آمَنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا بُنَيَّ خَفِ اللَّهَ خَوْفاً تَرَى أَنَّكَ لَوْ أَتَيْتَهُ بِحَسَنَاتِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَمْ يَقْبَلْهَا مِنْكَ وَ ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً أَنَّكَ لَوْ أَتَيْتَهُ بِسَيِّئَاتِ أَهْلِ الْأَرْضِ غَفَرَهَا لَكَ.
قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ خَفِ اللَّهَ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ الثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ وَ ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع ارْجُ اللَّهَ رَجَاءً لَا يُجَرِّئُكَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَ خَفِ اللَّهَ خَوْفاً لَا يُؤْيِسُكَ مِنْ رَحْمَتِهِ.
قَالَ النَّبِيُّ ص كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا ثَلَاثَ أَعْيُنٍ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَ عَيْنٌ غُضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعَالَى وَ عَيْنٌ بَاتَتْ سَاهِرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.
قَالَ ع مَنْ بَكَى عَلَى ذُنُوبِهِ حَتَّى يَسِيلَ دَمْعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ عَلَى النَّارِ.
وَ قَالَ ع مَنْ خَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِثْلُ الذُّبَابِ مِنَ الدَّمْعِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ آمَنَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص إِذَا اقْشَعَرَّ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى تَحَاطَّتْ [تَحَاتَّتْ] خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاطُّ [يَتَحَاتُ] مِنَ الشَّجَرِ وَرَقُهَا.
وَ مَرَّ الْحَسَنُ ع بِشَابٍّ يَضْحَكُ فَقَالَ هَلْ مَرَرْتَ عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ لَا قَالَ وَ هَلْ تَدْرِي فِي الْجَنَّةِ تَصِيرُ أَمْ إِلَى النَّارِ قَالَ لَا قَالَ فَمَا هَذَا الضَّحِكُ قَالَ فَمَا رُئِيَ هَذَا الضَّاحِكُ بَعْدُ ضَاحِكاً.
الفصل الخامس و الخمسون في حسن الظن بالله
قال الله تعالى في سورة الحاقة فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ و قال في سورة البقرة قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ وَ هُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَعْطَى مُؤْمِناً خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَ رَجَائِهِ وَ حُسْنِ خُلُقِهِ وَ الْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَ الِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ وَ تَقْصِيرٍ مِنْ رَجَائِهِ لِلَّهِ وَ سُوءِ خُلُقِهِ وَ اغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا يَحْسُنُ ظَنُ