عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ قَالَ فَقَبَضَ عَلَيْهِنَّ بِيَدِهِ ثُمَّ مَضَى.
فَقَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ [مَا] أَشَدَّ مَا قَبَضَ عَلَيْهَا خَالُكَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص أَمَا إِنَّهُ إِنْ وَافَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يَدَعْهَا مُتَعَمِّداً فَتَحَ اللَّهُ لَهُ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
الفصل الحادي و الخمسون في النظر
قال الله تعالى في سورة النور قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ. وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ الآية.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ مَلَأَ عَيْنَيْهِ حَرَاماً يَحْشُوهُمَا اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَسَامِيرَ مِنَ النَّارِ ثُمَّ حَشَاهُمَا نَاراً إِلَى أَنْ تَقُومَ النَّاسُ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ.
وَ قَالَ ع مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ جَارِهِ فَنَظَرَ إِلَى عَوْرَةِ رَجُلٍ أَوْ شَعْرِ امْرَأَةٍ أَوْ شيئا [شَيْءٍ] مِنْ جَسَدِهَا كَانَ حَقِيقاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَجَسَّسُونَ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ فِي الدُّنْيَا وَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضَحَهُ اللَّهُ وَ يُبْدِيَ عَوْرَاتِهِ لِلنَّاظِرِينَ فِي الْآخِرَةِ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مَنْ أَطْلَقَ نَاظِرَهُ أَتْعَبَ خَاطِرَهُ مَنْ تَتَابَعَتْ لَحَظَاتُهُ دَامَتْ حَسَرَاتُهُ.
قَالَ النَّبِيُّ ص النَّظَرُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ.
الفصل الثاني و الخمسون في اللسان
قال الله تعالى في سورة ق إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ. ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص رَاحَةُ الْإِنْسَانِ فِي حَبْسِ اللِّسَانِ.
وَ قَالَ ص حَبْسُ اللِّسَانِ سَلَامَةُ الْإِنْسَانِ.
وَ قَالَ ص ذَلَاقَةُ اللِّسَانِ رَأْسُ الْمَالِ.
وَ قَالَ ع الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ.
وَ قَالَ ص بَلَاءُ الْإِنْسَانِ مِنَ اللِّسَانِ.
وَ قَالَ ص فِتْنَةُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْبِ السَّيْفِ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ضَرْبُ اللِّسَانِ أَشَدُّ مِنْ ضَرْبِ السِّنَانِ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع نَجَاةُ الْمَرْءِ حِفْظُ لِسَانِهِ.
قَالَ: النَّبِيُّ ص فِي الْوَصِيَّةِ لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ مَنْ خَافَ النَّاسُ لِسَانَهُ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
رُوِيَ أَنَّ نُوحاً ع مَرَّ عَلَى كَلْبٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرِ فَقَالَ نُوحٌ مَا أَقْبَحَ هَذَا الْكَلْبَ فَجَثَا الْكَلْبُ وَ قَالَ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ إِنْ كُنْتَ لَا تَرْضَى بِخَلْقِ اللَّهِ فَحَوِّلْنِي يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَتَحَيَّرَ نُوحٌ ع