نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 111
موسى بن عمران بالعصا و يده البيضاء و آلة السحر[1]و بعث عيسى بآلة الطب و بعث محمدا صلى اللَّه عليه و آله و سلم و على
جميع الأنبياء بالكلام و الخطب فقال أبو الحسن ع إن اللَّه لما بعث موسى ع كان الغالب
على أهل عصره السحر فأتاهم من عند اللَّه بما لم يكن في وسعهم مثله و ما أبطل به سحرهم
و أثبت به الحجة عليهم و إن اللَّه بعث عيسى ع في وقت قد ظهرت فيه الزمانات و احتاج
الناس إلى الطب فأتاهم من عند اللَّه بما لم يكن عندهم مثله و بما أحيا لهم الموتى
و أبرأ الأكمه و الأبرص بإذن اللَّه و أثبت به الحجة عليهم و إن اللَّه بعث محمدا ص
في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب و الكلام و أظنه[2]قال و الشعر فأتاهم من عند اللَّه من مواعظه و حكمه ما أبطل به قولهم
و أثبت به الحجة عليهم قال فقال ابن السكيت تالله ما رأيت مثلك قط فما الحجة على الخلق
اليوم[3]
- أقبلا فقال له المتوكّل
يا يعقوب أيّهما أحبّ إليك ولداي هذان أو الحسن و الحسين؟ فقال:
«و اللّه إن قنبرا غلام عليّ بن أبي طالب
(عليه السلام) خير منهما و من أبيهما». فقال المتوكّل: سلّوا لسانه من قفاه فسلّوا
فمات.
رضي اللّه عنه «ض. ع».
[1] . قوله: «آلة السحر» السحر ما لطف و دقّ و يكون السحر
بآلة دائما أو غالبا فللآلة تعلق به بخلاف المعجزة حيث لا حاجة فيها الى الآلة و لذلك
الاختصاص أضاف الآلة الى السحر و عطف الآلة على العصا من عطف العام على الخاص و قوله
«و بعث عيسى بآلة
الطبّ» اطلاق الآلة هنا إمّا بتبعية اطلاقها في السحر أو باستعمالها فيما يترتب عليه
الفعل أو أراد بها الصنعة مجازا. رفيع- (رحمه اللّه). قال في الهدايا «آلة السحر أي ما يبطل به السحر «ض. ع».
[3] . قوله: «فما الحجة على الخلق اليوم» أي كان الحجّة
على الخلق في صدق الرسل معجزاتهم فما الحجة عليهم اليوم في صدق من يجب اتباعه و تفترض
طاعته حيث لا يعرف بالمعجزة الظاهرة فقال (عليه السلام) «العقل يعرف به الصادق على اللّه ...»
فإنّ بعد نزول الكتاب و انضباط الآثار الثابتة عن النبيّ (صلّى اللّه
عليه و آله و سلم) يعرف بالعقل الصادق على اللّه عن الكاذب عليه فإن الصادق على اللّه
عالم بالكتاب راع له متمسك بالسّنة حافظ لها، و الكاذب على اللّه تارك للكتاب غير عالم
به مخالف للسنة بقوله و فعله. رفيع (رحمه اللّه).
و هذا الوجه في التفسير أقرب ممّا ذكره المصنّف،
لأنّ الاحتجاج باعجاز القرآن لا يتوقّف على العلم بدقائق البلاغة بل يحصل لنا من تتبع
القرائن و التواريخ عجزهم عن معارضة القرآن، و لو في سورة و لو أتوا به لاشتهر و ذاع
و استغنوا عن الحرب و المعارضة بالسيف و لم يعهد عجز جميع الناس عن معارضة قليل من
الكلام و الشعر، بل ربّما أتى الشاعر الأضعف و المتكلّم الأنقص بقطعة من الكلام و الشعر
أحسن من مثل امرئ القيس و النابغة و أفصح الخطباء. «ش».
نام کتاب : الوافي نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 111