاء في أيديهم فمن بين مستعبد مقهور و بين مستضعف على معيشته مغلوب يتقلبون
في الملك بآرائهم و يستشعرون الجري بأهوائهم اقتداء بالأشرار و جرأة على الجبار في
كل بلد منهم على منبره خطيب مصقع[1]فالأرض لهم شاغرة[2]و أيديهم فيها مبسوطة و الناس لهم خول[3]لا يدفعون يد لامس فمن بين جبار عنيد و ذي سطوة على الضعفة شديد مطاع
لا يعرف المبدئ المعيد فيا عجبا و ما لي لا أعجب من غاش غشوم و متصدق ظلوم و عامل على
المؤمنين بهم غير رحيم فالله الحاكم فيما فيه تنازعنا و القاضي بحكمه فيما شجر بيننا-
اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان و لا التماسا من فصول الخصام
و لكن لثرى المعالم من دينك و يظهر الإصلاح في بلادك و يأمن المظلومون من عبادك و يعمل
بفرائضك و سننك و أحكامك فإنكم إن لا تنصرونا و تنصفونا قوي الظلمة عليكم و عملوا في
إطفاء نور نبيكم و حسبنا اللَّه و عليه توكلنا و إليه أنبنا و إليه المصير.
[1] . مصقع: كمنبر
البليغ أو العالي الصّوت أو من لا يرتجّ في كلامه- قاموس ...
[2] . شغر الأرض بالمعجمتين
ثمّ المهملة لم يبق بها أحد يحماها و يضبطها فهي شاغرة- منه طاب ثراه «عهد».
[3] . الخول باعجام
الخاء و التّحريك جمع الخائل و هو الرّاعي للشّيء الحافظ المتعهّد له الحسن القيام
عليه قيل و قد يكون الخول واحدا «عهد».
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 15 صفحه : 179