الْمُؤْمِنِينَ الْمُرْضِينَ الْخُصَمَاءَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا رَدَّ دِرْهَماً إِلَى الْخُصَمَاءِ أَكْرَمَهُ اللَّهُ كَرَامَةَ سَبْعِينَ شَهِيداً فَإِنَّ دِرْهَماً يَرُدُّ الْعَبْدُ إِلَى الْخُصَمَاءِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ صِيَامِ النَّهَارِ وَ قِيَامِ اللَّيْلِ وَ مَنْ رَدَّ نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ.
وَ قَالَ ص مَنْ مَاتَ غَيْرَ تَائِبٍ زَفَرَتْ جَهَنَّمُ فِي وَجْهِهِ ثَلَاثَ زَفَرَاتٍ فَأَوَّلُهَا لَا يَبْقَى دَمْعَةٌ إِلَّا جَرَتْ مِنْ عَيْنَيْهِ وَ الزَّفْرَةُ الثَّانِيَةُ لَا يَبْقَى دَمٌ إِلَّا خَرَجَ مِنْ مَنْخِرَيْهِ وَ الزَّفْرَةُ الثَّالِثَةُ لَا يَبْقَى قَيْحٌ إِلَّا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَابَ ثُمَّ أَرْضَى الْخُصَمَاءَ فَمَنْ فَعَلَ ثُمَّ تَابَ فَأَنَا كَفِيلُهُ بِالْجَنَّةِ.
وَ قَالَ النَّبِيُّ ص لَرَدُّ دَانِقٍ مِنْ حَرَامٍ يَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَّةٍ مَبْرُورَةٍ.
الفصل التاسع عشر و المائة في العين
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ الْعَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ وَ تُدْخِلُ الْجَمَلَ الْقِدْرَ.
وَ جَاءَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَنِي جَعْفَرٍ تُصِيبُهُمُ الْعَيْنُ أَ فَأَسْتَرْقِي لَهُمْ قَالَ نَعَمْ فَلَوْ كَانَ شَيْءٌ يَسْبِقُ الْقَدَرَ لَسَبَقَتِ الْعَيْنُ وَ قِيلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصِيبَ صَاحِبَهُ بِالْعَيْنِ يَجُوعُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ كَانَ يَصِفُهُ فَيَصْرَعُهُ بِذَلِكَ وَ ذَلِكَ بِأَنْ يَقُولَ لِلَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُصِيبَهُ بِالْعَيْنِ لَا أَرَى الْيَوْمَ إِبِلًا أَوْ شَاةً أَوْ مَا أَرَى كَإِبِلٍ أَرَاهَا الْيَوْمَ فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ ص كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ لَمَّا يُرِيدُونَ أَنْ يُصِيبُوهُ بِالْعَيْنِ.
عَنِ الْفَرَّاءِ وَ الزَّجَّاجِ قَالَ الْحَسَنُ دَوَاءُ إِصَابَةِ الْعَيْنِ أَنْ يَقْرَأَ الْإِنْسَانُ هَذِهِ الْآيَةَ وَ إِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ.
الفصل العشرون و المائة في قذف النساء
قال الله تعالى في سورة النور وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ و في سورة النور إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.
وَ قَالَ: مَنْ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِالزِّنَاءِ خَرَجَ مِنْ حَسَنَاتِهِ كَمَا تَخْرُجُ الْحَيَّةُ مِنْ جِلْدِهَا وَ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ أَلْفُ خَطِيئَةٍ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص